الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإثنين أو الثلاثاء – قصة قصيرة للكاتبة فرجينيا وولف- ترجمة رقية كنعان

رقية كنعان
شاعرة وكاتبة

(Ruqaia Kanaan)

2021 / 8 / 25
الادب والفن


ترجمة رقية كنعان

بكسل ولا مبالاة، يهزّ الفضاء بسهولة بجناحيه، مدركٌ لطريقه، يعبر مالك الحزين فوق الكنيسة وتحت السماء. بيضاء وممتدة، متداخلة في ذاتها إلى ما لانهاية، الغيوم تغطّي وتكشف، تحرّك وتبقي، بحيرة ؟ احذف منها الشواطئ بعيداً! جبل؟ أوه، إنّ هذا مثاليّ – الشمس الذّهبية على منحدراته، تسقط صورة السّرخس أو الريش الأبيض إلى الأبد والأبد.

متطلّعٌ إلى الحقيقة، منتظرٌ لها، بصعوبة تقطر كتابة بعض الكلمات، إلى الأبد توّاق-(صرخة تبدأ إلى اليسار وأخرى إلى اليمين، الدواليب تطرق بانحراف، الباصات تتكتّل باتجاهات متعاكسة) –إلى الأبد توّاق– (ساعة الجدار تؤكد بحزم وباثنتي عشرة ضربة أنّه منتصف النهار، الفترة الذهبية لأشعة الشمس، والأطفال احتشدوا)- إلى الأبد توقٌ للحقيقة. حمراءٌ هي القبّة، قطع النقود معلّقة على الأشجار، الدخان يمتدّ كذيل من المداخن، نباح..صراخ.. وضجيج، "حديد للبيع " والحقيقة؟

تشعّ -إلى حدّ ما- أقدام الرجال والنساء سوداء أو موشّاة بالذهب -(هذا الطقس الضبابي- سكّر؟ لا، شكراً لك – كومنولث المستقبل)- ضوء النار يندفع ويحيل الغرفة حمراء باستثناء الهيئات السود وعيونها اللامعة، بينما في الخارج وقفت سيارة شحن تفرغ حمولتها، الآنسة فلانة تتناول الشاي جالسة إلى مكتبها وألواح الزجاج تصون معاطف الفراء.

مختالٌ كطاووس، خفيف كأوراق الشجر، منحرف باتجاه الزوايا، منفوخ تجاه الدواليب، مرشوش بالفضة، في البيت أو خارجه، متجمّع، منقّط، مبدّد بمقاييس منفصلة، مقلوب إلى أعلى، أسفل، ممزّق، غارق، مجمّع– والحقيقة ؟

الآن أتذكّر بجانب موقد النار على المربع الرخامي الأبيض، من الأعماق العاجيّة للصفحات تنهض الكلمات ناثرة سوادها، برعمها و نفاذها. وقع الكتاب، في اللهب، في الدّخان، في الشرارات اللحظية– أو الآن أسافر، المربّع الرخامي المتدلّ، المنارات في الأسفل والبحور الهنديّة، بينما الفضاء ينطلق أزرقاً والنجوم تتلألأ- والحقيقة ؟ أو الآن راضٍ بالقرب؟

بكسل ولا مبالاة يعود مالك الحزين، السماء تخبئ نجومها ثم تعود وتكشفها.


ملاحظات المترجمة:
القصّة عبارة عن سكتش يرصد يوماً لندنيّاً عاديّاً قد يكون الإثنين أو الثلاثاء، رحلة البحث عن المعنى والحقيقة عبر استقبال اليومي والعادي، تُرصد المشاهد من زاوية الطائر المحلّق ومن زاوية راوي القصة (الكاتب/القارئ) وقد تتداخل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد