الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداد أل مريهج

نسيب عادل حطاب

2021 / 8 / 25
الادب والفن


بحكم وظيفته كان على رداد ال مريهج ان يعرف ويتابع حركة السكان ضيوفهم. الغرباء المارين بالديرة ..المتوطنون الجدد والنازحون اليهامن اقاصي الريف والاماكن الاخرى وكل التفاصيل الاخرى التي قد تساعده في عمله وتدرأ عن المدينه خطر السرقات والسطو الليلي . المدينة أذا صح ان نسميها كذلك لاتزال في خطوات التكوين الاولى وفيما عدا الشارع الترابي الذي يمتد بموازة النهر فان البيوت والصرائف المتناثرة والمبنية بشكل عشوائي ودون تخطيط مسبق حرمت المدينة من الازقة والشوارع الفرعية المنتظمة وحولتها الى سكك ونزلات ترابية استعارت اسمائها من اسماء اصحاب البيوت....................................................
المنافسة الحادة والتزاحم عادة لاتعمل لصالح الفقراء أوذوي الامكانات المحدوده فتجبر صغار الحرفيين على الانسحاب و الرحيل الى النواحي والتجمعات السكانية البعيدة حيث المنافسة اقل حدة وحيث يمكن لهم ان يحصلوا ولو على فرصة مهما تكن تافهة تمكنهم من اعالة عوائلهم ... ولانهم هجروا الزراعة وكل مايمت لها بصلة منذ امد بعيد ربما منذ الفتح العربي ومنذ بدأت العشائر العربية الوافدة تستوطن وتنزل الى الجنوب في رحلتها للاستقرار فان المندائيين ونظرا لان حيازة الارض وفلاحتها أو امتلاك الماشية والدفاع عنها تتطلب مجتمع محارب وتفوق عددي لايتوفران لهم لجأوا لامتهان شتى انواع الحرف اليدوية التي يتطلبها المجتمع الاقطاعي كالحدادة والنجارة والصياغة, صناعة وصيانة الاسلحة, صناعة الزوارق . حتى ان بعضهم في الاماكن النائية تراه يجمع اكثر من حرفة واحدة في ان معا فترى الصائغ عند الضرورة يتحول الى حداد او نجار حسب الطلب.. ربما كانت الحياكة فقط هي الحرفة الوحيدة التي لم يمارسها رجالهم لا ادري ان كان ذلك استنكافا وتماشيا مع نظرة مجاوريهم من العرب الرعاة ام لقلة المردود قياسا بالحرف الاخرى............................................
ليس له الا الرحيل فلم يعد عايش يستطيع التحمل اكثر من هذا فبالاضافة الى ضعف حالته المادية فقد بات المكان موبوء بالذكريات الموجعة له ففي كل زاوية منه تختبيء تفاصيل تثير شجنه وتجعله مشوش الفكر مشلولا لايستطيع التركيز ولاتقوى يده على العمل . يتذكر عايش جيدا السنوات الاولى من حياته حينما عادت به أمه لبيت اهلها بعد ان فقد اباه في الخامسة من عمره فوجد في خاله الاصغر الذي يكبره بثلاث سنين أخا و صاحبا وصديق صبا ثم لاحقا استاذا ومعلما له في الصنعة حيث تعلم منه الصياغة وصار مساعدا له واستمرا معا حتى بعد ان صار كلاهما ابا وعائلا لزوجه واطفال ...لكن الحال لم يستمر طويلا ففي بداية ثلاثينات القرن الماضي حيث تدور احداث هذه الحكاية ضربت العراق موجة شديدة من وباء الكوليرا سلبت من عايش خاله هذا . كانت الاوبئة في زياراتها المتكررة تتناوب في حصادها لأرواح العراقيين فتفتك بهم و قد تبيد عوائل باكمالها او ربما قد تقضي على الجزء الا كبر من العائلة وتترك امرأة وحيدة أو رجلا بروحه أو اطفال قاصرين لامعيل لهم .. أذن اخذ الوباء هذه المرة نصيبه من عايش فجرده من سنده وصاحبه وبات بدونه عاريا مكشوف الظهر فغلبه الحزن وأسره البكاء ودخل في نوبة طويلة من الكأبه لم ينفع معها تعنيف امه وتوبيخها له فقد صار لايطيق المكان وانقطع عن عمله فشح الرزق وبات تدبير امور المعيشة والحالة هذه امرا صعبا ولم يعد بدا من الرحيل......................................................
في المجتمعات الاقطاعية أنذاك كان صاحب الحرفة أو الصنعة مطلوبا بشدة في الريف لذلك كان شيوخ العشائر والفلاحون حريصين على دعم هؤلاء الحرفيين وتسهيل أقامتهم وتوفير الحماية لهم...كان الحداد اوالنجار مثلا يقوم بصنع وتوفير مايحتاجه المزارع وأسرته كالمنجل والمسحاة .فالة الصيد . السكاكين . الفؤوس الخ طيلة أيام الموسم الزراعي دون مقابل على أمل ان يسدد له المزارع الثمن بعد الحصاد وانتهاء الموسم وكان الثمن في اكثر الاحيان حبوبا او غلال .. لذلك لم يواجه عايش صعوبة تذكر في مكانه الجديد فاقامته بينهم كانت موضع ترحاب .أول الزائرين لعايش في دكانه الطيني كان كبير وحاشي الديرة وناطور المدينه الرئيسي رداد أل مريهج..زيارة رداد هذه المرة كانت بقصد التعرف الى هذا المقيم الجديد اكثر منها للتقصي والاستطلاع كما جرت العادة مع الغرباء النازلين حديثا بالديرة فهو يدرك جيدا ان أمثال عايش مسالمين بطبيعتهم لايمكن ان يكونوا مصدر تهديد أو ازعاج وبحكم امتدادته العشائرية ومجاورته للمندائيين في السكن وتعامله معهم كان رداد يحتفظ بعلاقات صداقة وثيقة وتأخي مع الكثير منهم بل ويعرف حتى أسماء عوائلهم ورجال دينهم وشيء من طقوسهم ومفرداتهم المندائية........................................
ومنذ البداية وجد رداد وعايش كل منهما في الاخر شيئا من الالفة والانسجام واللغة المشتركه رسمت لاحقا علاقة صداقة و ود عميقتين بينهما ...كان رداد يمتلك عقلا فطريا متحررا وروح انسانية عابرة للقومية والدين لاتعير بالا ولاتكترث لهذا الموروث الديني الفاسد والسائد الذي يقسم الناس بين مؤمن نظيف وكافر نجس بينما كان عايش هو الاخر يحمل من الانفتاح وحب الناس قدرا كافيا لأن يشارك رداد علاقة صادقة خالية من التكلف والرياء تتخطى هذه الفواصل الدينية لتدنو من أخوة البشر وشراكة العيش
في جولته النهاريـــــــــــــة التي تبـــــــــــدأ متأخرة دومـــــــا مع ساعات الضحى يبدأ رداد مشواره بسوق المدينة بالمرور اولا على صاحبه عايش في دكانه .. السيكارة والشاي المطبوخ بالهيل تضيف لحواراته مع صاحبه عايش متعة لاتقاوم واستئناس يحرص رداد على ان يبدأ بها يومه . اغلب الاحيان وحينما يكون زخم العمل بطيئا فان عايش يكف يده عن العمل بمجرد وصول رداد حيث يبدأ كلاهما بنفض حمولته من الاخبار والاحداث والمواجع ثم يقودهما الحديث ليغطي كل شؤون الحياة والمعيشة والعمل باختصار فان عمق الصداقة والثقة المتبادله جعلت كل منهما لايتردد في خوض غمار الحديث عن شؤونه العائلية وطرح شكواه وهمومه أمام صديقه بل ان واحدهما كان لايتردد بغمز صاحبه في طقوسه ورموزه الدينية فترى رداد حين يريد توكيد خبر ما لصاحبه عايش يعقب (وحق شميدهيه).الابوذية والنكته لها حضورها في الحديث هي الاخرى ....يضحك رداد من أعماق قلبه وهو يصغي لصاحبه يشرح له كيف ان الواحد منهم أي الصاغة سيما أولئك الذين لايتعدى رأسمالهم بعض غرامات من الذهب ولحامه أوشيء من الفضه كان يلجأ حين يضطر لترك دكانه او مكان عمله بيد العمال الى وضع شعرة على حافة العلبة التي تحتوي على مايسمى ( الصرماية) اي رأس المال قبل ان يغلقها كعلامة ليـتأكد ان لا أحد من العمال قد فتح العلبة في غيابه وعبث بها أو سرق شيئا منها فغياب الشعرة يعني للصائغ ان يدا اخرى غريبه لاتعلم بأمر الشعرة قد فتحت العلبة .طبعا العلبه هنا بالنسبة لهؤلاء الصاغة هي بمثابة الخزنة الحديدية ( القاصة) التي يستخدمها الصاغة لحفظ مصوغاتهم الذهبيه لكن فقر هؤلاء الصاغة وتفاهة رأس مالهم مع كثرة سفرهم وتنقلهم بين القرى والتجمعات العشائرية سعيا للرزق دفعتهم للاكتفاء بعلبة معدنية صغيرة لتكون بمثابة خزانتهم وحافظة ثروتهم !!.........................................................
فيما عدا الاقطاعيون والملاكون والسراكيل وكبار موظفي الحكومة الذين كانوا يتنعمون بالثروة ورهاوة العيش فان الفقر وشح الموارد كان الحاله العامه السائدة في الريف العراقي انذاك .. عامة الناس وجمهرتهم كانت تنوء تحت ثقل وطأته وجوره. سهامه تصيب الجميع فهي لاتفرق بين مسلم وصابئي ومسيحي . البقرة والدواجن كانت تلعب دورا أساسيا في تلبية حاجات العائلة الغذائية في الريف الجنوبي في حين تتكفل الاهوار والمسطحات المائيةوالانهار بتوفير الاسماك باسعار رخيصه تقرب الى المجان( البلاش) .. كان جني وامتلاك العائلة الريفية للبقرة هو الحد الفاصل بين الفقر والاملاق(الفقر المدقع) فبدونها تكون العائلة خارج معادلة الحياة. ربما ادرك المندائيون مبكرا هذه الحقيقة فأفردوا لها مكانه خاصة في حياتهم وحرموا ذبحها لكنهم لم يذهبوا بالامر بعيدا لحد التقديس أو العبادة .. حليب البقرة ومنتجاته تشكل امدادات الغذاء الاساسية لجميع أفراد العائلة لاسيما الاطفال. لهذا فقد كانت المهمة الرئيسية لنساء العائلة في الريف هي مدارة البقرة وتوفير الغذاء لها والاعتناء بها... اذ ان فقدانها أو نفوقها يشكل كارثه حقيقية للعائلة تقارب في وقعها فقدان معيل العائلة أو فرد عزيز منها ... كانت زوجة عايش تجتهد وتحرص على ايلاء العناية ببقرتهم وتعطيها الاولوية على مهامها البيتية الاخرى فهي مصدر الحليب الذي لاغنى عنه لصغارها الذي مازال كبيرهم لم يتخط العاشرة بعد. منذ الفجر تجتمع زوجة عايش مع جاراتها كل منهن في مشحوفها وينحدرن لاطراف الهور لحش الكصيل والنباتات المائية الاخرى والرجوع باكبر قدر منها لعلف البقرة جيدا بغية زيادة ادرارها من الحليب . مع حلول الظلام وقبل ان تنسحب العائلة الى داخل الحجر الطينية يحرص عايش أو امرأته على غرز ثبات البقرة في ارض المراح للحد من حركتها وحفاظا عليها...........................................................................
في دورة حراسته الليلية المعتادة يحرص رداد على ان يلف ويطوف على معظم أجزاء المدينه وتفرعاتها ودرابينها ومحيطها ..في وسط المدينه حيث تتوزع مجموعة من الدكاكين على جانبي الشارع الرئيسي يقع مقهى المدينه الرئيسي حيث تمتد امامه سقيفة من القصب اصطفت تحتها عدد من التخوت الخشبيه انتصب وسطها كوز ماء... أتخذ رداد منها محطته الرئيسية .من هناك يبدأ جولته حيث يستعرض الدكاكين ويتحقق من اقفالها ثم يطلق صفارته وينطلق في دوريته ثم يعود ليرتاح ويشرب ويدخن ويلتقي زميليه الأخريين قبل ان يعود هو وزميلاه مجددا الى تجوالهم ومع انه كان كبيرهم أو مسؤولهم الا انه كان لتواضعه ودماثة أخلاقه يتجنب أن يتعامل معهم على هذا الاساس... احيانا حين يشعر احدهم بالتعب أو النعاس يصرفه مبكرا واحيانا اخرى يغطي غياب احدهم حين يطرش أو يكون مريضا.. وحده رداد كان لايعرف معنى التخلف عن الخروج ليلا للقيام بواجبه والتأكد من ان الامور على مايرام ..كم مرة حين كان يشعر بالتعب أو الارهاق تحايلت عليه أمرأته ان يعفي نفسه ذلك اليوم من الواجب أو ان يكتفي بجولة قصيرة او ان يستعمل صافرته بدلا من رجليه لكنه كان يرفض بعناد كان ينظر لمهمته على انها أمانه قبل ان تكون وظيفة وعليه ان يكون أهلا لها...........................................................
ذلك اليوم وقد مضى أغلب الليل وبدأت الحلكة ترخي قبضتها عاد رداد من جولته بعد ان انصرف صاحباه .لم يبق لأذان الفجر وقتا طويلا عندها تبدأ الحركة تدب في المدينة شيئا فشيئا و يستطيع عايش ان ينسحب لبيته بأطمئنان . من مسافة ليست بعيدة لمح خيال رجل يقود دابة خمن انها بقرة .انتظر حتى دنا فبادره رداد
----منو هذا
** أني سوادي
---- خير سوادي المن هاي الهايشه( البقرة ) وين رايح بيها بهاذي الساعة
**هاي هايشة ذاك الصبيبي( تصغير لكلمة صبي)
----ياهو ولك.. منو ..تقصد عايش
**أي نعم عايش الصبي أجاب سوادي وأردف عندك مانع
بدأ رداد وقد فار دمه لهذا الجواب محتفظا بأكبرقدر من ضبط النفس لكنه وبدون وعي قال موجها كلامه الى اللص ...يعني باجر من يكعد عبيد (ابن عايش البكر ) وأخوته يلوعون.. مامش حليب الله وأكبر ثم أنزل بندقيته عن كتفه **وانت ليش معترض اني ما بايك مسلم .اذوله الصبه كفار اموالهم حلال .... اجاب اللص بتحدي وهو يمسك بخطام الدابة بقوة
---- سود الله وجهك .. صير عاقل ياسوادي وتعود الشيطان هذا يا دين يحلل لك هاي الدكه ....اجاب رداد محاولا ردع سوادي وانتزاع البقرة من يده لأرجاعها وانهاء الامر. لكن سوادي بدا مصرا ومتمسكا بغنيمته .. يعرف رداد جيدا بربرية سوادي وهمجيته وحمقه ولذا كان حائرا كيف يتسنى له أن يدخل في عقل هذا المخبول ان مهمته تقتضي حماية السكان كل السكان بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسهم ..ورداد يعرف ايضا وكاحة أخوة سوادي وشرانيتهم وبداوتهم وان الامر لن يكون سهلا او ينتهي بسلام ان اصاب هذا المخبول بجرح أو مقتل وعندها سيلومه أيضا البعض ممن لازال يفكر بعقلية سوادي بصوت خفيض ( كل هذا علمود صديقك الصبي ). لو كان الساطي غريبا أو من خارج الديرة لسهل التعامل معه حتى وان اقتضى الامر استخدام السلاح .... لهذا فقد حاول رداد ان يمسك نفسه عن الغضب وتعمد الهدوء محاولا اقناع سوادي تارة وتهديده تارة اخرى ولكن دون جدوى...................................................................
----اترك الهايشة سوادي وصير خوش أدمي .. والعباس أطشر مخك . اضاف رداد بنبرة غاضبه وقد بدا صبره ينفذ وبات محتدا وهو يصوب بندقيته صوب الاحمق ومع هذا فقد كان جواب سوادي ضحكة بلهاء ساخرة تفيض غباء وعدم اكتراث وأصرار لمواصلة السير مع غنيمته .. عندها فقد رداد صبره وأشتعل غيضا وباتت عيونه تقدح شررا .سحب سركي البندقية وصوب فوهة البندقية الى صدر سوادي ..................................
لأول مرة يتخلى سوادي عن حمقه وغباءه فقد أبصر جيدا مافي عيني رداد من الغضب وأدرك صدق التهديد ليرمي الخطام ويقفز مبتعدا وهو يدمدم .... عمي هاك هاي الدابة اخذها وأجفينا شرك.. لينحني رداد ويلتقط الحبل ويقود الدابه الى دار عايش ودون ان يوقظه ويثير رعب العيال دفع رداد البقرة من خلال فجوة صنعها بيده في سياج الدار القصبي وانصرف عائدا .ورغم التعب وحرقة الغضب التي استباحته فقد بدا رداد مرتاحا أذ تمكن من احباط محاولة السرقة هذه والحفاظ على سجله نظيفا والاهم انه استطاع أن يدفع عن صاحبه عايش قاصمة الظهر ويجنب أطفاله غائلة الجوع في الصباح اكتشف عايش ان البقرة طليقة غير مربوطة ب( الثبات ) فبدأت بينه وبين أمراته شتيمه ملامة وعتب متبادله كل منهما يحمل الاخر المسؤولية من دون ان يدري كلاهما حقيقة ماجرى....
لاحقا وبعد اربعة او خمسة ايام و عايش في دكانه لايزال منهمكا في عمله وكان رداد قد وصل وأخذ مجلسه و بدأ للتو يخوط شايه حين أبتدأ الحديث ممزوجا بابتسامة كبيره وموجها كلامه نحو صاحبه عايش :--- .......................................................
...بس لا تكون عاركت المرة ذاك اليوم من لكيت الهايشة مهدوده جفل عايش وترك المبرد الذي كان بيده ليسرد عليه رداد ما حدث بالضبط.......................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى