الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة طالبان

زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)

2021 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


من اللافت في وسائل التواصل الاجتماعي ظهور منشورات الفرح والتهليل من بعض العرب لاستيلاء طالبان على السلطة في افغانستان وليس لخروج المحتل الامريكي منها. الكثير منهم يكبرون ومتفائلين بعودة الاسلام! وماهو اسلام طالبان الذي نعرفه؟ اليس قطع الرؤوس والايدي وجلد الناس ورجم النساء؟ اليس الغاء تعليم المرأة وحبسها في البيوت لتصبح عبدة للعمل والجنس؟ اليس تزويج الفتيات بعد سن البلوغ الذي قد يكون في الحادية عشرة من العمر اي وهن طفلات؟ اليس خضوع المرأة لمشاركة زوجهامع ثلاث زوجات اخريات؟ اليس ارغام غير المسلمين على دفع مايسمى بالجزية؟ اليس قتل من يُظن بانه ملحد؟ هذا قليل من كثير من الممارسات التي حصلت اثناء حكم طالبان قبل الغزو الامريكي، ومع ان بعض الناطقين باسم الحركة صرحوا بانهم لن يمانعوا في تعليم المرأة وانهم سيحترمون حقوقها والحقوق المدنية للناس، لكنهم في نفس الوقت قالوا انهم سيطبقوا الشريعة الاسلامية. وماهي هذه المسماة الشريعة الاسلاميةالتي ابتكرها من سموا انفسهم او تمت تسميتهم باالأئمة والفُتاة ورجال الدين والشيوخ؟ اليست هذ الممارسات الشائنة والدموية هي هذه الشريعة؟

حركة طالبان وداعش واخواتها هي تنظيمات ظلامية ظالمةتحب سفك الدماء واذلال النسآء باسم الاسلام وباسم تفسيرات ورؤى وقراءات خاطئة عفا عليها الزمن. حتى بعض تيارات ما يسمى بالاسلام السياسي ومنه الاخوان المسلمين الذين يقولون انهم يقبلون بنتائج صناديق الاقتراع / على مضض/ يتغيرون عندما يصلون الى السلطة ويبداون في الغاء الآخرين معتمدين على نظرية (الحاكمية لله) اي التنفيذ الحرفي لما جاء في المصحف من عقوبات وفقط العقوبات، وغير ذلك لا يوجد في المصحف اية احكام او تعليمات لكيفية الحكم وشكله وآلياته وغير ذلك. المصحف كما التوراة والانجيل وباقي الكتب الدينية سماوية كانت ام ارضية هي نصوص تاريخية بمعنى انها نزلت وكتبت لزمن ومكان معينين ومافيها من احكام قليلة لحالات قليلة ايضا غير صالح لكل زمان ومكان، الصالح فيها هو الاخلاقيات العامة التي كانت وستبقى.

الحقيقة التي يتجاهلها الكثيرون انه بأستثناء الفترة القصيرة التي حكم فيها النبي المدينة وربما في فترة حكم العمرين فان التاريخ الاسلامي لم يشهد اي فترة حكم عادل ومنصف للناس فجميع الخلفاء والسلاطين كانوا حكاما ابدين لديهم سلطات مطلقة وتحكم تام في الناس وفي اموال الدولة والازدهار الادبي والعلمي في بعض العقود كان بفضل الاستقرار والرخاء المالي نتيجة القوة العسكرية القوية و الفتوحات. وكل ذلك تغير بعد الحكم العثماني الذي جمد العرب المسلمين اربعة قرون حتى غزو نابليون لمصر والحرب العالمية الاولى .

اجزم ان كثيرا من المهللين لعودة طالبان لا يستطيعوا العيش في ظل قوانينها او قوانين اي دولة قوانينها هي مايسمى بالشريعة الاسلامية كالنظام السعودي او حتى الايراني .

ليتدبر الافغان انفسهم وعسى ان يستطيعوا الوصول الى حكم عادل يعيد الحياة الطبيعية لشعب افغانستان الذين عانى كثيرا منذ خروج السوفييت وحتى الآن من حروب وقتل ودمار وعوز وامراض و مالانهاية له من المصائب والمآسي حتى ان فترة الحكم الشيوعي تبدو جيدة مقارنة بما حصل بعدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي