الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفريط وارهاب المناخ

عبدالقادربشيربيرداود

2021 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الضرر هو أن تضر من لا يضرك على وجه غير حق؛ لأن النتيجة (الضرر) ستقودنا إلى أوسع أبواب الفساد، وهذا ما أكده الجليل عز وجل في قوله (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) سورة الروم/ الآية (41). أي غلب الفساد بما كسبت أيدي الناس من تجاوزات ظالمة على فضاءات الحياة وسر ديمومتها على كوكب الارض (البيئة) وباقي مكوناتها مثل الماء، الهواء والمناخ؛ بفعل حماقات وسياسات دول ما يعرف (بالعالم الأول) الدول الصناعية الكبرى، وقائدتها (أمريكا) الشر والعدوان وهذا ما يسميه العلماء (التلوث البيئي) وهو بسبب البشر وليس كظاهرة طبيعية. وبمرور الأيام بدأ العالم يشهد حدوث ظواهر متطرفة؛ بسبب ذلك التفريط اللامسؤول، والتجاوز المجنون تجاه كوكبنا الأرض، حتى صرنا نعيش ظاهرة الاحتباس الحراري التي من خلالها عم الخراب والدمار في بقاع العالم، حيث تعدت تداعياتها حدود المعقول، والطاقة البشرية لمجابهتها، والسيطرة عليها. فكان الاحتباس الحراري السبب المباشر في حصول الكوارث الطبيعية غير المسبوقة، التي هددت وتهدد الوجود البشري والحياة على كوكب الارض. وبسبب هذا التفريط على مكونات البيئة صرنا نعيش عواقب تغير المناخ في كل مكان، وسوف نشهد - إن بقى الحال على ما هو عليه - حدوث المزيد من التغيرات التي ستؤدي إلى الاحترار الضار، والهالك للبشر، وهو إنذار أحمر وخطر على الوجود البشري، وليس كما يتوهم بعض البشر، على أن هذا الاحتباس عَرَضي سيزول بتغير فصول السنة.
لم تبق قارة في منأى عن حدوث الكوارث، وصارت موجات الحر الشديد التي عشناها هذا الصيف، والحرائق والأعاصير التي اجتاحت عدداً من دول العالم مثل استراليا، تركيا والجزائر؛ بما كسبت أيدينا من تفريط قاهر للبيئة، وليس كما أذيعت ووظفت سياسياً أو لاهوتياً أو جهلاً، والأدهى من ذلك؛ سوف يستمر احترار المحيطات، وتزداد حموضة مياهها مع زيادة في هطول الأمطار، وحدوث فياضانات على نطاق عالمي، وشاهدنا ذلك عبر الفضائيات، وأحيانا أخرى سوف تحدث أنواع من حالات الجفاف في مناطق أخرى من العالم.
من باب التوعية العلمية، والتبصير بمجريات الأمور علينا أن نعي جيداً أن التغيير المناخي حقيقة علمية، وليست مجرد حدث عابر في حياة البشر، بل هو تحدٍ قاهر عابر لحدود الدول، ويهدد الحياة على كوكب الأرض بالكامل، كما فعل كوفيد/ 19 المهلك للبشر.
من منطلق المسؤولية الإنسانية والوطنية توجب على الجميع كل من موقعه المشاركة الواعية لتحقيق تنمية مستدامة عبر منهجية شاملة، وتكثيف إجراءاتها على وجه السرعة؛ للتكيف مع الواقع المناخي الجديد، والعمل على تأسيس تحالف دولي عالمي حقيقي، للالتزام بصافي انبعاثات صفرية من خلال توسيع استخدام الطاقة الشمسية، طاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين كمصادر طاقة صديقة للبيئة؛ وهو إجراء لا مناص من العمل الدولي المتكاتف عليه؛ لتخفيف آثار (التغير) المناخي الضارة وانعكاساته الخطيرة على كوكب الأرض، بأستخدام التكنولوجيا النظيفة... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن