الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مئوية الدولة العراقية

حيدر خليل محمد

2021 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تمر علينا هذه الأيام الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية والذي صادف يوم 23/آب/1921 ، حيث تم تنصيب الملك فيصل الأول ملكا على العراق .

على الرغم من مرور مئة عام على تأسيس الدولة العراقية ، لم يكن للشعب العراقي دور في تشكيل أي من الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق منذ مئة عام بالرغم من مرور حوالي عشرات الحكومات التي تشكلت إلى وقتنا الحالي .

حيث الملك جاء بأمر بريطاني والحكومة التي تشكلت بمباركة بريطانية بعد موافقتها على الشخصيات التي ترشحت لإدارة الحكم .

توالت في العهد الملكي حوالي عشر حكومات ، وبالرغم من وجود من وجود مجلس نيابي في العهد الملكي ، لكن لم يكن للمجلس النيابي دور مهم في تشكيل الحكومات .

أما بعد إنقلاب تموز عام 1958 ، لم تُفعّل المجالس النيابية وحتى عام 2005 .
أما الحكومات التي تشكلت في العراق بعد تغيير نظام الحكم عام 1958 ، بقيادة عبد الكريم قاسم ، وحتى عام 2003 جميع الحكومات جاءت بانقلابات ، تعاقب على الحكم ، الضباط الأحرار إلى قوميين ومن ثم بعثيين ، وأخيراً إحتلال .
عانى الشعب العراقي الكثير من المشاكل والأزمات دون وضع حلول لحل هذه المشاكل والأزمات وهي مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية .
بل كل حكومة تأتي تزرع مشكلة وتأزم وتعقد الوضع أكثر .
من أهم المشاكل التي واجهت الحكومات أنها لم تأتِ حكومة وطنية شاملة جامعة للجميع ، ولم تتشكل هوية وطنية ولا أرست دعائم الديمقراطية في البلد .

أما بعد التغيير الشامل وإسقاط نظام الحكم السابق ، والتي لم تسقط لولا الإحتلال الأمريكي للعراق .
استبشر العراقيون خيراً بالديمقراطية الأمريكية ، وتوقعوا أن حقوقهم ستعطى إليهم ويكون لهم رأي وصوت مسموع وستكون للجماهير دور في الحياة السياسية وتشكيل حكومة جديدة تمثل إرادة وطنية خالصة .

لكن الأجندات والارادات الداخلية والخارجية أجهضت هذه احلام العراقيين ، والتي تمثلت هذه الأجندات والارادات بالطائفية والسياسية والقومية والمناطقية ، فكانت لها تأثير مباشر على صناديق الاقتراع ، وتمخضت عن هذه الانتخابات حكومات هزيلة وضعيفة فاشلة وبائسة ، أوغلت في الفساد والمحسوبية والمنسوبية ، وأدخلت العراق في آتون الحرب الأهلية التي راح ضحيتها آلاف من الأبرياء .
وبسبب هذه الحكومات التي جاءت نتيجة التأثيرات الدينية والقومية والمذهبية انتشر الفقر والفساد المالي والإداري ، بل صار من أكثر بلدان العالم فساداً .
أما نسبة الفقر وصل إلى 50% ، أما نسبة تحت مستوى خط الفقر حسب مصادر رسمية حكومية وصلت ل 30% ، بالرغم من أن العراق يملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم ! .

أما من ناحية الحقوق والحريات وحرية التعبير والصحافة فهي تتذيل قوائم دول العالم ، رغم أنها حقوق طبيعية ودستورية أقرها دستور العراق عام 2005 .

اليوم العراق ساحة للصراع الايدلوجي من جهة وساحة للصراع بين المحاور ، تقودها إيران والولايات المتحدة الأمريكية .
العراق اليوم ساحة واسعة للميليشيات المسلحة والتي لها سطوة كبيرة على الواقع الاجتماعي والسياسي ، ولهذه الميليشيات دور كبير في إجهاض الحقوق والحريات .

أما تجارة المخدرات وتعاطيها فهي تتصدر الاخبار يوميا ، والمشاكل الاجتماعية الأخرى كالعنف الأسري وحالات الطلاق التي بلغت مستويات عالية بحيث أصبحت ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها .
الانتخابات القادمة المزمع عقدها في تشرين 2021 ، لن تنتج حكومة وطنية ، ولن تحل المشاكل التي ذكرنا جزء بسيط منها ، بسبب المال والسلاح السياسي التي لها دور وتأثير كبير في نتائج الانتخابات .

نحتاج إلى تغيير شامل في منهجية الحكومة ، وإعادة النظر في الدستور ، وانهاء دور الميليشيات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على