الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مندلي الفردوس المفقود

احمد الحمد المندلاوي

2021 / 8 / 10
الصناعة والزراعة


جميل من د. ضياء عبد الخالق المندلاوي عن مدينتنا مندلي بعنوان نسرده أدناه لإتمام الفائدة ،إذ يقول:
ناحية واقعة في محافظة ديالى تبعد عن بغداد عاصمة العراق (160) كم وعن الحدود الإيرانية (7) كم عن منطقة (بيشتكو).
تبلغ مساحتها (1460) كيلو متر مربع وتعد أرضها من الأراضي المروحية (المزيجية - الرملية) وتعتبر أرضها من الأراضي النادرة عالمياً.
ورد اسم المدينة تكراراً في كتب التاريخ وهي من المدن الكوردستانية التي يعود تاريخها الى (6000) ق.م ، أما بالنسبة الى منشأ اسم المدينة فقد اختلف المؤرخون قديماً وحديثاً عن منشأها وتعرض اسمها الى تغييرات وتطويرات وتحريفات ..على سبيل المثال ذكرها هيرودوتس بإسم (أردريكا) وياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان بإسم (البندنيجين) وأسماء أخرى . والشكل الأخير لإسم المدينة (مندلي) فيعود تاريخها الى ما قبل القرن الثاني الهجري (الرابع عشر الميلادي).
امتازت مندلي ببساتين نخيلها الشامخة التي تحيطها من كل جانب وأشجار الفواكه والحمضيات واشتهرت مندلي بإسم (مدينة المليون نخلة) حيث كانت تمورها من أجود أنواع التمور العراقية . والجدير بالذكر يوجد نوع من التمور في مندلي فقط ويسمى بـ (الميرحاج) فضلاً عن ذلك كان سكانها يمتهنون زراعة الحبوب كالحنطة والشعير وتربية المواشي والحرف اليدوية البسيطة . إذ كان لمحاصيلها حيز كبير في الغلل والحاصلات في أسواق بغداد .كما في المدينة مراقد مقدسة للأولياء و الأئمة مثل السيد رحمن والسيد حافظ (باوه حافظ) أولاد الامام موسى الكاظم (ع) والشيخ مندلي وعباس بن علي الهادي ومرقد حاي يوسف ذو مياهه المعدنية الذي يزوره الناس من كافة المناطق لمعالجة من الأمراض الجلدية لان مياهه تحتوي على الكبريت.
ولكون مندلي منطقة كوردستانية تعرضت للعديد من المشكلات والويلات من الناحية العرقية والعمرانية إذ قام النظام البعثي الفاشي في عام 1975 بترحيل جميع قراها الكوردية والبالغ (60) قرية وجلب المستوطنين العرب ليحلوا محلهم وبذلوا شتى المحاولات لتعريب المدينة حيث تم تغيير أسماء محلاتها وميادينها بأسماء عربية بهدف انتزاع هويتها الكوردستانية ،لا يحتاج الأمر الى كثير من التفكير فالمنطقة حدودية ويسكنها الكورد وسياسة النظام المقبور كانت واضحة تجاههم!!
فضلا عن ذلك ساهمت الحرب العراقية - الإيرانية في تدمير المدينة وتحولت مندلي الى ساحة عمليات حربية أتت على جميع مرافق الحياة الامر الذي أدى الى هجرة غالبية سكانها ...ثم حولها النظام الشوفيني عام 1987 من قضاء الى ناحية ومما
زاد الأمر سوءاً ان السلطات الإيرانية قامت بقطع المياه التي كانت تروي المدينة وبساتينها بمؤامرات ظالمة. مما أضطر سكانها للنزوح منها بالكامل وتوزعوا على مدن أخرى وقاموا بأعمال لا تتناسب مع أعمالهم السابقة.
عانت أهالي مندلي كثيراً من أنظمة الحكومات المتعاقبة وقدموا الكثير من التضحيات والشهداء دون أي سبب يذكر؟ سوى لأنّهم كورد ويحملون أفكاراً وطنية تتعارض مع فكر حزب البعث المنحل وسعيهم مع باقي مكونات الشعب العراقي للتخلص من الكابوس الدكتاتوري البغيض الذي حكم العراق بقبضة من الحديد والنار .
قاست المدينة بأبشع صورها وفي حالة يرثى لها،لا تنقص معاناتها عن شقيقتها (حلبجة) من ناحية التشريد والتهجير والاضطهاد ،البيوت هدمت ؛و المزارع والبساتين حرقت؛و الأنهار والنواعير والينابيع طمرت ، وكذلك أحواض السمك جفت وهدمت . رغم تلك المصاعب والويلات التي حلّت بها؛ لم تسقط المدينة بل بقيت شامخة كشموخ نخيلها . فبعد تحرير العراق في 9 نيسان 2003 توافد أهالي مندلي الى أحضان مدينتهم وهم الآن بانتظار ساعة الخلاص والانضمام الى أقليم كوردستان لتأخذ المدينة وضعها الطبيعي مع شقيقاتها المدن الكوردستانية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*****ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس