الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز الزمالك بالدورى ، الإستثناء الذى يؤكد القاعدة

حسن مدبولى

2021 / 8 / 27
عالم الرياضة


أنا لن أغير رأيى فى كرة القدم ، وسأظل أردد إنها مجرد وسيلة تخدير وتغييب عن القضايا الوطنية الخطيرة كسد النهضة وتيران وصنافير وغلاء الأسعار وإستفحال الضرائب وإنسداد الأفق السياسى وإنكسار منظومة القيم الوطنية والأخلاقية والدينية ؟
وسأظل أيضا على إيمانى الراسخ بأن أحد الأندية العربية وقياداته ونجومه وإعلامه وأمواله، يلعبون الدور الأكبر فى تلك الكارثة ، وأن الحصول على البطولات بشكل إحتكارى، هو أمر لا يأتى صدفة ولا يعتمد على المجهود والكفاءة وحدهما ، وإنما هناك شكوك حول وجود تدخل ما بشكل متعمد ومقصود لتوجيه البطولات إلى دواليب النادى الأكثر شعبية بهدف تزييف وعى جماهيره والتلاعب بعقولهم، لإنهم يمثلون مايقارب من 80 %من شعب مصر ؟
و الذى يبدو واضحا جليا أمامنا هو أن هناك شيئ ما فى كرة القدم المصرية ينفى عنها روح التنافس العادل الذى يجب أن يسود الرياضة بوجه عام ؟
صحيح أن الزمالك فاز هذا العام ببطولة الدورى العام ، لكن هذا الفوز يؤكد ما قلناه سابقا من أن البطولة موجهة ومسيسة ، فبالطبع كان لابد للزمالك من الفوز ببطولة الدورى هذا العام، لأسباب كثيرة ، منها الحفاظ على سخونة المنافسة الوهمية، واعطاء أهمية مزيفة للبطولة، كما أن هذا التدخل الإيجابى لصالح الزمالك هذه المرة كان ضروريا وحتميا بعد التدخلات الفجة للدولة واعتدائها على حرمة النادى وتقويضه وافراغه من عوامل القوة والمنعة قبل نهائى البطولة الأفريقية قبل الماضية، لتوفير الاجواء وقتها على مايبدو لفوز (نادى النظام) كما يصفه أولتراس الوايت نايتس المحبوسة قياداته فى السجون فى الوقت الراهن ؟
وكذلك كان هذا التدخل حيويا بعدما تجاوزت الأمور حدودها المرسومة ، وبدا وكإن الزمالك فى طريقه للإنهيار ، كما إنهار قبله الإسماعيلى والمصرى والاتحاد والاوليمبى والترسانة والمحلة والسويس والمنصورة وغيرهم ،
الأمر الأخطر الذى عجل بذلك التدخل الواضح، هو خروج بعض مسئولى (ومستثمرى) النادى الأوحد عن النص والخطوط المرسومة لهم ، محاولوين رسم صورة إسطورية لأنفسهم بإعتبارهم أصحاب الفضل ورؤساء تلك الجمهورية ( المستقلة) ؟
لذا كانت المسارعة بتحديد إتجاه البطولة بشكل معاكس هذه المرة لانقاذ نادى الزمالك من جهة، ولكى يعلم مسئولى النادى الآخر بأنهم كغيرهم مجرد ممثلين درجة ثانية ( كومبارس) ينفذون ما يؤمرون به فقط، وألا ينسوا أن غيرهم والأقوى منهم ،خرج من الصورة نهائيا لتجاوزه الخط المرسوم له، و توهمه بأنه أكبر وأهم من أسياده ، وليس بسبب لسانه البذئ، ولا لتطاوله على إسطورة النادى المقدس ؟

وبالتالى وكما شاهدنا جميعا كانت التعاملات أثناء المنافسات تجاه فريق الزمالك مختلفة هذا الموسم داخل الملعب وخارجه، وإستمر الأمر رويدا حتى تم تفويز الزمالك بالبطولة،وهو الأمر الذى يعتبر تكرارا لموسم 2015 الذى كان يتميز وقتها بوقوع كارثة ستاد 30 يونيه واستشهاد 22 شاب زمالكاوى خنقا ودهسا والقبض على قيادات مشجعيه، وبالتالى إحتاج الأمر لفوز الزمالك بالدورى للتغطية على الكارثة التى راح ضحيتها مشجعى النادى مابين قتيل وسجين ؟
صحيح أن هذا الكلام يؤكد مايتردد على ألسنة بعض المغيبين من مشجعى النادى المنافس ، الذين لا يخجلون حاليا من القول بان الزمالك قد فاز بالتعليمات ؟ بينما كانت الإشارة إلى ذلك القول عند فوزهم الدائم والغير منطقى، يتم الرد عليه بأن قائليه هم أسرى لنظرية المؤامرة ؟
والحقيقة أن الزمالك إن كان قد فاز هذه المرة وفقا للتعليمات بالفعل، فهذه التعليمات تعتبر أمرا ( إستثنائيا ) يؤكد (القاعدة) الدائمة التى تقوم على إجبار المنظومة كلها للعمل من أجل فوز نادى واحد واستئثاره بكل البطولات بلا منافس، فمن يصدر تعليمات إستثنائية ويستطيع تنفيذها على الطرف الأقوى من المعادلة، هو نفسه الذى يستطيع بسهولة إجبار الأطراف الأضعف على تنفيذ التعليمات الدائمة لصالح النادى الأوحد ؟
والأمر الشاذ والغير طبيعى والذى يثير الشبهات ،هو الفوز الدائم وإحتكار البطولات بدون توقف ، ومن المفجع أن يكون اعتقادك جازما بتدخل جهة ما لصالح آخرين إن فاز غيرك مرة يتيمة كل عدة أعوام، بينما لا تقبل التقييم والقياس بنفس المعيار ،إن أشار البعض إلى أن الإحتكار اللامنطقى واللاعقلانى للبطولات هو نتيجة تعليمات أيضا ؟
فالحقيقة الواضحة الجلية هى أن التدخل السافر واحد فى كل الأحوال ،وله أغراض لاعلاقة لها بالرياضة ،،
وإن لم تكن تستطيع إستساغة تلك البديهيات البسيطة فعليك بمراجعة أقرب طبيب نفسى فى منطقتك !!
ولا يعنى كلامى هذا اننى لا أسعد بفوز الزمالك ، فأنا مثلى مثل أى مشجع لكرة القدم ، أضعف أمام الهزيمة ،وأفرح وأسعد فى حال الفوز، لكن لو كان ذلك كله يتم فى أجواء طبيعية، يتغير فيها الفائز والمهزوم وفقا للجدارة والكفاءة ،
وتتداول فيها البطولات بين الجميع فى أجواء من العدالة المطلقة والمساواة وتكافؤ الفرص، كما يحدث فى الدول المتحضرة التى تحترم عقول مواطنيها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حالة غش في ماراثون بكين تلتقطها الكاميرات


.. تحدي الأبطال | حماس لا ينتهي مع بكي ووليد في Fall Guys و Hel




.. دوري أبطال أوروبا.. أربعة متأهلين من بينهم ريال مدريد وباريس


.. نجم ريال مدريد يحتفل بعد الإطاحة بالسيتى مرددا: الله أكبر




.. في 70 ثانية رياضة.. 6 منتخبات عربية تتنافس على لقب كأس آسيا