الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة ومأساة العقل المسلم !

وهيب أيوب

2021 / 8 / 20
كتابات ساخرة


قرأت بالأمس "بوست" منقول، على صفحة أحد الأصدقاء، البوست بعنوان "شخصية الحسين" يحلّل فيه الكاتب شخصية الحسين ابن علي والصراع بينه وبين يزيد ابن معاوية على السلطة والخلافة قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، وعن أحقية من منهما بالخلافة؛ أيزيد أم الحسين، بحسب الشريعة الإسلامية ...؟!
واحتدم النقاش بين المُعلّقين البالغ 66 تعليقاً وعشر مشاركات و241 إعجاب، بحيث ينتاب القارئ شعور أن الأمر الذي يتم الجدل فيه قد جرى بالأمس القريب أو أنه يجري الآن، ولو تمّ ترجمة البوست والتعليقات إلى لغة أجنبية؛ لظنَّ القارئ الغريب بأن النقاش الساخن هذا؛ يدور حول إحدى الحكومات الحالية وعن معالجة قضايا معيشية آنية!
وقد نال كاتب البوست في التعليقات من الشتائم والتجريح والتخوين، وبأنه عميل ويكتب بتوجيه من الموساد الإسرائيلي والـ سي أي أي الأميركي ليشوّه صورة الشهيد الحسين ...!
إنك لتستهجن وتصاب بالذهول والصدمة، من أناس يعانون من القتل والتشريد والجوع في أوطانهم ، ويعيشون تحت خط الفقر ويعانون شحّ المياه وانقطاع الكهرباء وفقدان حتى رغيف الخبز وانعدام الخدمات، بأن ينخرطوا بهذي السخونة والرعونة في نقاش مسألة مضى عليها أكثر من 1400 عام!
يذكّرنا هذا بمصطلح "النقاش البيزنطي" الذي نشأ زمن الإمبراطورية البيزنطية وحصار القسطنطينية من قِبل العثمانيين تمهيداً لاحتلالها، وبينما كان يجري حصار المدينة كان الرهبان في قاعة مجلس الشيوخ، غارقون ومشغولون في نقاش لاهوتي لا طائل منه، مثل : جنس الملائكة (أهم من الذكور أم من الإناث) وحجم إبليس (هل هو كبير بحيث لا يسعه أي مكان، أم صغير بحيث يمكنه العبور من ثقب إبرة)؟!
وفي هذه الأثناء كانت جيوش السلطان العثماني محمد الثاني "محمد الفاتح" تقتحم أسوار المدينة وتحتلها، وليسقط الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر قتيلاً على أسوارها.
أُذكّر هنا بأن صاحب البوست "شخصية الحسين"، هو كاتب وحقوقي يمني يُدعى ،حسين الوادعي، وله على صفحته ١٧٬٦٠٠ متابعاً. وكلنا يعلم ما يجري في اليمن من حرب أهلية ضروس والشعب اليمني يعاني الجوع والفقر وانعدام الحدّ الأدنى من سبل الحياة البشرية، وأما المُعلقين الفائقي الحماسة والرعونة، فهم بالتأكيد من العربان المسلمين، والتي بلدانهم واوضاعهم ليست بأفضل حال، فلا تشكيلي ببكيلك!
تلك هي مهزلة ومأساة العقل العربشتي المسلم، يعيش جسدياً في القرن الواحد والعشرين وعقله أسير وحبيس منتصف القرن السابع الميلادي، لا يستطيع الفكاك منه!
فأين المفرّ ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البحث عن جنازة للبكاء
عبد الفادي ( 2021 / 8 / 20 - 18:09 )
مقالة جريئة حقا ، لو بحثنا في صفحات التاريخ سنجد ان هناك كثير ممن استشهد في سبيل الوطن او في سبيل خدمة البشرية كأضطهاد المفكرين والمخترعين والفلاسفة ، وفعلا هؤلاء يستحقون صرف الوقت في الجدال حول اعمالهم بغية التعلم منهم كدروس للمستقبل ، وبالمقابل هناك رموز دينية لم يتركوا لنا اية مؤلفات او بحوث تستفاد منها البشرية سوى انتماؤهم للعائلة المالكة فنرى بأن القوم مستعدين لتسمية ابناؤهم بعبيد لهؤلاء من دون الله ، انه اليأس واحتقار الحياة الجميلة الذي يؤدي الى البحث عن جنازة للبكاء والنحيب بدلا من التفكير في البحث عما يرتقي به الإنسان ، تحياتي أخ وهيب

اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا