الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-دير النية أوكان...!-

عذري مازغ

2021 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


اعمل نيتك وفقط...!
لا ادري لماذا أصابنا الهول من طالبان ونحن في بلداننا لم نحسم مع حكوماتنا حتى في تحديد ثمن الخبز والسكر.. طالبان صمدت أمام اكبر قوة بشكل أعياها الإختباء في الأنفاق كالثعابين واعتقد جازما أنها الآن بدلت جلدها للمرح والفسق..! اتركوهم وشأنهم فهم بعيدين عنا أكثر من "ميريكان".
الأمريكيون أيضا تقشر جلد ثعبانهم في صحراء أفغانستان، أصابهم اليأس، لم يجنوا شيئا غير أفلام هيليودية يتلهون بها في إعلامهم المسموم، سأخبركم بشيء: أنا من عشاق السينما ولأكثر من ثلاثين سنة، حين أبحث عن فيلم وأرى بدايته تصف حنكة المخابرات الأمريكية في أفغانستان أو العراق أو سوريا أو أي بلد فقير حتى من إفريقيا، أضع علامة غير مرغوب فيه حتى لا يخرج إلى في موقع البحث مرة أخرى، لكن، ويا للهول! كل أفلامهم عنترية فيها دائما تلك القشة من جلدهم، جلد الثعابين! تخرج "جوطيتهم" دائما في محركات البحث...
من يعتقد أن عناصر طالبان ليسوا بشر فهو منافق، أغلب قادتهم الآن فقهاء لكن في علم الإجتماع العربي وحتى في ما يسمى صراع الأجيال، بالتجربة، في المغرب مثلا، ابن الفقيه شيطان!
طالبان تقليدية في دعوتها، ربما لا تنتمي إلى هذا العصر، نعم هي تنتمي إلى عصر أفغانستان، إنهم مسلمون ذي أنفة يحبون أن تبقى عادات أباءهم أكثر وطأة عليهم فما شغلكم أنتم في ذلك؟
تلطخ إسلامهم بلمسة القاعدة وفصائل أخرى طردتها شعوبهم إلى هناك، استقبلهم الأفغان بطيب الإسلام البدوي، إسلام إكرام الضيافة، ولانهم أبعد بكثير من المركز الإسلامي، اعتقدوا ان هؤلاء المشردون او المندسون هم علماء الإسلام: نفس الثقة العمياء التي نستعملها مع محاضر غربي في الفقه الديموقراطي
الآن بعد تمرد طويل تحت الأنفاق تقاوم البُرد الأمريكي، بعد تجربة مريرة أوصلتهم إلى الحكم وبعد 20 سنة من الإختباء في الأنفاق، لا أعتقد انهم أغبياء إلى هذا الحد لكي يعودوا الآن ويمارسون نفس الهمجية التي مارسوها مع نجيب الله.. عادة الخبراء يقرأون ما يقع في الكواليس، هذه المرة نفس الخبراء يقولون لقد هرب الرئيس، كانت هناك مساومات حول حكومة انتقالية لكن طالبان قالت للرئيس : يستحسن لك أن تخرج بقشيبك لا نريد الحوار مع عميل! انتهى الأمر..
مع الولايات المتحدة فرضت طالبان شروطها، هذا لا يقوله "الخبراء" من الفقه الديموقراطي، أرسلت إلى العالم إشارات ذات مغزى عنوانها لسنا همج كما كنا، نحن جيل آخر: جيل "الشيطان" ابن الفقيه .
ــ ندوة صحفية خلفهم صورة تجسد إحدى كلاسيكيات الفن التشكيلي في العالم، وهي تعبر عن مباركة السيد المسيح لحوارييه، الصورة قراها خبير مصري على انهم نسوا أنفسهم ولم ينتبهوا للصورة، لكن حين تتأملها تجد انه المسيح يبارك المجاهدين ووضعها خلفهم مقصود ف"الحواريون" في الصورة مجاهدون بسيف علي أو سيف عثمان (لا يهم أصله )
ــ لن نهدم المعابد البوذية كما حصل سابقا: حس سياسي بطعم السياحة
ــ في صور أخرى للقاءات دولية تجمعهم بمساوميهم دائما تحضر خلفهم تحف من الفن التشكيلي
الكل أعمى لم يشاهد هذه الإشارات، والكل يعرف أيضا اننا حين نعقد ندوات صحفية نضع إشارات رمزية خلفنا، لا أحد قرأ تلك الإشارات بشكل نستبخس التحول في طالبان، ثم وماذا بعد؟
التدخل الأجنبي لا يفيد في شيء، إنما يعكر الأجواء، لا يمكن أن تصدر ديموقراطيتك، يمكن فقط تصدير أشياء أخرى تمتع، تؤكل، تلبس، يمكنك تصدير ما ينفع وليس ما يعبد شعبا آخر .
الحرية جميلة لمن يعبدها، لكن ليست كذلك لمن يعبد شيئا آخر!
لنأخذ الأمور بجدية، في ماذا يهمني أن يكون بلد ما ديموقراطيا بصيغة الفقه الغربي في الديموقراطية، هل السعودية وقطر مثلا ديموقراطية؟ إنها البراغماتية الغربية وليس الديموقراطية الغربية هي من اوحى لأمريكا أن تنسحب بعد أن شبع جنودها من قفر أفغانستان ، حرب امريكا على أفغانستان (على طالبان أقصد) لم ينقص حتى من عدد جنودها كما فعلوا مع هتلر: غنهم انسحبوا لان انفاق الثعابين تحت فراشهم.
تشبه قوة طالبان إلى حد ما قوة إمارة السعديين بالمغرب، اوقفت أكبر إمبراطورية حينها عند الجزائر هي الإمبراطورية العثمانية وهزمت البرتغال في معركة واد المخازن، في ظرف وجيز اغتنت كثيرا (تذكروا الوحش السعدي المسمى يعقوب المنصور الذهبي) كانت تصفه بعض الروايات التي لم يعلن عنها بانه وحش، اهل فاس هم من علموه التهذيب في الأكل والطبخ بعد انتصاره في معركة الملوك الثلاث، هذه الإمارة السعدية الفقهية ورثها "الشياطين" ابناء المنصور الذهبي نفسه ، في كل تاريخ الدول الإسلامية ومنها حتى "البربرية" في المغرب، تقوم دعوة مملكة ما بالجهاد الديني ضد تفسخ الاخلاق والظلم في بداية تاسيسها، تصل مستوى الهيمنة والسلطة السياسية، تزدهر بما سرقته لشعوبها من ثروة، تترف وتتفسخ.. إنه ابن خلدون في القرن الواحد والعشرين ، طالبان ليست إستثناء، إنها تنتمي إلى الزمن الأفغاني القديم، زمن نهوض دعوة بالإسلام على انقاض دولة متفسخة.
في المغرب، حتى وفق مباديء فقه التناوب، نجح الإخوان، في الولاية الاولى كانوا يقومون بشيء اعتقد الناس أنه تصحيح أخلاقي إصلاحي، بعد مرور ولايتهم الأولى بدا ان الشيطان ليس ابن الفقيه بل الفقيه نفسه السيد بن كيران.
ثقوا قليلا بنوايا طالبان ولا تغرقونا في تحليلات خبراء شخصيا أعرف مجموعة منهم: عملوا تكوينا في معاهد سي أي أي لمدة ستة أشهر من التخصيب وأصبحوا بقدرة قادر خبراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طالبان : إنا لأمريكا و إنا إليها راجعون
حسين علوان حسين ( 2021 / 8 / 17 - 20:26 )
الرفيق العزيز الأستاذ عذري مازغ الورد
تحية حارة
كلام جميل . ما كانت طالبان لتعود دون تواطؤ الأمريكان المسبق معها و ذلك منذ تدشين محادثات الدوحة معها . و هناك تنسيق متواصل مع أسيادها الأمريكان كي لا تتجاوز خطوطها الحمراء .
ليس للإمبريالية الأمريكية أصدقاء ؛ أصدقاؤها مصالحها و من يجند نفسه لخدمتها و ليس لها بديل غيره . في مطار كابول سحفت عجلات الطائرات العسكرية الأمريكية عظام عملائها السابقين المغدورين وهم أحياء ، و كذلك يفعلون . وهذه ليست نهاية الحروب في افغانستان وغيرها بل هي بداية أخرى . الإمبريالية لا شرف و لا ميثاق لها غير إدامة مصالحها و نفوذها و هي لا تشبع من الحروب . في العراق أجرت محادثات مع أزلام النظام الصدامي الذي أسقطته لتقاسم السلطة بعد الاحتلال ؛ و تم الاتفاق مع الأمريكان حتى على عدد الوزراء البعثيين في الحكومة القادمة و لكن خوف صدام من إقصائه جانباً أفسد الصفقة . لعبة الأمم الأمريكية متواصلة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية و معها تتواصل حروبها القذرة في كل مكان ؛ خصوصا مع لا ينبطح للكيان الفاشي الصهيوني . و مالفرق بين طالبان و آل سعود ونهيان ؟ الخرا أخو البول .

اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا