الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دليل بناء الجمهورية الجديدة (1)

محمد نبيل صابر

2021 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان تم اعلان وسم الجمهورية الجديدة على شاشات التلفاز، وأعلن عنها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه والجميع يتساءل كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟
ومع تزايد التساؤل خاصة في ظل إطلاق عملة جديدة في نوفمبر المقبل ومعدلات العمل في العاصمة الإدارية الجديدة وبدء انتقال الوزارات اليها والمدن الجديدة في طول البلاد وعرضها، يبدو البحث عن إجابة يسير في طرق ضبابية
وفى نقطة ضعف واضحة عبر الرئيس السيسي عن غضبه منها عدة مرات، يفشل النظام في اجراء عملية تواصل مع الشعب للتعريف بما يتم إبلاغه به عبر وسائل الاعلام
لنبدأ بالقواعد الأساسية، تقول علوم الاتصال ان عملية التواصل تقوم بقيام "المرسل" بخلق "رسالة" لدفعها عبر "وسيلة التواصل" الى "المستقبل" ليعالجها ويقوم بالرد عليها.
وهنا خلق الوسم الرسالة وتولت شاشات التلفاز القيام بدور الوسيلة والمستقبل وهو هنا الشعب المصري يحتار في المعالجة بسبب التساؤلات السابقة.
كمان ان عمليات "ادارة التغيير" تتطلب عرض الخطوط الأساسية على المعنيين بالتغيير، خاصة ان ابقاءهم في ضباب الحيرة يزيد من مقاومة التغيير كلما قلت المعلومات وزادت مدة الحيرة
لنبدأ بسؤال لماذا؟
يحدثنا التاريخ ان الإجابة عن هذا السؤال تتضمن نشوء الجمهوريات الجديدة بعد احداث ثورية غيرت وجه التاريخ، يستمد منها النظام الجديد الشرعية ويترجمها في الدعوة لايدلوجية او "رسالة " تجمع قوى الشعب حوله، ويتم ترجمتها في الدستور والقانون والعمل على تدويرها في التعليم والاعلام والثقافة في مواجهة القوى القديمة والمتربصين بالحقبة الجديدة.
الامر يتطلب خلق شرعية للنظام تكن حدا فاصلا بينه وبين ما قبله، واستغلال المعطيات الداخليه والخارجية لتثبيت دعائم تلك الشرعية عبر خلق تلك الرسالة
قام جمال عبد الناصر بثورة 1952 ، كانت حدا فاصلا بينه وبين ما قبله ومنحته شرعية جديدة دعمها باعلان الجمهورية والغاء الملكية ثم خلق رسالة تتضمن الاشتراكية والقومية العربية، لمجابهة المتربصين فى الداخل " جماعة الاخوان" والخارج من قوى استعمارية وانظمة رجعية حليفة واسرائيل . وتشير الوثائق ان الهدف الرئيسى من حرب 1967 كان تدمير صورة ناصر امام الشعوب العربية ، او بمعنى ادق تدمير رسالته التى جمعت قوى الشعب حوله عبر هز شرعيته
ولم يستطع خلفه السادات خلق شرعية جديدة تتغلب على شرعية 1952 سوى بانتصار اكتوبر 1973، تحدث بعدها السادات عن الحاجة لتولى "جيل اكتوبر" المسئولية وتأكيدا لتلك الشرعية عين قائد سلاح الجو فى تلك الحرب نائبا له، كما استخدم المنافسين السابقين لسلفه وهى التيارات الاسلامية فى تدعيم رسالته لمواجهة المتشبسين بسياسة جمال عبد الناصر ومنهاجه، وخلق "رسالة" عبر عنها فى قوله "رئيس مؤمن لدولة مؤمنة"...الخ
وحاليا تتوافر لدينا ظروف شبيهة، تتخلص مصر تدريجيا من آثار عشرية "بالربيع العربي"، حيث تم إعادة بناء الدولة عبر ترسيخ قوتها العسكرية أولا ثم تجاوز الاثار الاقتصادية المدمرة والتعامل مع الاخطار الداخلية ثم الخارجية لترسيخ مفهوم الدولة المصرية الناشئة.
اكتسب النظام المصري شرعيته من ثورة 30 يونيو وما اعقبها وتم ترجمته -بشكل مبدئي – في دستور 2014 وتعديلاته، ثم اعقبها بتجاوز التحديات والاخطار المحيطة بنا شرقا وغربا وجنوبا والسعي الى تمديد دوائر التأثير المصري الى خارج الحدود الإقليمية مما يضمن حماية مقدرات القرار المصري.
والآن حان الوقت لإطلاق عملية تشكيل الجمهورية الجديدة والتي ستتطلب إجراءات حاسمة وإرادة سياسية لتنفيذ تلك الإجراءات ورؤية لترجمة تلك المتطلبات في رسائل متواصلة في التعليم والاعلام والثقافة والهوية وغيره
ليكون الجزء الثاني من السؤال هو كيف يمكن ان يكون شكل الجمهورية الجديدة؟
وهذا في المقال القادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا