الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 8 / 8
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


حاول المستعربون بزعامة الدكتور الإرهابي المستعرب، ناصر، الذي أطاح بالنظام الملكي وأسس لمنظومة الجمهوريات العسكريتارية البوليسة الاستبدادية الفاشية العروبية القمعية التي قضت على الإنسان وعلى الحريات العامة والحياة المدنية وزرعت قيم التوحش والتخلف والبداوة والانحطاط أو ما يسمونها بـ"العروبة"، وبعثت ثقافة الصحراء المتخلفة من رقادها، نقول حاول هذا المستعرب الفاشي الاحتماء بالفكرة الطوباوية القومية والتخفي وراءها والاتجار بها للسطو على ثروات العرب الأقحاح بالجزيرة العربية، كما سطا على الحكم بمصر، وسرقة تلك الثروات واستخدامها بالقمع والإرهاب وفتح المعتقلات ومطاردة وزج الأحرار والشرفاء في غياهب الزنازين والمعتقلات وتركهم هناك حتى الموت مع الصراصير والجرذان، وذلك عبر رفع الشعارات البراقة المضللة الطنانة الرنانة كشعار: "بترول العرب للعرب"، رغم عنصرية ووقاحة ودناءة هذا الشعار الذي سيخص الثروة البترولية للعرب فقط في ظل اكتظاظ الإقليم وجغرافيا المنطقة بعشرات القوميات والإثنيات والأعراق والشعوب القديمة من السكان الأصليين، الذي يبدو أنه لن يكون لهم أية حصة من شعار الديكتاتور المستعرب الذي تحالف مع منظومة الشر التوتاليتارية القمعية "الاشتراكية" (رجاء ممنوع الضحك) المعادية لتطلعات وأحلام الشعوب بالحرية والعدالة والمساواة، بقيادة الاتحاد السوفييتي المقبور، والذي ورثته اليوم جمهورية روسيا الاتحادية واستمرت على نهجه السابق.
غير أن العرب الأقحاح الأصليين في الجزيرة العربية، الذين أدركوا مبكراً خبث النوايا والخطط العروبية وخطورة مشروعها القومي الفاشي التدميري على أمنهم واستقرارهم، تصدوا لمشروع ناصر ورفضوه وحاربوه حتى أسقطوه، واستخرجوا النفط بأنفسهم ولم يشاركوا المستعربين به، وقاموا باستثمار واستغلال هذه الثروة في التنمية والعمران والصحة والتعليم والرفاه الاجتماعي وتوزيع مداخيل النفط وصرفها على شعوبهم بقدر معتبر من العدالة الوطنية وذلك عبر دفوعات ورواتب ومعاشات شهرية عالية جداً، إضافة لمنح شعوبهم مزايا مالية كثيرة وقروضاً ميسرة وإعفاءات (هناك دول تفعي شعوبها من فواتير الماء والكهرباء)، وتسهيلات ائتمانية جلى لشراء وبناء المساكن واقتناء السيارات الفارهة ووسائل الترفيه الحديثة، إضافة لقدرتهم الشرائية العالية التي مكنت كثيرين من السفر والسياحة في أصقاع العالم والتجول في أرجاء المعمورة، فيما عجز ويعجز المستعربون اليوم، عن تأمين رغيف خبز لمواطنيهم، ووسيلة النقل والسفر الداخلي من قرية لقرية، باتت حلماً بعيد المنال لكثيرين.
ورغم أن دول المستعربين تغص بالثروات الباطنية والظاهرية، كالبترول والغاز، وأهمها الثروة المائية، فإن شعوبها تعاني الفقر والجوع والقلة، ومعظم قرى ومدن وحواضر هذه المنظومة المنهارة والمتردية تكابد العطش والظمأ وبالكاد تصلها نقطة الماء العذبة للشرب، فيما تنتشر على ضفاف الخليج عشرات ومئات مصانع تحلية المياه التي تغذي مدن وقرى الصحراء بالمياه العذبة وحولتها إلى واحات خضرات، كله عبر الاستغلال الأمثل والوطني العادل للثروة الوطنية، التي أراد المستعربون سرقتها والسطو عليها عبر رفع شعاراتهم الكاذبة والتضليلية كشعارنا هذا آنف الذكر: "بترول العرب للعرب".
ويحمد اليوم كثيرون من أبناء المستعربين الله ويشكرونه لفشل المشروع القومي العروبي الفاشي في الهيمنة والسيطرة بالمنطقة وفي عدم قدرته على تدمير بقية دول الجوار، بعدما فتك بالدول المستعربة، حيث وجد هؤلاء الأبناء بدول الخليج العربية، ملاذاً وملجأ وضالة ووجهة آمنة للعيش وفرص العمل والحياة الكريمة للتكسب والارتزاق مع عائلاتهم التي افتقدوها –أي الحياة- في بلدان الشعارات العروبية الكاذبة والتضليلية، لا بل، فوق ذلك، كان لديهم القدرة على إعالة ذويهم، أيضاً، وتقديم مساعدات شهرية لأهلهم في الجمهوريات الديكتاتورية البوليسة العروبية المستبدة الفاشية الفاشلة التي أتت على يابس الأرض وأخضرها، ولو قـُيّض، مثلاً، لدولة غنية جداً كليبيا زعيماً واعياً حكيماً عادلاً وعاقلاً غير المستعرب المهووس بشعارات التضليل والدجل الاستعرابي قذافي، لكانت هذه الدولة المدمرة، اليوم، أرقى وأجمل، وأغنى من سويسرا، والنرويج وفنلندا، ولا أحد يعرف مثلاً أين تبخـّرت وذهبت ثروة الغاز الجزائرية الخرافية، ولا كيف بدّدها الجنرالات العسكر المستعربون الجزائريون وفي أية دواه أنفقوها وأهدروها، حيث بقيت الجزائر بلداً متواضعاً، غير مستقر تتناهشه الحروب والنزاعات، أمام دولة صغيرة كالكويت، يهرب أبناؤها-أي الجزائر- للعمل وطلب الهجرة والبحث عن لقمة العيش في فرنسا ودول الخليج هرباً مع قمع وإرهاب وتوحش وشعارات الجنرالات المستعربين.
في هذه الأثناء كان المستعربون ينشرون قيم الفساد واللصوصية ونهب الثروات الوطنية وتشليح وإفقار الشعوب واضطهادها في بلدانهم حتى تربعت المنظومة القومية العربية العسكرية على جميع مؤشرات الفساد والتردي والفشل والانحطاط العالمي وأصبحت حواضر العالم القديم الشهيرة والعظيمة قرى متواضعة ومتسخة تنتشر فيها الفوضى والزبالة والقاذورات أمام مدن صحراوية أنيقة كدبي والدوحة والمنامة التي تتلألأ زاهية بالأنوار فيما تغرق دول الاستعراب بالعتمة والدياجير والظلام.
وعلى فكرة، فعرب الجزيرة الأصليون الأقحاح، لم يخصصوا البترول فقط للسكان العرب، خلافاً للشعار العنصري الإرهابي للديكتاتور المستبد الفاشي المستعرب، (بترول العرب للعرب)، بل وزعوه على مختلف السكان والمقيمن والعمال المهاجرين عندهم، وبما فيهم أبناء المستعربين الهاربين من جحيم جمهوريات الاستعراب، وأجزلوا بالعطاء والتبرعات والمساعدات للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية