الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(القيامة الآن) أفغانستان والعراق

صوت الانتفاضة

2021 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


"أحب رائحة النابالم في الصباح" قد تكون أشهر جملة في الفيلم الأمريكي الشهير "الرؤية الآن" او "القيامة الآن" او "الجحيم الآن"، الفيلم الذي يتحدث عن الحرب في فيتنام، والمشاهد المروعة لمئات القتلى والمعاقين، والالاف من المهجرين والنازحين، والخراب الذي حل بفيتنام، وما خلفه الجيش والالة العسكرية الامريكية من دمار، مشاهد قام فرنسيس كوبولا "مخرج الفيلم" بتصويرها بشكل رائع، مظهرا هوس الجيش الأمريكي بعمليات القتل والتدمير.

حروب العبث وإعلان الفوضى في العالم هي العلامة المميزة للإمبراطورية الامريكية، فها هي أفغانستان اليوم تئن من الفوضى التي خلفها الاحتلال الأمريكي لها، عشرون عاما من الاحتلال بحجة القضاء على القاعدة وطالبان، عشرون عاما من الحرب والامن المفقود والحياة القلقة، عشرون عاما من المجازر الدموية وتجربة القنابل والصواريخ والطائرات المسيرة على شعب أفغانستان، ثم ماذا؟ ينسحبون، ينهزمون، يهربون، تاركين مجتمع رهينة قوى الإسلام السياسي "طالبان"، مخلفين وراءهم مشاهد الخراب والفوضى، تاركين مجتمع يعيش الجحيم.

طالبان عادت بقوة، وبدعم دولي، وها هي تتفاوض مع الدول الأخرى للاعتراف بها، وتتفاوض مع قوى المعارضة في بعض المدن للاستسلام، وجنودها يدخلون البيوت لأخذ البنات الصغيرات لاغتصابهن "تزويجهن"، والاعدامات الميدانية جارية، وسيفرضون حكم الشريعة بالقوة، مما يعني الموت الأكيد للناس، مما يعني ان لا حياة في ذلك البلد، لهذا ترى مشاهد الناس وهي تصعد على اجنحة الطائرات، لتهرب من حكم الموت.

ذات التجربة الامريكية في أفغانستان صيغت في العراق، نصبوا قوى الإسلام السياسي، فنمت القاعدة وداعش والميليشيات، نمت العشائر والقوميين الشوفينيين، نمت كل القوى المتطرفة، مع الدعم المالي والإعلامي والعسكري والاستخباري لهذه القوى، ومع الاعتراف الدولي الأكيد والصارم بها، فكانت –ولا زالت- معزوفة الموت والخراب لهذا البلد مستمرة، بلد لا يعلم أي مستقبل بانتظاره، فكل السيناريوهات السوداء حاضرة، ولا أحد يعلم متى يحين موعد "القيامة الآن".

لقد نشرت الإمبراطورية الامريكية رائحة النابالم في العالم، نشرت الخراب والدمار، نشرت الموت، كل ذلك من اجل استمرار النظام الرأسمالي، والذي تقوده هي، فهي المركز، القلب النابض لهذا النظام، وهذه الحروب والحصارات ونشر المجاعات والفوضى وصناعة القوى المتطرفة، كل ذلك من اجل إنعاش هذا النظام البشع، والذي يعاني الازمات الخانقة والمميتة في بعض الأحيان، وسيستمر قادة هذه الإمبراطورية الهرمة يرددون جملة قائد الهليكوبتر في فيلم "الجحيم الآن": "أحب رائحة النابالم في الصباح".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص