الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قفاعات جدتي التركية

جوزفين كوركيس البوتاني

2021 / 8 / 9
الادب والفن


منذ طفولتي
وامي تصب النصائح على رأسي الفارغ
كما كنت اصب انا بطاسة نحاسية ثقيلة
الماء على رأس جدتي التركية في حمام تركي قديم
اصبه بروية وانا اراقب الفقاعات من رغوة صابون زيت الزيتون
الذي كان جدي يقايضه بالحنطة من اهل حمدانية
هي تدلك فروة رأسها المثقل بالخرافات وقصص الجان التي كانت تقصها لي بود
وانا استمع اليها بضجر وصدق مشكوك به واليوم لا اعرف لماذا نصائح امي اشبهها بفقاعات صابون جدتي
امي من كثرة نصائحها لنا تحول لسانها الى ورقة شجر ةخريفية
كانت تجمعنا على شكل طابور وتلقي خطبها التي حفظناها على ظهر المشاكسة وليس القلب
كانت تقول بأصرار
كنوا مثل ابيكم
لا تتشاجرون مع الجيران
واليوم الجيران قرروا ترحيلنا بقوة فقط لأننا نختلف قليلا عنهم لا اكثر
لا تخاصمون احدا
والكل عند سقوطنا غضوا نظرهم عنا او تظاهروا اننا لسنا موجودون على البسيطة اصلاً
امنحوا خبزكم للفقراء والطيبن والمارة والمساكين
واليوم نحن على قارعة الطريق بأنتظار من يمد لنا رغيفا
وان كان بائتا مثل ما كانت تفعل امي
وامي خبزها كان يوزع حارا
هه يا امي
كل نصائحك فقاعات مثل فقاعات صابون جدتي
جدتي ماتت اثر مرض الغربة
وامي اصيبت بمرض ما يسمونه ملحق العمر
بالمفاصل
وانا شردني الوطن عن طيب خاطر
وكل ما اقوم به هو تعليم حفيدتي
لغة الام على الاقل لا تنسى
ما تبقى من هويتها المطموسة
في وحل عقول المغفلين
و الغافلين عنا
فكله بات سواء......!

من يوميات امراة
في خيم الرحمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة