الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر علني

جوزفين كوركيس البوتاني

2021 / 8 / 13
الادب والفن


الصورة التي اذهلت الكثيرين
ا لستارة مسدلة
والضوء خافت
والقفص الذي كان يضم
طائرين حزينين بات
فارغا تفوح منه رائحة نتنة
وصورة قديمة لرجل طويل القامة
متكأ على كرسيا مبطن بالمخمل الاحمر
يرتدي بدلة رمادية وفي يده الاخرى عصا من خشب الجوز
عينيه زرقاوتان فضوليتان غائرتان كأن العالم بأسره مخزون في البؤبؤ
الغرفة نظيفة مرتبة
فقط ذلك القفص الفارغ ببابه المفتوح شوه جمال الغرفة
هذه الغرفة التي تغيرت عشرات المرات
وتغير ناسها عشرات
وصبغت عشرات المرات
وكل الذين سكنوها ابهروا بها
احبوا الصورة
والبعض شغف بها
والبعض التقطوا صورا لها
والبعض التقط صورا بجانبها
كمن يلتقط صورة بجانب تحفة نادرة
او معلماً مشهورا
والغريب في تك الصورة
مضى عليها اكثر من اربعين عام
واثاث الغرفة غير عشرات المرات
تارة كلاسكي
وطورا حديثا
وتارة اثاث ململم من هنا وهناك
غير ان الصورة لم تحرك من مكانها ثابتة
في مكانها معلقة بجانب النافذة كأنها (حجة البيت)
وكل من قطن الغرفة اعجب بها وحتى البعض منهم عرض مبالغ مغرية لشراءها
غير ان مالكة البيت ترفض بيعها
ترفض التفريط بها
تصر تحتفظ بها ومن شروطها هو عدم المساس بها او لمسها او تحريكها من مكانها
والصورة كانت سببا بشهرة الغرفة
ويتزايد الطلب عليها قبل ان تفرغ تكون قد اجرت مسبقا
اجرت من قبل رسامين فنانين ادباء الهمت الكثيرين
غير ان لا احد لا احد يعرف من صاحب الصورة
وما سر بقاءها في مكانها وما سر عدم تغيرها كأنها التقطت قبل ايام
قبل ايام ماتت صاحبة الملك تاركة خلفها بيت جميل
بغرف نظيفة وحديقة مسيجة
ووصية لمن يرثها شرط من شروط الوصية ابقاء الصورة
إبقاء الصورة حيث يجب ان تكون
دون ان تذكر اسم صاحب الصورة او من قام برسمها...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن