الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد المقاطعة

باسم المنذري

2021 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن خيار الحزب الشيوعي العراقي في قرار التعليق ولاحقا مقاطعة الانتخابات قرارا ارتجاليآ او عفويآ او جاء لحسابات الربح والخسارة، بل هو نتيجة عملية تراكمية من تدهور العملية السياسية وتأصيل الفساد كمنظومة متشعبة في كل مفاصل الدولة التي بنيت على اساس المحاصصة الطائفية والحزبية والسياسية. فالمقاطعة هي موقف سياسي بل هي فعل فاضح بكل قوة لمساويء العملية السياسية ومانتج عنها طوال مايقرب من العقدين من الزمن، ورغم دخول الحزب فيها في محاولة للتغيير والاصلاح والخراب الذي تركه النظام الدكتاتوري إلا إن القوى الماسكة بالسلطة لم تكن على قدر المسؤولية والشعور بها ولم تمتلك الإرادة الوطنية والسياسية لتمكين نقل البلد الى سكة البناء والاعمار والتقدم والتطور وتحقيق العدالة الاجتماعية ولم تسمح للقوى الوطنية بالمشاركة الفعلية في بناء البلد فكانت قوانين الانتخابات لكل الدورات منحازآ ومفصلآ لها وكذا قانون الاحزاب وطريقة تشكيل مفوضية الانتخابات لجميع الدورات الانتخابية، فقد طغت فكرة تقسيم الثروات بين المتحاصصين في كل دورة انتخابية وتوزيع المغانم والاموال والمناصب وجعلت فكرة ان السلطة هي جسر الى الثروة في المقام الاول . وهذا ماتم بالفعل. ولاجل حماية كل ذلك لم تتورع هذه الكتل والأحزاب من تأسيس فصائل مسلحة لحمايتها وحماية مصالحها حتى بات موضوع هذه الفصائل يشكل خطرآ في العمل السياسي الديموقراطي والذي يتنافى وجودها مع العملية الديمقراطية الناشئة.
إن قرار مقاطعة الانتخابات قد نجح بتأييد جماهيري كبير وشكل قلقآ على كثير من الاحزاب والكتل السياسية بعد ان التحق بهذه المقاطعة والعزوف عن المشاركة بالانتخابات عدد لايستهان به من الاحزاب والحركات السياسية التي كانت فيما سبق لها تأثير في الساحة السياسية العراقية. لذا يجب تحويل هذه المقاطعة الى فعل ايجابي يرتكز بالاساس على توحيد جهود القوى المدنية اليسارية والديمقراطية لتشكيل جبهة عريضة لها قاعدة جماهيرية واسعة تعتمد عليها في توجيه مسار التغيير والاصلاح وبالتالي تغيير موازين القوى في البرلمان القادم. وليس هذا بالامر اليسير فعلى معظم هذه الاحزاب والشخصيات ان تتخلى لبعضها البعض من مواقف خاصة وتعتمد في ذلك على تحقيق المصلحة الوطنية لانقاذ البلد وانتشاله مما آل اليه من تراجع كبير في كل المستويات.
ولايمكن ايضا اهمال او غض النظر عن الحركات التشرينية والمنتفضين وتحويل هذه الانتفاضة من مطالب في ساحات الاحتجاج الى ضغط شعبي جماهيري داخل ازقة المدن وشوارعها على كل الدوائر الحكومية الخدمية في المناطق بأتجاه تقديم الخدمات كافة بطريقة تظاهرات مناطقية او جمع تواقيع الاهالي لمطلب معين واقامة حملات شعبية خدمية والخ. ان عجز الحكومة في تلبية مطاليب الناس سواء بتعمد او في قصورها المهني والاداري هو عامل مساعد لمحاولة عزلها وتهيئة البديل الحقيقي لعملية التغيير المرتقبة من قوى وطنية قادرة فعلا على احداث فعل مؤثر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية والثقافية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس