الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار طالبان وحلفاء أمريكا العرب

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2021 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور 21 عاما على هزيمة طالبان وسيطرة الولايات المتحدة وحلف الناتو على أفغانستان بحجة أنهاء دولة طالبان والتخلص من" الإرهاب الإسلامي "، وإقامة دولة ديموقراطية حديثة تنقذ البلاد من الحروب والفساد والتخلف، وبعد أن أنفقت الولايات المتحدة ما يزيد عن 88 مليار دولار على بناء جيش أفغاني مكون من 300000 عنصر وزودته بأحدث الأسلحة، فقد تمكن 80 الف مقاتل طالباني من اجتياح البلاد بأكملها في غضون أسابيع، واستسلم القادة العسكريون الأفغان لهم دون قتال في غضون ساعات، وهزموا أمريكا الدولة الأقوى في العالم، وأرغموها على الهروب من البلاد بطريقة مذلة تعيد إلى الأذهان هزيمتها المدوية وهروبها من فيتنام.
هذه الهزيمة تعبر بوضوح عن فشل أمريكي عسكري واستراتيجي وأخلاقي؛ فمن الناحية العسكرية فشلت القوات الأمريكية والجيش الأفغاني في القضاء على حركة طالبان وحماية الأمن والاستقرار في البلاد؛ ومن الناحية الاستراتيجية فإن هزيمة أمريكا وانسحابها من أفغانستان .. قد .. يؤدي إلى زيادة النفوذ الإيراني الصيني الروسي في المنطقة، وإلى دعم الحركات الإسلامية الجهادية المعادية لها ولإسرائيل، وتكون له تداعيات هامة على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة العراق وسوريا وفلسطين واليمن ودول الخليج؛ أما من الناحية الأخلاقية فان تخلي أمريكا عن حلفائها في أفغانستان سيفقدها الكثير من نفوذها السياسي ومصداقيتها على الصعيد الدولي، ويظهر بوضوح زيف ادعاءاتها بالعمل والحرص على دعم الديموقراطية ومناصرة الشعوب المظلومة؛ فموقفها المشين من عملائها الأفغان وممن تعاونوا معها من ضباط ومترجمين وموظفين وتخليها عنهم، ورفضها استقبالهم، ومحاولاتها تصديرهم إلى دول أخرى كدولة قطر وغيرها كما ذكرت الأنباء يدل بوضوح على عدم وفائها لحلفائها وأصدقائها.
هزيمة أمريكا في أفغانستان تشكل صدمة لعملائها الحكام العرب الذين يراهنون على دعمها وحمايتها لهم ولأنظمتهم. فأمريكا التي تخلت عن أهم حلفائها في أفغانستان ومناطق كثيرة من العالم، ستتخلى حتما عن عملائها العرب كما تخلت عن غيرهم وتتركهم لمصيرهم المظلم المحتوم! فهل سيتعلمون من التجربة الأفغانية ويدركون أن القادة الذين لا تحميهم شعوبهم تعجز عن حمايتهم أعتى الدول وفي مقدمتها " صديقتهم "أمريكا؟ نتمنى ذلك! لكن تجربتنا مع حكامنا العرب لا تبشر بخير لأنهم خانوا أمانة الحفاظ على أوطاننا، وظلمونا، وأذلونا، وعاثوا في الأرض فسادا، واستسلموا لأعدائنا، وهانوا " ومن يهن يسهل الهوان عليه" ولا أمل يرجى منه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار