الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة حنشيات

منصور الريكان

2021 / 8 / 10
الادب والفن


1- السيرة الذاتية لحنش بن شلش

(1)
هذا ( الحنشْ ….
…… أبن شلشْ )
صعلوكُ من ( لكشْ )
بومضةٍ من عينْ ….
يصيرُ دستورينْ
ورائداً لثورةِ الدبَشْ
هو المفكــرُ حامـل الأسطورةِ العمياءْ
وصاحبُ الوصايةِ المبجّلةْ
للقتلةْ ……..
وراويَ الكتابَ والخبرْ
مدبّرُ المصائبِ ومهلكُ البشرْ
مفجّرُ الأحلام للغوانيْ
وقاتلُ العذارى بالنمَشْ
قائدُ جيلٍ مُنتحرْ……
هو ( الحنشْ )
يا أيّها السادةَ يا حضورْ
قولوا يَعشْ ……………………
وليُّ هذا الأمرْ
نعلنهُ حاكـم بالإجماعْ
داعيةُ ( الرصّاعْ ) …..
لأنّهُ عند سـويعةِ غفوتهْ
يذبـحُ بالأحـلامِ ما يُذاعْ
ينامُ بالمقلاعْ …….
أميرُ مِنْ خَزفْ
أميرُ مِنْ قَرفْ
أصابهُ الجنونْ
شعارهُ المطربُ حينَ قالْ …….
-((من أكونْ !
……. أنا من حبَّ بســـــكـونْ))

(2)
أيتها البلابلُ ……
( حنـشْ ….حنـشْ
أبن شـــــلــــــشْ )
- الآباءُ أنكروهْ .....
وريشهُ نفشْ
وبدأتْ تلوحُ منْ عوالمَ الغياهبِ الملفقةْ
المشنقةْ ……
فاحترسوا يا أيها الوزراءَ والأباطرةْ
يا زمرَ القنابرةْ ……..
يا خطباً مدسترةْ
يا ماحقي الأجيالِ بالعناترةْ
يا أيها الضياطرةْ
فالفقراءُ عندنا أمواتْ
صعلوكنا حافٍ بلا أصواتْ
يلتحفُ المأساةْ
ويحيا في بلادنا الجبابرةْ
قصورهم فارهةٌ عجيبةْ
قرودهُم قضاةْ
وغلّهم بداخلِ الرواةْ
ولأنّهُ ( الحنشْ )
سيحكمُ البرابرةْ
ويحكمُ البلابلَ ودمعةً لما تزلْ بصدركم مزورةْ
وزمراً مُدمّرةْ
وينسفُ الصحراءَ من آشـورَ نحو بابلَ إلى جرشْ!!!
ويحكمُ بمهزلةْ
…………. ( طليطلةْ ) …..


2- ظهور( الحنش ) في طليطلة

( 1)
أولّها …
يظهرُ بالقبّعةِ ( الكابويْ )
قميصهُ مرصعٌ بالذهبِ
والشعبُ بعدُ لمْ يثبْ من تعبِ
يا عجبي ….
آخرها …..
يظهرُ بالجبّةِ والعمامةْ
وفي يديهِ مسبحةْ
يقرأُ في الدفاترِ المنقحةْ
عن مشرحةْ
وجعجعةْ ……. وموقعةْ
يا مربحةْ ….
تلك التي يقودُها …
يا وجعاً لأنه أعلنَ عن وساوس مرقعةْ
يقودنا من مذبحةْ
لمذبحةْ ............
(2)
مذبحةٌ (حنشيةُ) الوجدانْ
أدركَها مهرجٌ تعبانْ
سمّوهُ في ( طليطلةْ ) …
إنسانْ ……..
أنفهُ كالغرابْ
عيناهُ غائرتانِ من صِعابْ
وجههُ قد تجعدتْ شعابْ
مهرجٌ ….. مهرجٌ …… إنسانْ
أضحكَ كلَّ طفلةٍ وأضحكَ الهراءَ والأشياءْ
أضحكَ في ( طليطلةْ )
(بُليبُلةْ) ….
ومرَّغَ الساسةَ والقوادْ
أصابَ في خواطرهْ
مناهجَ الأسيادْ
أضحكَ (طرطوراً) على الرصيفْ
وصرصرةْ
ونملةٌ تعبثُ بالنزيفْ
ومقبرةْ
أضحكَ (حنجنونْ)
ونسوةً أصابَها الجنونْ
ضحكهُ كالبكاءْ
يُسمَعُ في سويعةٍ متعبةِ الأنباءْ
( بُليبُلةْ ) ………
إغتالَها الحنشْ
وعاثَ في رفاتِها ….
وخاطَها
وداسَ في مرافئِ العشاقْ
وأحرقَ الأشواقْ
وأدعّى بأن في خواصِها أسماءْ
وأدعّى بأن فيها لعنةُ السماءْ
وأدعّى أشياءْ ……
(3)
لكنَّ في طليطلةْ
( حُنيجلةْ ) ….
إمرأةٌ عرافةٌ تدركُ معنى صوتها
ووجهُها الندوبُ قد تداركتْ سنواتها
آلامُها …..أحزانُها
كقمرِ بليلةِ الخسوفْ
محاطةٌ بنوبةِ العزوفْ
فمنذُ أنْ أصابَها بزوجِها ( حنشوفْ )
قد أدركتْ خرابةً تلفّها
وأدركتْ مساوءاً عمياءْ
وأدركت كذا ……. كذا أشياءْ
(4)
( طليطلةْ )
كمهزلةْ
أصابَها الخرابْ
وعاثَ في فنائِها الحنشْ
(حنش … حنشْ
إبن شلشْ )
أميرُ من قصبْ
تعضّدَ بعصبةِ الغضبْ
أدركَ للمهرجِ أمنية التعبْ
( طليطلةْ ) ستحترقْ
وتحترقْ أواصرُ الشغبْ
بليلةٍ قميئةٍ غافيةِ اللهبْ
أحرقَهمْ وداسَ في منافذِ الشعبْ
عاشَ (الحنشْ …..
ابن شلشْ )
أميرُ من ( طليطلةْ )
للمهزلةْ ……..
(5)
صورهُ علقّها الشحّاذُ في الرواقْ
وداسَها الحفاةُ في الأسواقْ
أصابَها احتراقُ وانزلاقْ
الأجنةُ الآن بكوا
وحركّوا ….. وفبركوا
وعلقّوا قصائدَ لمدحهِ في ساحةٍ حمراءْ
وصادروا النساءْ
الرجالُ قدْ تراصفوا
وخرفّوا ….. ونزَفوا
وهاجوا كالثيرانْ
لأجلِ منْ ؟؟؟؟
لصولةِ الشيطانْ
(6)
يضحكُ في ( طليطلةْ ) ……
عن مهزلةْ …
في مزبلةْ ….
يراقب عن كثبٍ فئرانهُ المعطلةْ
والحنشُ ينتابهُ القلقْ
من آخر التنابلةْ
وأرنبٌ يغازلهْ
فدسَّ خنجرهْ
بأسفلِ العنقْ ….


3- أحلام ملك الروم

في ليلٍ قمريٍّ مذبوحٍ بالتنّينْ
يجلبُ ملكُ الرومِ العرّافينْ
ويجلبُ كهانَ التأبينْ
والسحرةْ ….
وموالي موسى البررةْ …
ليفسروا حلماً ومفادهْ
- أنّ الربَّ دعاهُ دعاهْ
كي ينقذَ كلَّ البشرية
منْ ( حنشَ ) أبنِ الجنيةْ
لهذا قرّرَ والعهدةُ للمقتولْ
إنقاذُ بقايا حريةْ …..

4- اختفاء حنش خلال حرب الروم

(1)
مملكةُ الحروبْ
مملكةُ الأرانبِ المهاجرةْ
مملكة البلابلِ المغامرةْ
مملكةُ الذئابِ والخرفانِ والعناترةْ
مملكةُ الفقراءِ والعجائبِ المليون للمقابرِ المؤجرةْ
(2)
رومٌ على أبوابنا ……
الحِرابُ في صدورنا
الخَرابُ في ظهورنا …
يسري كما الديدانْ ……
مختلطٌ يغوصُ في الأمعاءِ كالأدرانْ
و( الحنشُ ) معلقٌ بكفّنا
ممددٌ على رؤوسِ الجانْ
يجلبُ عرافيهِ في ( طليطلةْ )
وقارئي الكفوفْ
وناقري الدفوفْ
ومبخرةْ …….
يحرقُ ما تذرّهُ الرياحُ من غلمانهِ في مقبرةْ
يبحثُ عن تنابلةْ
ويطردُ الجهابذةْ
دعاتهُ الممسوخُ والطرطورْ
وراقصونَ من عصورٍ زورْ
ويجلبُ الخنافسَ المعاصرةْ
يحضّرُ الأرواحَ والأشباحْ
من لعنةِ القبورْ
والدمُّ في عروقهِ يفورْ
يلعقُ صوتاً ذاوياً
غرابهُ ينوحُ في شواطئِ البلادْ
على مسارِ لعنةٍ تُعادْ
وغيمةٌ تجسُّ نبضَ معضلةْ
( طليطلةْ ) ….ستحترقْ
يحرقُها مليكُها
وصاحبُ الولايةِ ( الحنشْ )
(3)
طليطلةْ …. طليطلةْ
تبحثُ عن منقذها
تبحثُ عن دعاتها
تبحثُ عن عيونْ
فالليلُ فيها شبحٌ زنجّيْ
و( الحنشُ ) يلبسُ زيَّ امرأةٍ مراهقةْ
تعودُ للعشيقِ كلّما
تظنّهُ يحبّها
لكنّهُ يكرهُ فيها لعبةَ المراوغةْ
وقتلهُ للجارْ
القبائلُ تتحدُ وتفسخُ الولايةَ ( لحنشَ ) المكّارْ
واستدعتْ الرومَ وهذا حقّها
لأنّها لا تملكَ الخيارْ …..
(4)
رومٌ كما المطرْ …
و( الحنشُ ) يوزّعُ النذورْ
ويخلطُ الأورامَ بالبخورْ
يدورُ في بيوتِ عاهراتْ
ويلعنُ الأمواتْ …..
( طليطلةْ ) ….. تخورُ بالحرابِ والسيوفْ
و( الحنشُ ) محاربٌ قديمُ من قصبْ
لكنّهُ يحسُّ في داخلهِ كمُغتصبْ
يجلبُ فانوسَ علاءَ الدينْ
ليفركهْ …
جنيّهُ تَعبْ
عانى من الحروبْ
ودسَّ في عيونهِ رمادْ
ونامَ في تؤدةٍ ليرقبَ البلادْ
ويمسكُ بكفّهِ مراقصاً ومكنسةْ
حجابهُ من اكبر الطغاةْ
يصادروا البهلولَ والرواةْ
ويحرقوا المَشيمةَ لطفلةٍ مُسيّسةْ
يجمّعُ القوادُ في المدينةِ المُهدّدةْ
ويحرفُ المسارَ للشعبْ
بخطبٍ تتلو خطبْ
فمرةً يظهرُ كالأوغادْ
ومرةً يظهرُ فوقَ بغلةٍ بخرقٍ مرقّعةْ
عجائزُ التنابلةْ
تُغازلهْ ……..
وآخرُ الندمانَ في طريقهِ ملوحاً للمقصلةْ
والحنشُ يحبُّ ما بنفسهِ أكثرُ من طليطلةْ ……
(5)
حروبنا لا تنتهيْ
يداه يا أحبّتي قتيلةْ
وربما أضلاعهُ ليستْ على أحوالها
وربما القملُ الذي برأسهِ ستارةٌ تزوغُ عن مسارِها
لتوقدَ الخرابَ في المحاصنِ البديلةْ
آخرها تجهبذَ ودسَّ في أنوفنا المزوّقةْ
أراملَ معوقةْ ….
وبعدَ أنْ تساقطتْ قلاعْ
وجمعَ القوادَ في البقاعْ
والحنشُ لا يعرفَ الوعودْ
ويعرفُ العجائبَ المليونَ قد تنتهي بموتهِ ……..
والحنشُ يخصُّ ذئباً هائجاً تحيّتهْ
لأنّهُ قد مزقَّ البلابلَ الوديعةَ وحرّفَ المسارْ
وقطعَّ الورودَ والأزهارْ
( والحنشُ ) مكّارْ….
تخفّى في جحورهِ كفارْ
والقططُ الشقراءُ بانتظارهِ تلوبْ
هل تنتهي يا حنشَ الحروبْ
بلابُلي مُبعثرةْ
تبحثُ عن أعشاشها
والنملُ ما يزالُ في سلالنا
والعشقُ في قلوبِنا مقلوبْ
هل تنتهيْ يا حنشَ الحروبْ
هل تنتهي ……..

5- خراب طليطلة

تظهرُ في طليطلةْ
عناكبُ صفراءْ
جنادبُ حمراءْ
ويسقطً ( الحنشْ )
وتظهرُ البُغيلةُ بوشمةِ الحصانْ
تدورُ في الخرائبِ تبحثُ عن خناجرَ ورقعٍ مُشرنقةْ
تزفّها بالشارعِ الممطوطْ
بغيلةُ الخليفةِ تغوطْ
تلثغُ نزفَ دودةٍ
ويظهرُ الفلاسفةْ
الحراشفةْ
المفكرُ الرومّيْ
بخبزنا اليومّيْ
يغتالنا ….
يهزنا……
كما الدمى
ونحنُ في خرابنا
نبحثُ عن منقذنا
وبغلةُ الخليفةِ وقملُها تكرّزُ الحروبْ
تزحفُ في الأزقةِ تلتهمُ الكتابَ والأثرْ
والوحشةُ تقرفصتْ
تساقطت قلاعْ
وانزلقت قبابْ
وانزلقَ المفكرُّ الطليطليْ
يعزفُ في تمهلِّ
ويغرقُ بلجّةِ الحروبْ
يزنُّ ما صودرَ من أحبابْ
بلثغةِ الأغرابْ …
الصورُ تلاطمتْ
وانزلقتْ
بلعبةِ التنفيسِ بالمقلوبْ
هل تنتهي يا أيّها المفكرُ الحروبْ
هل تنتهي ………

بين 1999-2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا