الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 1 )
آدم الحسن
2021 / 8 / 8مواضيع وابحاث سياسية
تَشَكَلَ في منطقتنا محور إقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي , الذي يقود هذا المحور ليست حركات أو أحزاب سياسية علمانية أو مِنْ التيارات المدنية الديمقراطية و إنما من قيادات لدول ذات أنظمة تقليدية , هذه الأنظمة لها بعض المشتركات التي جمعتهم ليكونوا في هذا المحور و أهم هذه المشتركات هو نهج التصدي لأسلمة الأنظمة السياسية للدول .
قد تكون المشتركات بين دول هذا المحور المتصدي للإسلام السياسي محدودة لكن نهج هذه الدول السياسي يتوحد و يتماسك عندما يتعلق الأمر في كيفية مواجهة خطر يهدد دولة في منطقتنا معرضة للسقوط في شباك الأسلمة السياسية , فبمجرد ظهور مثل هذا الخطر على السطح السياسي لنلك الدولة تتحرك دول هذا المحور لإنقاذها و الحيلولة دون تمكن الإسلام السياسي من مسك السلطة فيها .
فمسك السلطة بالنسبة للإسلام السياسي هو أمر شرعي , لا يهم عند قادته الأسلوب الذي يمكنهم من خلاله تحقيق ذلك ... بالانتخابات , بقوة السلاح , بالترهيب , بغسل الأدمغة , كل الوسائل مباحة و شرعية لديهم و بعدها يتلاشى أي أمل للتداول السلمي للسلطة .
الإسلام السياسي المستهدف من قبل هذا المحور يَشْملْ كل أجنحته بغض النظر عن انتمائه المذهبي و كذلك دون النظر لدرجة تشدده أو اعتداله , فلقد تشكلت قناعة راسخة لدى بعض الحكومات العربية و خصوصا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة مِنْ إنَ خطر الإسلام السياسي المعتدل لا يقل عن خطر الإسلام السياسي المتطرف ( الجهادي المسلح ) لأنهما سيقودان المجتمع و الدولة في النهاية الى نفس النقطة مِنْ الاستبداد .
لقد ابتدأ هذا المحور يَتَشَكلْ مع بداية توجه قيادة دولة الأمارات العربية المتحدة في السير في نهجها الواضح ضد تسيس الدين , هذا المسار الذي سارت عليه دولة الأمارات ليس مستقلا عن السياسة الأمريكية فحسب بل هو معاكس له بعض الشيء ايضا , فالكثير من المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد وصلت الى استنتاج هو أن الإسلام السياسي المعتدل هو نقيض للإسلام السياسي المتشدد , و بالتالي يمكن استخدام حركة الإخوان المسلمين و بعض حركات الإسلام السياسي الشيعي في محاربة الإسلام الجهادي المتطرف كالقاعدة و داعش و اخواتهما ... ! هذا النهج اطلق عليه صانعي استراتيجية السياسة الأمريكية بسياسة إيجاد ( الضد النوعي ) .
فسياسة أيجاد الضد النوعي الذي أتبعته أمريكا هي التي جعلت الإدارة الأمريكية تتعاون مع حكومة الإخوان المسلمين في مصر , حكومة الرئيس الراحل محمد مرسي , ضنا منها أنه السبيل الضروري لمحاربة الحركات الجهادية التي أخذت تنشط و تنمو بعد سقوط حكومة الرئيس الراحل حسني مبارك و ما تبعها من تداعيات أضعفت المؤسسة العسكرية و الأمنية المصرية .
أما دولة الأمارات العربية المتحدة فكانت تسلك نهجا مختلفا عن النهج الأمريكي حيث تابعت الوضع في مصر بطريقة مختلفة و دعمت التغيرات التي قادتها ال مؤسسة العسكرية المصرية بقيادة الرئيس السيسي و التي ادت الى اسقاط حكومة الإخوان في مصر .
كان الدعم الإماراتي و لحقه الدعم السعودي للتغيير الذي قاده السيسي على شكل منح مالية و قروض ميسرة لمصر بالإضافة الى تقديم السند السياسي و الدبلوماسي لحكومة السيسي لجعلها لا تتأثر بمحاولات بعض القوى التي لها نفوذ في مراكز صنع القرار الأمريكي التي تدعو الى تخفيف ا لهجمة السيسية على حركة الإخوان المسلمين و بذلك توسعت هذه الهجمة حتى وصل الأمر بها الى حَضِرْ كل نشاطات جماعة الإخوان في مصر , و كان ذلك من ابرز النجاحات التي حققها المحور الذي اسهمت في تشكيله دولة الأمارات العربية للتصدي و محاربة الإسلام السياسي و بذلك صار هذا المحور يضم بالإضافة الى الإمارات كُلْ مِنْ البحرين و مصر أما السعودية فظلت تدعم هذا المحور دون أن تكون جزء منه .
مقابل محور التصدي للإسلام السياسي تَشَكَلَ محور آخر اقطابه الرئيسية تركيا و قطر , فتحركت الأمارات و معها مصر و البحرين و السعودية لإضعاف محور الإسلام السياسي و ذلك بقيام هذه الدول الأربعة بفرض مقاطعة و حصار على دولة قطر .
المشهد أخذ يتعقد و يتوسع أكثر حين انْضمَ لمحور ( تركيا – قطر ) كل من حماس و حركة النهضة التي هي فرع حركة الإخوان المسلمين في تونس .
أما إيران باعتبارها نقطة ارتكاز الإسلام السياسي الشيعي فقد أخذت الموقف الساند لمحور تركيا – قطر رغم إن تركيا و قطر تترددان من التحالف العلني مع إيران بسبب التخوف من الغضب الإسرائيلي الذي سيتبعه الغضب الأمريكي و مع ذلك صارت ايران الممر الرئيسي الذي يربط تركيا بقطر ,
(( يتبع ))
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة