الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفشل الأمريكي المتوقع في أفغانستان ومآلات المستقبل التنموي..

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2021 / 8 / 17
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


هزيمة واشنطن في أفغانستان لا يمكن تشبيهها بما جرى في فيتنام لانه في الأخيرة تم استلام الحكم من حزب شيوعي له برنامج تقدمي وحقق معدلات تعليم وتنمية عالية جدا والنهوض بالبلد بينما طالبان حركة متخلفة ليس ادل على أنها ترفع شعارات خادمة للامبريالية كالاسلام السياسي ولم تجلب سوى الخراب لافغانستان.. صحيح ان من دعمها للتخلص من الاحتلال الأمريكي هي روسيا و إيران تمويلا بالسلاح و الصين من خلال باكستان التي تغيرت ولم تعد تنفذ مقاولات السي اي ايه الارهابية في المنطقة.. الا ان طالبان غير مؤهلة لحكم تقدمي يحقق التنمية التي يحتكرها حزب شيوعي على النمط الماوى.. قطع طالبان لعلاقاتها مع محميات الخليج وأولها محمية العيديد الارهابية و تنفيذها لاجندة استنزاف وتصفية هذه المحميات اول أسس التنمية ودون ذلك ستغرق أفغانستان بالظلمات كما كانت حين استقبلت عميل السي اي ايه وتلميذ بريجنسكي أسامة بن لادن والخراب الذي حل بافغانستان إضافة لخراب أمراء الحرب ضد حكم نجيب الله التقدمي الذي حقق الاخير لافغانستان تقدما بأغلب المجالات التنموية من تعليم للبنات والجميع وتوفير رياض أطفال و صناعة وزراعة.. هروب واشنطن من افغانستان لسبب وحيد ان هدفها من احتلال أفغانستان عبر ذربعة عصاباتها الإسلامية وعلى رأسهم بن لادن بفصل روسيا عن الصين والهند جلب نتيجة لم يكن ممكنا أن تتخيلها أفظع الكوابيس الأمريكية وهي انها لم تمنع التعاون بالاحتلال بين الصين وروسيا بل ان احتلالها لافغانستان وعقوباتها سرعت التعاون ونقلته لتحالف استراتيجي لا فكاك منه وما يشبه تشكيل قيادة مشتركة بين الصين وروسيا اي كل ما انفقته واشنطن من تريلونات الدولارات ذهب ادراج الرياح فكان لابد من الهروب لان النتائج تأتي بعكس المقدمات بل انها تسرع سيناريوهات كابوسية على مستقبل الهيمنة الأمريكية..
تملك أفغانستان ثروات أولية تقدر قيمتها بتريلوني دولار وهي تحتاج إلى احترام مكونات البلد والي حكم شيوعي ماوي يقود البلد ليعرف كيف يستثمر هذه الامكانيات لخدمة الشعب الافغاني وتحسين مستواه المعيشي ولأن حزب شيوعي هو القادر على الحفاظ على الشعب وتطوير إمكانياته التعليمية و الإبداعية و محاربة ثقافة الشعوذة الإسلامية التي يروجها شيوخ العيديد وانجيرليك وابو ظبي والرياض سواء كان القرضاوي او من على شاكلته لخدمة اجندات حلف الناتو الاستعمارية وتمويل كل الحروب الأمريكية الصهيونية على شعوب المنطقة وليس صدفة ان إبادة مئات المقاتلين من طالبان نفسها قبل أيام جرى بطائرات أتت من قاعدة العيديد القطرية..
معارك الجبال اي التحرير كانت دائما أسهل من معارك السهول اي التنمية فهذه تحتاج إلى عقول آليات الهيمنة الامبريالية ودراسة كل مرحلة على حدة لتقييم سبل مواجهة تحدياتها والدولة الوحيدة التي نجحت في إنجاز التنمية والتحول من أفقر دولة بالعالم بعد تخلصها من الاحتلال لتصبح أغنى دولة في العالم هي الصين و بقيادة حزبها الشيوعي المأوى..
لقد قال المفكر الشيوعي سمير امين في منتدى بيروت بنوفمبر كانون الأول عام ٢٠٠١ بعد الاحتلال الأمريكي لافغانسنان يومها: "لقد دخلت العولمة طورها العسكري مع حرب الخليج ثم مع حرب يوغوسلافيا لتستمر في الحرب الراهنة الدائرة في افغانستان، ولم يكن هدف الولايات المتحدة ابن لادن ولا الطالبان انما احكام السيطرة على اسيا الوسطى وحقول النفط والعمل على تاسيس خط استراتيجي جغرافي للضغط على روسيا والصين وايران والهند"
في العام 2003 شارك في بيروت في مؤتمر بعنوان "الحرب والإرهاب: حقوق الشعوب وعسكرة العولمة ". فاستشرف "من الواضح أن
المشروع الأمريكي سيفشل. لقد بدأ بالفعل بالفشل. لقد خسرت الولايات المتحدة الحرب في العراق دبلوماسياً وأخلاقياً وثقافياً". وقال إننا في مرحلة من الزمن حيث "البعد الهدام للرأسمالية أقوى من بعدها البناء، وأصبحت المركزية الرأسمالية خطرا على الحضارة الإنسانية". وتابع: "يعتبر الاقتصاد الأمريكي من أكثر الاقتصادات انعدام الكفاءة (في العالم) .: وأنهى حديثه "إن الهدف الحقيقي هو الصين، وفي نهاية المطاف روسيا، وبالتأكيد الهند، ولكن أيضا أوروبا بطريقة ما من خلال السيطرة على المركزية العسكرية للنفط في المنطقة وممارسة الضغط على أوروبا بحيث تكون مضطرة للالتزام بالقرار الأمريكي".
لم تتأخر الأزمة الهيكلية فغمرت الولايات المتحدة عام ٢٠٠٨ بالخسارة ومازالت تداعياتها مستمرة ونجد اليوم هذا الانسحاب الأمريكي والفشل المدوي أوضح مثال
عجز حركة طالبان العقلي واضح عن فهم ما يجري في الأبعاد التنموية ومشاريع الإمارة الإسلامية هو مشروع انتحاري لا مستقبل له أعجز من رسم التحديات الأساسية و الثانوية و تعقيدات كلا منها.. اذا لم يستلم السلطة الأفغانية حزب شيوعي ماوي يفهم العالم وقادر على خوض معارك الاستقلال بكل ابعدها المركبة العسكرية والاقتصادية و المجتمعية والنفسية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ