الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفلام تافهة

أنطونيوس نبيل

2021 / 8 / 19
الادب والفن


(مُهداة إلى رُوح: مي سكاف، الفَرَاشَةُ السُّورِيَّةُ الَّتِي بَصَقَتْ فِي وَجْهِ الشَّيْطَانِ المَهِينْ، الَّذِي أَبَى وَاسْتَحْمَرَ فَكَانَ مِنْ النَّاهِقِينْ)




ليلاتي لوحدي بأتفرَّج على الأفلام
وبأختار إنَّها دايمًا تكون تافهة
عشان أقدر أغافل قَهرتي وأَنام
وأريَّح رُوحي مِن صُلبان
على أكتافها

عشان أقدر أزوَّغ مِن سواد عقلي
وما أغرقشي فـ ألم بايخ
مالوش آخر
وما ألمحشي فـ عيونُه الموت مبحلقلي
كإنُّه سِياط
بتجلدني بعناد ساخر
وبتنشِنْ على جروحي اللي كانت
قرَّبتْ تتلمّْ

وكالعادة بِلَا هفوة
تصيب بمهارة أهدافها
أمثِّل إنِّي متفاجئ
وإنّْ الرَّعشة قايسة بشِبرها طُولي
تمثِّل إنَّها بتضحك
على ضعفي وعلى ذهولي
وتتحوِّل صوابع تنغمس فـ الدَّمّْ

صوابع مِن عَدَم جبَّار
بنار مَجدول
يئنّْ الصَّخر لو مرِّتْ عليه ويقول
بصوت مذهول: ما أنشفها!

بترسم فوق حيطان النَّبض جوَّايا
بلذَّة غريبة مش شايفاني غير غاية
لإدمانها على التعذيب
بترسملي فـ سكوت طافح بألف نجيب
مشاهد مِن مجازر قلبي كان شافها

تفاصيلها قبور فـ عروقي ممدودة
أنين أنفاس بتلعن كُلّْ شيء فيَّا
جُثث أحلام فـ رَمْل الغُربة موءودة
بتنده كُلّْ ما تنازع
عليَّا بصوت حَنون لاذع
بيخطف بسمتي منِّي
يقرَّرني يأنبني
بنبرة بريئة ترعبني
كإنِّي قاتلها بإيديَّا

وفجأة الرَّمْلة تبلعها
عشان ما ألحقش أودَّعها
وأبحلق فـ الظلام صاحي

كإنِّي كلب متحنَّط
بقالُه سنين
قُصادُه العَضْم مِتْرَمِّي
طليق لكن فـ جِلْدي سجين
مِعلِّم سِكِّتي بدمِّي

بأفتش عن بوادر نور
عصايتُه بتبلع التَّعابين
يقول لليل: لابد تغور
ويحضني بإيدين صادقين
ما أكونشي فـ حضنُه مِتغمِّي
يكتِّف جوَّه قلبي الخوف
يطمِّني
لكن دايمًا جيوش الليل بتهزمني
وبتسيبني
هزيل أعزل مع جراحي

بدون معنى
طَريد مَبغوض كما اللَّعنة
بدون حتَّى جُثث أحلام
ولو حتَّى تكون أشلاء
قُصادي الدُّود بيخطفها

كإنّْ العتمة
راشقة فـ لحمي خُطَّافها
بأنفَّض إيدي
مِن دُوختي على الترياق
خلاص استفحلتْ فيَّا سُموم الداءْ
ليلاتي ع الصِّراط بأمشي
وقُدَّامي الثَّواني وحوش ما بتنامشي
يادوب بالعافية بأتنفِّس
يادوب متلصَّمة بهدومي أوصالي
على جَمْر الزَّمن أنفاسي بتحسِّس
وقاعد جنب منِّي الموت
صَنَم مِن طِين ضَجَر منحوت
عيونُه الباردة بَصَّالي

وبأتجاهل أبصّْ فـ عتمتي لقُدَّام
بأفلفص مِن تابوت الحَسْرة فـ الأفلام
وبأختار إنَّها دايمًا تكون تافهة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن