الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد قيس سعيد؟؟

حاتم بن رجيبة

2021 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال قراءة كتابات رفيق درب قيس سعيد رضا شهاب المكي المشهور في تونس برضا لينين وهي المتوفرة في الحوار المتمدن يتبين مشروع قيس سعيد السياسي والإقتصادي ويعرف نواياه.

يرتكز مشروع قيس سعيد على الديمقراطية المباشرة وعلى الحكم المحلي واللامركزية وعلى مقاومة الإحتكار والتهريب والإقتصاد الريعي والثراء الفاحش مع المحافظة على اقتصاد السوق في قطاعات معينة كما على تركيز دولة علمانية يكون فيها الدين والهوية شأنا خاصا بينما تهتم الدولة بالعام وبمشاكل كل الناس من عمل وصحة ومحيط وعدل وأمن...كما يركز المشروع على المهمشين والفقراء ويقاوم الآثار السلبية للعولمة وتدخل قوى ودول ومنظمات وشركات عالمية خارجية في صنع القرار الوطني.

المشروع السياسي لقيس سعيد ليس معقدا و يتسم بالإنحياز للفقراء وسواد الشعب والعداء للفساد والظلم والإستغلال والمركزية. بناء عليه لا يمكن لنا نحن المهمشين ودعاة العدالة الإجتماعية و الحريات والعدل والدولة المدنية إلا أن نساند هذا المشروع ونساهم بكل قوتنا في إنجاحه ومقاومة كل من سيعرقله من الفاسدين والمحتكرين و مصاصي دماء وعرق وجهد الكادحين.

يقوم الشعب بانتخاب أعضاء المجالس البلدية ورئيس الجمهورية مباشرة، يصوتون على الأشخاص مباشرة أي ليس على القائمات أو الأحزاب. أعضاء المجالس البلدية ينتخبون نواب برلمانات المقاطعات الذين بدورهم ينتخبون نواب البرلمان القومي أو الفيدرالي.

لا أعتقد أنه سيتم منع تكوين الأحزاب بل سيتم منع التمويل الأجنبي لها. كل ما في الأمر أن المترشحين سيبحثون عن تزكية مواطنيهم وليس أحزابهم أي أنهم سيكونون مسؤولين مباشرة أمام ناخبيهم: الديمقراطية المباشرة دون وسيط الأحزاب.

العنصر الثاني هو مقاومة المحتكرين والمهربين وكل من يهدد المنافسة الحرة، من يهدد اقتصاد السوق ومن يمكن أن يقود نحو الإقتصاد الريعي أي نحو الفساد والكارتلات والإقتصاد المافيوزي. نعم لاقتصاد السوق لكن في مجالات معينة أما القطاعات الحساسة كالكهرباء والماء الصالح للشراب و الأمن والعدل والمحيط والبنية التحتية والمواصلات والصحة فستبقى تحت سيطرة الدولة.

الدولة تهتم بحل مشاكل المواطنين العامة كتعليم وصحة وعمل واقتصاد وأمن ...أما الشأن الخاص مثل الدين والهوية فلا دخل للدولة بها، أي لا مجال لدولة دينية أو قومية أو عرقية أو طائفية.

على المنتخبين أن يعرفوا مرشحهم شخصيا أي أن يكون من حيهم أو من الأحياء القريبة منهم، لذا يجب أن يحضى بسمعة طيبة من أخلاق حسنة وسلوك سوي وحرص على مصالح الناس، أمر بديهي ومعقول فالناخبون في الأنظمة الحزبية التمثيلية يجهلون نواب القائمات ويعولون على البرنامج الإنتخابي ووعود الأحزاب، لا يقيم الناخبون النواب كل على حدة بل الأحزاب ككل.

لكن هل سينجح هذا المشروع؟؟

ربما، التجربة وحدها من ستقرر! يجب وضعه على المحك. وحتى وإن فشل فيمكن تعديله وإصلاحه فهو ليس مشروعا مقدسا ولم ينزل من السماء. فالأحزاب التونسية فشلت والديمقراطية التمثيلية في تونس فشلت دون أن يندثر البلد أو تتعطل دواليب الدولة بالكامل.

من يدعو إلا مقاطعة هذا البرنامج كونه مجنون ولم يجرب أو من يقدسه ويعتبره معصوما وكاملا يخطئ. النوايا طيبة و البراغماتية بينة و التركيز على خدمة سواد الشعب الفقير جلي.

أما هل سيتمكن قيس سعيد من تمرير مشروعه أم لا ؟؟

فالأرجح أن سواد الشعب سيسانده، لأنه عاين عمل البرلمان وعمل الأحزاب وكيف تغلغل الفساد في عهدهم في كل أركان الدولة من قضاء وأمن وصحة واقتصاد. فالأحزاب لم تسع لمصلحة سواد الشعب بل لمصلحتها هي ،كذلك كل المنظمات من نقابات ومجالس وتمثيليات. الكل نظر للدولة كغنيمة وككعكة يجب الفوز بأكبر قدر منها فكانوا كالغربان يتخاصمون حول تفتيت جثة الدولة وافتراسها عوض العمل سويا للنهوض بها وبالشعب. الكل عاين كيف يباع ويشترى نواب البرلمان كما في سوق النخاسة، كما في سوق الأغنام والدواب. عاين كيف أصبح المهربون واللصوص وسقط القوم والمتاع نوابا ورؤساء أحزاب ومترشحين جديين لكرسي الرئاسة: عفن ومستنقع، عاين الشعب انهيار الدولة و هيبتها و استتباب المافيا و الإنحطاط .

الجماهير جاهزة لتجربة قيس سعيد الجديدة. نحن الكادحون والمهمشون ليس لنا مانخسره، لنا أمل كبير أن نربح من خلال مشروع قيس سعيد و في أسواء الأحوال إن فشل تماما فسنبحث عن مشروع جديد، لكن لا خوف لنا أن نخسر أو أن تتأزم أوضاعنا أكثر مما نحن فيه ، لأننا في القاع ولا يمكن أن ننزل إلى أعمق من ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي