الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انهزمت أمريكا في أفغانستان؟

ضيا اسكندر

2021 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كثُرت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الجرائد وفي أغلب وكالات الأنباء والفضائيات، من أن أمريكا وبعد غزوها واحتلالها لأفغانستان منذ عشرين عاماً، وتكبّدها لخسائر مالية كبيرة (ترليونين ونص دولار) وبشرية (3500) قتيلاً، غير الجرحى والمعاقين.. قد انهزمت هزيمة نكراء لا يكافئها إلّا هزيمتها في فيتنام. فقد عادت حركة طالبان إلى الحكم بسرعة، وبشكلٍ أقوى مما كانت عليه، بعد انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية.
بالتأكيد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، لا يمكن وصفه إلّا مثالاً على التراجع المتسارع والانزياح عن العرش الدولي الذي تبوّأته منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. ولكن أيضاً لا يمكن التنبّؤ وفق رغباتنا، بأنا أمريكا أوشكت على الأفول والانهيار السريع. فما زالت قوة عظمى على مختلف الصعد. ولا يمكن فهم الانسحاب الأمريكي من أفغانستان على أنه هزيمة وحسب. بل يمكن القول أن تكتيكاً جديداً عمدت إليه لتحقيق مجموعة من الأهداف ضد خصومها الكبار. وبالدرجة الأولى ضدّ (الصين وروسيا وإيران). فقد صُمِّمَ هذا التكتيك - اللغم، ليفجّر أفغانستان مجدّداً، ويحوّلها إلى بؤرة صراع إقليمي ودولي تستنزف البلد نفسه، وخصوم واشنطن الدوليين.
فهل ستنجح؟
نبدأ من الصين، المستهدف الأول من التحرّكات الأمريكية الأخيرة:
«الحركة لن تسمح لأيّ قِوى خارجيّة (أمريكا) استِخدام الأراضي الأفغانيّة كقاعدة لزعزعة استِقرار الصين عبر الحُدود الأفغانيّة الصينيّة المُشتَركة (طُولها 75 كم) ودعم أقليّة الإيغور المُسلمة المُجاورة». هذا ما صرّح به وفد من حركة طالبان الذي زار الصين منذ أسبوعين، وحصلت بكّين على تعهّد وضمانات من الحركة بما يطمئنها في هذا الصدد.
أما روسيا وإيران اللتان كانتا الدّاعم الخفي والمعلن، مالياً وتسليحياً لحركة طالبان في حربها ضدّ الاحتلال الأمريكي، فإنه من المُستَبعد أن تُقدِم الحركة على أيّ تحالفات ضدّهما وزعزعة استِقرار (تركمانستان، أوزبكستان، طاجيكستان) شمال أفغانستان، أو اضّطهاد أبناء الطّائفة الشيعيّة في مزار الشريف غرب أفغانستان.
كما إن باكستان الداعم الأكبر لطالبان، والمعروفة بعلاقتها المميزة والقوية مع الصين وإيران، لطالما رفضت وقف دعمها لطالبان، والقتال إلى جانب القوات الأمريكية ضدها. الأمر الذي دفع أمريكا إلى قطع مِلياريّ دولار من المُساعدات كانت تُقَدِّمها لباكستان سنوياً.
إزاء ما سبق ذكره، فإن الفشل الأمريكي في تحقيق مراميه بات في خانة شبه المؤكد. فمن المستبعد جداً أن تنقلب حركة الطالبان ضد من دعمها، وترتمي في أحضان عدوّتها أمريكا التي حاربتها طوال عقدين من الزمن .
ما هي تداعيات وصول حركة الطالبان إلى الحكم، وتشكيل إمارة تعتمد على الشريعة الإسلامية؟ هل سيؤدّي ذلك إلى تحفيز نشاط الإسلام السياسي، الذي تهاوى في الشرق الأوسط، وإلى انتعاشه في أماكن أخرى من العالم؟
هل سيتسارع الانسحاب الأمريكي من العراق وسورية ودول الخليج.. مخلّفاً وراءه حقولاً من الألغام، على غرار الانسحاب من أفغانستان؟
الأشهر القادمة كفيلة بالإجابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير