الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات الحب الأول-.. ليست للجميع

طارق سعيد أحمد

2021 / 8 / 19
الادب والفن


لا تبحث في الخارج، ستجد مافقدته داخلك، إن كل ما تبحث عنه هو أنت، وأنت داخلك لا تغيب.
تكتشف أنك تتمزق بين العوالم والشخوص، بتعدد صورك، وأحلامك، وأمنياتك القليلة، وأحزان تلاحقك، لكن، يترتب وجدانك في لحظة ما، ويرشدك إلى أن تذكر حبك الأول، لا لشئ، سوى أنك تلتئم من جديد على مهل.
يبدو لي تلك الحالة الإبداعية حين وصلت بالروائي عمار علي حسن إلى زروتها، وراهنته، ألزمته وأرغمته على كتابة روايته " حكايات الحب الأول"، التي كتبت في فقرات صغيرة مرقمة، وكأنها تشي بأن كاتبها، إلتأمت به 100 قطعة منه، هو عدد فقرات روايته، وذكرياته التي كانت تنسحب إلى الداخل العميق، ليس خوفا من الطفو، بينما تمارس طبيعة البذرة، التي يأتي ثمارها من شجرتها بعد أن يمر عليها كثير من الخريف والربيع ونوبات قلقل تلفها الرياح.
يعلو صوت الحبيبه فوق كل صوت، وتختبئ الوجوه في وجهها، وتمتد الجسور إليها من كل اتجاه وجانب، والرائع، أن يعترف الحبيب أمام العالم، بكل حالاته، وخاصة الضعف، الذي يتلذذ به الجانب "المازوخي" فينا، نحن أولاد آدم وحواء، لنتميز عن باقي المخلوقات، لا بالحب، ولكن بتعدد أنماط التعبيرعنه ومعايشته، التي تهدم في الوقت نفسه مفهوم النمط، خاصة أن كل المخلوقات تحب، حتى الجماد منها، أحيانا يتحول سلوكة بفعل الحب.
يتذكر معنا، ويدفعنا لنبحث عن الحبيبه الضائعة، "عمار" الذي عشق قبل أن يُحب، وكأنه يهمس لنا في تلك اللحظة الحاسمة،"إن بحثت عنها ستجد حبيبتك أنت دون شك في الطريق"، وتتحقق النبوءة ويجد كل عاشق حبيبته في شق من شقوق الزمن تلهو بقلبه بين يديها بعيدا عن عيون الخلق.
تصل الكثير من الرسائل الخفية إلى القارئ دون سردية تحوي داخلها كلمات زجاجية، أو إيقاعات رومانسية صاخبة، أو صور ملتهبة، لكنها تصل عبر قنوات وجدانية، حفرتها السطور الأولى للرواية.
يتجلى الحب، ويجعلنا أكثر بصيرة، وأقل تمسكا بالحياة الفارغة، ويفجر فينا الجنون، وأنهار الحكمة، أحيانا، وتمتلئ رواية " حكايات الحب الأول"، للروائي عمار علي حسن، بكم وكيف هائل من تعاليم الحب، والإكتشافات الكونية، حيث نطقت الفقرة رقم (80).
سأل الأستاذ تلميذه:
ــ ما هو الحب؟
فابتسم، وشرد قليلا ثم أجاب:
ــ هو ملايين الكلمات التي حبستها في أحشائي، فكادت تمزق جوارحي، وجعلتني أرتجف و أتوجع دون أن تتحرك شفتاي أبدا، بينما عيناي تتابعان محبوبتي في غدوها وروحها، وموسيقى صوتها تملاء أذني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع