الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتاسلمين 33 - خرافة ابو بكر في الغار

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2021 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما ذكرت هجرة الرسول من مكة الى يثرب يظهر علينا (المتأسلمين ) بقصة ان أبو بكر ابن ابي قحافة كان مع رسول الله في الغار مستشهدين بالاية الكريمة (الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمه الذين كفروا السفلى وكلمه الله هي العليا والله عزيز حكيم) . لذلك سنقوم بمراجعة هذه القصة واعتمادا على (اصح الكتب ) عند من يسمون انفسهم (اهل السنة والجماعة ) .
ان هذه القصة اتفق عليها معظم (المتاسلمين ) من سنة وشيعة حتى اعتبروها حقيقة قاطعة لا لبس فيها ولاجدال ولكن لم يعطوا انفسهم الفرصة لتدبر الاية نفسها التي يستشهدون بها ليعرفوا هل هي فعلا تذكر ابي بكر باسمه او صفاته او تشير اليه من قريب او بعيد؟
1. ان الاية التي يستشهدون بها هي الاية 40 من سورة التوبة يطلق عليها أيضًا اسم سورة البراءة، وهي سورة مدنية نزلت في العام التاسع من الهجرة . أي بعد تسع سنوات من حادثة الغار . وقد ارتبطت بهذه الاية حادثة يرويها اصحاب الحديث وناخذ النص من كتاب ( فتح الباري شرح صحيح البخاري ) تأليف (ابن حجر العسقلاني؛ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر . تحقيق ( عبد العزيز بن عبد الله بن باز - محمد فؤاد عبد الباقي - محب الدين الخطيب ) ، كتاب تفسير القرآن - سورة براءة : 3 باب قوله( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ )الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة 318-319 ) : وأخرج أحمد بسند حسن ، عن أنس : أن النبي (ص) بعث ببراءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة ، قال : لا يبلغها الا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي ) ووقع في حديث يعلى عند أحمد لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها النبي (ص) مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني ، فقال : أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب فرجع أبو بكر ، فقال : يا رسول الله نزل في شيء ، فقال : لا الا أنه لن يؤدي أولكن جبريل ، قال : لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك.
2. ان الاية لم تذكر اسم ابي بكر نهائيا .

3. الآية تقول (الا تنصروه فقد نصره الله ) هنا المخاطب هو شخص مفرد فالنصر هو لشخص واحد وهو الرسول أي ان النصر ليس لاثنين .
4. تستمر الاية فتقول ( اذا اخرجه الذين كفروا) فالإخراج هنا أيضا لشخص واحد وليس لشخصين وهو الرسول وليس لشخص اخر . وهذا يدل على ان الشخص الاخر لم يخرجه المشركين بل خرج بإرادته .
5. الآية القرآنية تشير الى وجود شخص واحد مع الرسول في الغار ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ )، دون تحديد اسم الصاحب .
6. في الآية الكريمة يقول النبي لصاحبه :( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) . أي ان هناك شخص واحد مع الرسول دون تحديد من يكون ذلك الشخص
7. بعد قول الرسول لصاحبه يأتي كلام الله ( فانزل الله سكينته عليه وأيده ) ، أي ان السكينة والتأييد كانت لواحد فقط أي ان الثاني لم يشمل بالسكينة ولا التأييد
8. إن مصطلح الصاحب يأتى فى القرآن ـ غالبا ـ بين المختلفين فى العقيدة . جاء مرة واحدة فى القرآن الكريم يفيد المشاركة فى نفس العقيدة فى قوله جلّ وعلا عن ثمود وصاحبهم الذى عقر الناقة: (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ) وما عداه يأتى مصطلح الصاحب فى سياق الاختلاف بين الصاحبين فى الايمان والكفر.
اما اذا ذهبنا الى كتب الحديث فنأتي الى ( اصح كتاب بعد كتاب الله ) نجد ان اول من نسف قصة صحبة ابي بكر للرسول في الغار هي السيدة عائشة ابنة ابي بكر زوجة الرسول نفسها ونفتح صحيح البخاري -منشورات دار ابن كثير - دمشق بيروت ، سنة النشر: 1423 – 2002 الطبعة رقم 1 ، الحديث رقم (4827) كتاب التفسير باب (والذي قال لوالديه اف ..........) الصفحة 1219 ( حدثنا : ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي بشر ‏ ‏، عن ‏ ‏يوسف بن ماهك ‏ ‏قال : ‏كان ‏ ‏مروان ‏ ‏على ‏ ‏الحجاز ‏ ‏إستعمله ‏ ‏معاوية ‏ ‏فخطب فجعل يذكر ‏ ‏يزيد بن معاوية ‏ ‏لكي يبايع له بعد ‏ ‏أبيه ‏، ‏فقال له ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي بكر ‏ ‏شيئاً فقال : خذوه فدخل بيت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فلم يقدروا فقال : ‏ ‏مروان ‏ ‏إن هذا الذي أنزل الله فيه : ‏والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني ‏ فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏من وراء الحجاب ‏: ‏ما إنزل الله فينا شيئاً من القرآن ألا إن الله أنزل عذري) . اذن عائشة تقول ان الاية لم تنزل في ابي بكر بنص (اصح كتاب بعد كتاب الله ) . كذلك ذكر البخاري في موضع اخر ان ابي بكر كان في يثرب قبل وصول النبي فقد ذكر البخاري :( عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرآنا) ( كتاب صحيح البخاري ج 1 ص 170 ,كتاب الاذان , باب اهل العلم والفضل احق بالامامة) .
في موضع آخر يُعرف البخاري بعض الرجال الذين كانوا يصلون خلف سالم مولى أبي حذيفة آنذاك فيروي: (حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة) (صحيح البخاري الحديث رقم 7175 الصفحة رقم 1773 كتاب الأحكام ,باب استقضاء الموالي واستعمالهم). وهنا البخاري يوكد وجود أبو بكر في يثرب قبل هجرة الرسول وبذلك ينفي الصحبة .
مما تقدم يتبين ان هذه القصة مختلقة منذ البداية فهي تتعارض مع القران الذي يتحدث عن الصاحب الذي لم يتم شموله بالنصر ولا بالاخراج بنص القران ولم يذكر انه من المومنين بالرسالة المحمدية بدليل ان السكينة التي تتنزل على المومنين لم تتنزل عليه ولم ياته تاييد من الله . وكذلك بنص الاحاديث التي يومن بها (اهل السنة والجماعة ) فابنته هي التي تقول انه لم ينزل فيهم قران وكذلك تنفي الاحاديث انه كان في مكة بل كان في المدينة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح