الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد سبع سنوات من إستشهادها .. الأُم كُلي تعود الى سنجار مجددا

عيسى سعدو

2021 / 8 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


الأم كُلي ، الأُم هي ترجمة حرفية للكلمة الايزيدية ( داي ) التي تطلق على هذه الإمرأة العظيمة وكل إمرأة ايزيدية خلدت موقفا بطوليا او خدمت في المجال الديني أو الإجتماعي بإخلاص وتفاني ، فنطلق عليها داي كُلي أي الأُم كُلي .

كُلي مشكو نمر ، لبوة ايزيدية من مواليد 1961 م في ناحية باعذرى في قضاء الشيخان شمالي العراق وكانت متزوجة من رجل ايزيدي يسكن سنجار ولديهما 9 من الأبناء والبنات وتنحدر الشهيدة كولي -التي إشتهرت قصة إستشهادها بتصديها لداعش - من عائلة من قبيلة خالتا الايزيدية العريقة .

قصة إستشهادها

تعود قصة إستشهاد "داي كُلي" البطولية الى الثالث من شهر آب/ اغسطس من العام 2014 حيث سيطر عناصر داعش على منطقة سنجار بعد إنسحاب القوات الكردية المكلفة بحماية المنطقة منذ العام 2003 ( البشمركة الكردية) وأثناء توجهها مع إبنها وإبنتها من منطقة سكنهم ( مدينة سنوني) الى جبال سنجار تعرض لهم داعش الارهابي ف أخرجت الأُم كُلي مسدسا كانت تختبئه تحت سترتها فقتلت أميرا من داعش وجرحت آخرا لتُقتل بعدها ب 30 رصاصة .


أن هذه البطولة والتضحية ما هي إلا إمتداد للمقاومة الأيزيدية بوجه داعش ، تلك المقاومة التي بدأت بالساعات الأولى من هجوم داعش فجر الثالث من آب / اغسطس 2014 في مجمعي الجزيرة ( سيبا شيخ خدر ) والعدنانية ( كرزرك) الواقعان جنوب سنجار بحوالي 20 كم من أجل الحفاظ على العفة والكرامة ، تلك المقاومة التي ابداها المدنيين الايزيديين دون سابق تخطيط وبأسلحة خفيفة ك بنادق كلاشينكوف روسية او هنغارية او تشيكية الصنع بعدما هرب من كان عليه واجب الدفاع، والمقاومة هي التي تمكنت من إبطاء تقدم داعش لحين تفريغ القريتين من السكان بالاضافة الى إتاحة الفرصة لبعض سكان شمال الجبل ومركز مدينة سنجار من الخروج والتوجه أما الى كردستان او الى المناطق المحصنة في الجبل .

لقد أعطت داي كُلي درسا الى أعدائنا بأننا رجالا ونساءا مستعدون للتضحية من أجل كرامتنا وأرضنا وقد أعادت مجد الأُم زريفا اوسي التي قاومت الحملة العثمانية بقيادة الفريق عمر وهبي باشا على على جبل سنجار سنة 1893 م وكانت تشجع رجال المقاومة الايزيدية في التصدي للحملة العثمانية ، ف روح التضحية والمقاومة لم يكن وليدة الأمس بل مغروسة في النساء الأيزيديات منذ القِدم والدليل على ذلك ليس بطولات هؤلاء النسوة فحسب بل أيضا ما أخبرنا به القول الأيزيدي المأثور " شير شيرا ، ج شنا وج ميرا " أي أن الأسد يبقى أسدا سواء أكان رجلا أم إمرأة .

الأم كُلي تعود الى سنجار مجددا

عادت (داي كُولي) في الثالث من آب / اغسطس 2021 مجددا الى وسط مدينتها سنوني بعد سبع سنوات من استشهادها ، ولكن هذه المرة من خلال نصب زيّنته الزهور مخلّدا اسطورتها ، حضرت في مراسيم تدشين النصب ؛ شخصيات ووجهاء اجتماعيين أيزيديين ورجال دين من الاخوة في الطائفة الشيعية بالإضافة الى حضور قادة عسكريين من الجيش العراقي وجمع من مختلف شرائح شعبنا .

نصب هذا الصرح على نفقة أبناء قبيلة خالتا ، حيث تم جمع التبرعات بين أبناء القبيلة التي تفخر بأن الأُم كلي تنتمي لها كما يفخر بها الأيزيديون في كل مكان .

تخليد الشهداء وشجاعتهم خطوة لا بد منها ، حتى حينما يعبر أي شخص من أرض سنجار يعرف كيف حافظنا على وجودنا في ظل الابادات ال 74 وحتى يعرف من هي الأُم كُلي ومن هو الشيخ خيري شيخ خدر وغيرهما الكثير من المضحين من أجلنا ارضهم وكرامتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا