الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت الأنثى في -ذات صباح- آمال القاسم التميمي

رائد الحواري

2021 / 8 / 27
الادب والفن


صوت الأنثى في
"ذات صباح"
آمال القاسم التميمي
دائما يأتي صوت الأنثى مثيرا، لما فيه من عاطفة ونعومة ولما يحمله من مشاعر مرهفة، فأن يبدأ النص ب"ذات صباح" كاف لجعل القارئ يتقدم من هذا الفاتحة البهية، فالصباح عند الأديبة وقت للعمل وبذل الجهد: " نقشتُ اسمَكَ وشمًا" كما هو وقت اشتنشاق الروائح الزكية:
كلما شذا عطرُه .. وفاحْ"
تنفّستُكَ قدحًا مخمورًا ..
برائحةِ المطرِ ..
وعانقَ شهيقي
رحيقَ لحنِك الممدودِ ..
على ساحلِ القصيدِ"
نلاحظ أن هناك كم من الألفاظ متعلقة بالشم: "وفاح، شذا، عطره، تنفسك، براحة، شهيقي، رحيق" وهذا ناتج ومتعلق بالوقت/بالصباح، وهذا ما يجعل القارئ ينجذب لرائحة النص كما تنجذب النحلة لرحيق الزهر.
لكن هناك بعض الالفاظ متعلقة بالأنثى، والتي نجدها في: "تنفسك، المطر، عناق، شهيقي، الممدود" وهذا ما يجعل المقطع ثنائي الجمال، جمال الصباح/الرائحة، وجمال الأنثى الحاضرة فيه.
تقدمنا الكاتبة أكثر من الجمال، فتحدثنا عن تفاصيل أخرى متعلقة بالصباح، والتي نجدها في:
" يا ملاذَ الرَّعْدِ ارتدِ
غيمةَ الْمعنى
أفضْ بفتنتِكَ
على غَنَجِ البنفسجِ ..
والأقاحْ
وعنبُ العيون"
ألفاظ "البنفسج، الأقاح، عنب" متعلقة بالطبيعة وبالجمال الصباح، وهذا الجمال يضاف إليه صوت الأنثى الذي نجده في: "يا، ارتد، أفض، بفتنتك، غنج، العيون" فبدا المشهد وكأن جمال الطبيعة لا يكتمل إلا بوجود ما هو إنساني، من هنا تم إيجاد أفعال إنسانية.
تتقدم الكاتبة أكثر مما هو إنساني حتى أنها (تهمل) الطبيعة وتتوحد مع رغباتها الإنسانية، فتتحدث عن: "أعد، عد، راقص، راح، وستراح، يزفر، رغبات، أضلعي، وصلاة،"

آهٍ .. يا عنبَ العيون ...!"
أعدْ خُوائي ،
عُدَّ شقائي ،
في خلاخيلي المشتهاةِ
راقصْ عرسًا سندسيًّا
وموشحًا أندلسيًّا ؛
على فضّةِ العمر،
وتفاصيلِ الحلمِِ راحَ واستراحْ
يزفُرُ رغَباتٍ حريريةً بينَ أضلُعي،
وصلاةً لا غفرانَ فيها ..
عند صهيلِ الأصيل" "

نلاحظ أن الطبيعة غائبة، وأن الوقت/الزمن يتلاشي، إذا ما تجاهلنا "الأصيل"، وكأن الكاتبة تتماهى/تتوحد مع الحالة التي ترغب بها، حتى أنها تجاهلت جمال الصباح.
لكن الألفاظ التي استخدمتها تبين وتكشف ما تريده، فعندما استخدمت: "ألأعد/عد، خلاخيلي، راح/واستراح، صهيل/الأصيل" أبدت ما تريده دون أن تعلم أو تشعر، فتماثل الحروف في الكلمات السابقة وتشابهها يدل على أن ـ العقل الباطن للكاتبة ـ يحتاج ويرغب بلقاء الحبيب.
كما أن تقارب المعنى وتكامله في ألفاظ: "راقص/عرسا/موشحا، صلاة/غفران" يؤكد على هذه الرغبة والحاجة لديها.
وإذا ما توقفنا عند ألفاظ: "المشتهاة، يزفر، رغبات، أضلعي" نتأكد أكثر بأن هناك رغبة/حاجة تخفيها الكاتبة في النص ولا تبوح بها، لكن العقل الباطن، الذي نجده في الكلمات والألفاظ يكشفها لنا ويظهرها.
تستمر الكاتبة في استخدام الفاظ تشير إلى حاجتها للقاء من تحب:
"حطَّ في جنونِ السنونو
وخطَّ قيامةَ اللّوزِ على
خطيئةِ التفاح ..!
سكرة القمر"
فنجد: "حط/وخط/خطيئة، السنونو" يتشارك فيها رسم الحروف وتتكرر، وهذا يؤكد على أن هناك رغبة عندها، لكنها لا تبديها مباشرة، وتحاول أن تخفيها، لكن الألفاظ المستخدمة تكشفها.
النص موجود على صفحة الكاتبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/