الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلق إسرائيلي من التقارب الروسي الإيراني

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إسرائيل قلقة من التقارب الروسي الإيراني لأن كل استراتيجيتها في السنوات الأخيرة تقوم على استعداء إيران وشيطنتها، وتصويرها على انها تمثل خطرا وجوديا على إسرائيل كما على كل دول المنطقة، وروسيا دولة عظمى وتاثيرها كبير في الإقليم لذلك تخشى إسرائيل أن تحسين العلاقات الروسية الإيرانية من شأنه أن يفك الحصار عن إيران ويبطل أثر العقوبات، والمهم أن إسرائيل تبالغ كثيرا وتعمد إلى تهويل الخطر الإيراني وتضخيمه لعدة اسباب أهمها رغبتها الدائمة في تهميش القضية الفلسطينية، والتهرب من اي استحقاقات قد يتطلبها استئناف مسيرة التسوية، ثانيا رغبتها في تبرير ادعاءاتها بأنها تواجه خطرا وجوديا وبالتالي فهي بحاجة إلى الاحتفاظ بأراضي الغير المحتلة وخاصة غور الأردن وهضبة الجولان تحت شعار حاجة إسرائيل لحدود آمنية يمكن الدفاع عنها، وكذلك تبرير مطالبتها الدائمة بالاحتفاظ بالتفوق العسكري على جميع الأطراف في الشرق الأوسط، ثم تبرير نظريتها عن الحاجة لبناء نظام شرق اوسطي جديد، تحسين العلاقات الروسية الايرانية يعني فشل كل محاولات عزل إيران وتحجيمها

هناك رغبة روسية للتخلص من إيران فى سوريا وروسيا ساعدت إسرائيل على مهاجمة مواقع إيران هناك ما الذي تغير ؟
حتى الآن وفي معظم محطات الأزمة السورية كان هناك توافق روسي إيراني على المسألة المركزية في سوريا، وهي بقاء النظام ووحدة اراضي سوريا، لكن الملاحظ كثرة وتعدد الأطراف التي كان لها دور فاعل على الساحة السورية سواء إلى جانب النظام أم المعارضة، وبالتالي من الطبيعي أن تنشا تعارضات هنا وهناك وخاصة أن كثيرا من الأطراف المساندة للدولة هي تشكيلات ميليشوية وابرزها حزب الله، روسيا باتت اللاعب المركزي في سوريا وفي الشرق الأوسط، قابل ذلك نوع من الانكفاء الأميركي بعد انتهاء مرحلة ترامب ومجيء إدارة بايدن الديمقراطية، فإذا اضفنا إلى ذلك تنامي الدور الروسي في كل منطقة الجوار الروسي بما في ذلك اوكرانيا ودول الجوار الروسي في اسيا الوسطى، يتبين لنا أن الدور الروسي في سوريا ليس عارضا أو طارئا بل هو دور مسلم به من باقي الأطراف الدولية وخاصصة من اميركا والصين والاتحادالأوروبي، وبالتالي يتوقع أن روسيا سوف تلعب دورا مركزيا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة ورعاية عمليات الإصلاح التي يتوقع ان تشهدها سوريا.
من جهة ثانية لا أظن ان روسيا ساعدت إسرائيل على مهاجمة مواقع إيرانية، أفترض أن هناك تفاهمات روسية سورية لتجنب الممواجهة المباشرة بينهما لكنها لا تصل لدرجة تسهيل مهاجمة مواقع إيرانية لأن معارك الدولة السورية مع بقايا المعارضة لم تنته بعدن وما زالت كثير من أراضي الدولة السورية تحت سيطرة قوات أجنبية سواء في محافظة غدلب وبعض أطرف محافظة حلب او شرق الفرات.
هل يتيح هذا التقارب منع الطلعات الجوية الإسرائيلية على سوريا واستمرار إيران فى بناء مصالحها داخل سوريا؟
الطلعات الجوية الاسرائيلية واستباحة الأجواء السورية لم تتوقف طيلة السنوات الماضية، وقدرة الدولة السورية على الرد تظل محدودة في ضوء الحالة في سوريا والقدرات العسكرية، لكن هذه الحالة ليست مطلقة ولا دائمة، سوريا تزودت مؤخرا ببطاريات صواريخ اس 300، وقدراتها على الرد تتحسن، لا اعرف عن اي مصالح تبنيها ايران في سوريا، هناك نفوذ وتأثير ايراني معروف وواضح في كل الاقليم ولي فقط في سوريا لكنه لا يجري بمعزل عن إرادة الدولة السورية.
المصالح المشتركة حاليا بين روسيا وإيران وهل المصالح مؤقتة ؟
روسيا دولة عظمى لها مصالح كونية، ولها علاقات ومصالح متداخلة في شتى بقاع العالم، وهي قوة عسكرية ونووية هائلة كما أنها قوة اقتصادية صاعدة، روسيا نهضت من حافة الانهيار والإفلاس في عهد يلتسين إلى ما هي عليه الآن كدولة استطاعت أن تستعيد شبه جزيرة القرم بقرار أحادي من دون أن يعترض أحد غير الاعتراض اللفظي، وبعض العقوبات الاقتصادية التي لم تؤثر، علما أن القرم منطقة استراتيجية تتحكم في البحر الاسود ومساحتها تعادل مساحة كل فلسطين تقريبا ( 27 الف كم مربع) وايران تعتبر من دول جوار روسيا، وبينهما علاقات تاريخية مهمة وتشتركان في مصالح اقتصادية ومنظمات اقليمية مشتركة مثل منظمة بحر قزوين، كما أنهما منتجتان للنفط والغاز، وهما تتقاطعان وتتداخلان في التأثير على دول ىسيا الوسطى ودول بحر قزوين، لذلك طبيعي أن تشهد علاقات البلدين مساحات واسعة للتعاون في مختلف المجالات، كما أن رفع العقوبات عن إيران سوف يضاعف من فرص التعاون المشترك في شتى المجالات.
خيارات إسرائيل أمام هذه العقبة التى تحد من استمرارية إسرائيل مشروع إيران النووي وتزويد حزب الله بالصواريخ الدقيقة؟
إسرائيل تسعى بعدة وسائل للضغط على غيران بشكل مباشر او غير مباشر وخاصة من خلال محاولات التاثير على الإدارة الأميركية، وتحميل اي اتفاق نووي محتمل مزيدا من الشروط والقيود وبالأخص محاولة الحد من تأثير ايران الاقليمي، حاولت اسرائيل منازلة إيران في المياه الدولية وتحريض العالم على ما تسببه إيران من مخاطر للملاحة الدولية، لكن الجهود الإسرائيلية فشلت وتبين أن كلفة ذلك باهظة على إسرائيل نفسها، تحاول إسرائيل ايضا التاثير على حلفاء إيران الاقليميين من خلال عناصر محلية في كل بلد، مثل تشجيع أطراف لبنانية على تحميل حزب الله مسؤولية انهيار الدولة، وتاليب هذه الأطراف على الحزب ومحاولة الطعن في شرعيته السياسية، في الإجمال المعركةبين ايران واسرائيل مفتوحة ومتعددة الجبهات والمسارات، وفي نهاية المطاف لا يمكن فصل السلوك السياسي والعسكري الاسرائيلي عن الموافقة الضمنية والدعم الاميركي، وتبقى العلاقات الأميركيية الاسرائيلية المتميزة والخاصة هي راس المال الحقيقي لاسرائيل والمصدر الاساس لقوتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تجنوننا
Adil Alkhaiyat ( 2021 / 8 / 25 - 17:41 )
الحوار المتدمن لا تجنوننا .. مثل هكذا موضوع لا يُكتب حتى في ألف باء العراقية

اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك