الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التواصل حق وإبداع إنساني

سعيد هادف
(Said Hadef)

2021 / 8 / 8
حقوق الانسان


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما هي الإنّسَانِية ؟ ومن هو الإنساني؟
الإنّسَانِيةَ بمعناها المتداول تحددها القيم الأخلاقية والجمالية والمبادئ المؤسسة لكل ما يرقى بالإنسان ككائن خلاق، وهي جملة الصفات التي تميز الإنسان بوصفه إنسانا. هناك من يرى الإنسَانِيةَ على أنها تلك المظاهر الصريحة النابعة من القلب والتي تعرّف شخصية الفرد وما يحمل من وداعة ومحبة وتسامح ورحمة وجميع الصفات التي تعزز من قيمته الإنسانية في الحياة.
والإنسانية تقف على الطرف النقيض من كل ما هو همجي أو معاد للإنسان وحقوقه المنصوص عليها في الحِكَم البشرية الخالدة وفي الأعراف والقوانين والمواثيق الأممية التي لا تنفك تتطور في المجالات الحقوقية والسياسية والبيئية.
من هو الإنساني؟ هو الإنسان المحب لأخيه الإنسان، المُحبّ للخير والحق والجمال، المدافع عن الفقير والضعيف والمقهور واليتيم، هو الذي يقف ضد الظلم والفساد والشطط، هو الإنسان المتحضر الذي ينتصر لكل ما من شأنه أن يخدم الإنسان والشعوب، هو الذي يتجرد من الأنانية والتسلط، هو الذي يبدع ويبني ويشيع روح التضامن والإخاء والمحبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحق في التواصل؛ الإبداع من أجل التواصل
الإنسان بطبعه كائن اجتماعي تحدوه إرادة العيش المشترك، والتواصل أساس هذا العيش، إنه نزوع نبيل، وحق، لذلك ظلّت الإرادة الإنسانية المبدعة تعمل على تذليل الصعوبات وإزالة العوائق، فابتكرت وسائل الاتصال والتواصل.
التواصل حق: من حق الإنسان أن يتواصل مع غيره، من حقه أن ينتقل من مكان إلى آخر، من حقه أن يسافر برا، وحين تحرمه جهة من هذا الحق، ولا يجد من ينصفه فهذا يعني أنه ينتمي إلى محيط متخلف، همجي ومعاد لكل ما هو إنساني.
التواصل إبداع: حين يعترض الإنسانَ عائقُ أو حاجزُ يجتهد في تذليله، فيبدع ويبتكر، فبنى الجسور لعبور الأنهار وشق الأنفاق في الجبال، واخترع السفن لعبور الحواجز المائية من بحار ومحيطات، واخترع الطائرات لعبور المسافات الطويلة في ظرف وجيز ومريح، بل حوّل البحر إلى ممر بري مثلما حدث لبحر المانش، وحين يمنحه الله جغرافية وديعة تمنحه نعمة التواصل وتوفر عنه الجهد يسارع إلى تأثيثها بنعم أخرى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بين قطرين: ماذا يحدث؟ من فضلكم؛ هذا يكفي....ا
بين الجزائر والمغرب جغرافية سهلة، لا محيطات ولا جبال شاهقة ولا فيافي؛ فهل قابلناها بالشكر؟ هل تواضعنا لهذه النعمة؟ أم كفرنا بها وتعالينا عليها؟ لماذا نحرم أنفسنا من التواصل والتعاون والتضامن؟ وبدل أن نسارع إلى المزيد من الخيرات رحنا نبذل الجهد لنقطع سبل التواصل، فصنعنا جبالا ومحيطات من العداء والجفاء، وأنفقنا الأموال لنقطع أرحامنا وأرزاقنا؛ فلم يعد بالإمكان أن يزور الأخ أخاه إلا متسللا. كيف ندّعي أننا خير أمة ونحرم أنفسنا من نعمة التواصل؟ كيف نمنع الناس من حقهم في التنقل والتزاور بإغلاق البر في زمن تعمل فيه الشعوب على تذليل كل الصعوبات؟ من المسؤول عن هذه المأساة؟ ولماذا نتواطأ بصمتنا ولا مبالاتنا؟ هل تعطل فينا العقل وروح المبادرة الخلاقة؟
نص المداخلة التي ألقيتها في "خيمة الأخوة" يوم 16 يوليوز 2011؛ عند المعبر الحدودي "زوج بغال".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كلمتي بخيمة الأخوة التي نظمتها فعاليات مدنية بمدينة وجدة، على الشريط الحدودي صيف 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا


.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي




.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس


.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة