الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نائبة الرئيس تفشل في أداء مهامها

جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)

2021 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


د. جاسم الصفار
25-08-2021
نشرت في المدى، بتاريخ 14 آب/ أغسطس مقال "قراءة في خطاب بايدن الى ألأمه" أشرت فيه الى أن الإدارة الأمريكية ستتعرض الى المسائلة، بسبب الخروج المذل من أفغانستان، بعد انتهاء العطلة الصيفية للكونجرس. الا أنه، من المنطقي، أن لا تنتظر وسائل الاعلام حتى انعقاد جلسات الكونجرس، وباشرت بتوجيه النقد الحاد للإدارة الامريكية التي فشلت في إدارة ملف الانسحاب من أفغانستان.
اهتمت الصحافة الامريكية والأجنبية بالانتكاسات الكبيرة التي تعرضت لها نائبة الرئيس كامالا هاريس في السياسة الخارجية والداخلية، والتي قد تكلفها منصبها. ففي أقل من ثمانية أشهر، لم تكن كامالا هاريس قادرة على إثبات أن مؤهلاتها كانت كافية لأداء واجبات الشخص الثانٍي في ادارة البيت الأبيض. لقد فشلت في العمل على حل مشكلة اللاجئين على الحدود مع تكساس، واعترفت بنفسها بأنها كانت المسؤولة عن الملف الأفغاني الذي نتج عنه انتكاسة كبيرة لسياسة البيت الابيض. هذا ما كتبه الصحفي الأمريكي ميكاه كورتيس في مقال تحليلي نشر بتاريخ 18 اب/ أغسطس مترجما الى الروسية في RT، سأحاول هنا تلخيص أهم أفكاره.
يعتقد كورتيس أن مسؤولاً حكوميا على مستوى نائب رئيس الولايات المتحدة يجب أن يكون حاصلاً على المؤهلات المناسبة لتبوء هذا المنصب. في رأيه، حصلت هاريس على وظيفتها فقط لأنها امرأة وتنتمي إلى أقلية عرقية. لكن من الواضح أن هذا لا يكفي لشغل مثل هذا المنصب الرفيع.
يقول كاتب المقال أنه عندما تم الإعلان عن كامالا هاريس نائبة للرئيس، كان هذا الخبر صادما للكثيرين. وصرح البعض، في تلك اللحظة، بانها ليست مستعدة لمثل هذا العمل المسؤول. ثم وبعد ثمانية أشهر فقط من الانتخابات، اتضح أن أولئك الذين توقعوا فشل ثنائي بايدن-هاريس كانوا على حق.
كامالا هاريس أعلنت بنفسها عن مسؤوليتها عن إدارة ملف الأزمة في أفغانستان. وباعترافها، فإنها هي التي أثرت، من نواح كثيرة، على قرار الرئيس بسحب القوات بشكل عاجل. والآن، وفقًا لكورتيس، أصبح هذا الوضع عاراً دوليًا على الولايات المتحدة. لذا، بهذا الشكل أو ذاك، فان نائبة الرئيس يجب أن تتحمل المسؤولية عن الفشل في إدارة هذا الملف. الا انها عوضا عن الاعتراف بفشلها رددت كما يقول كاتب المقال " لن تلصقوا بي هذا الهراء".
يذكرنا الكاتب، بأن الملف الأفغاني هو الفشل الكبير الثاني لنائبة الرئيس الأمريكي. ففي الشتاء الماضي، كلفها جو بايدن بالإشراف على تسوية الأزمة على الحدود الجنوبية للبلاد، حيث أصبح الوضع مع اللاجئين معقدًا بشكل كبير. ومع ذلك، فإن كمالا هاريس كانت تماطل لتأجيل الرحلة لأسباب مختلفة. الا أن الرئيس بايدن، حثها مرة أخرى في شهر مايو/ ايار الماضي، على السفر إلى تكساس شخصيًا لتقييم الوضع هناك. ولكنها فقط في شهر يونيو، بعد تعنيف الرئيس لها، قررت "بشكل مفاجئ" الذهاب إلى الحدود الجنوبية. ووفقاً لكورتيس فان سفرها الى الحدود الجنوبية فاجأ حتى الصحفيين المعتمدين في البيت الأبيض والذين عادة ما يتم تحذيرهم قبل أسبوع من الرحلة.
كانت الوجهة الأولى في طريق نائبة الرئيس هي إل باسو، في مقاطعة تكساس، التي يتواجد فيها أكبر عدد من اللاجئين. وبحسب تقارير إعلامية، ألقت هاريس في إلباسو خطابًا أعلنت فيه منع المهاجرين غير الشرعيين من القدوم إلى الولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك، انتقدت الرئيس السابق دونالد ترامب ودعت شخصًا، غير معلوم، إلى "عدم توجيه أصابع الاتهام إليها".
خلال رحلتها القصيرة تلك، اكتفت نائبة الرئيس بالظهور أمام وسائل الإعلام لتثني على لقاءها بفتيات مهاجرات تتراوح أعمارهن بين 9 و16 عامًا يحضون برعاية مؤسسات الدولة. إضافة الى ذلك، وعملا بنصيحة مرافقيها قامت هاريس بزيارة مجمع الخيام في فورت بليس القريبة، حيث يُحتجز الأطفال المهاجرون خلف الأسلاك الشائكة، والذين ذكر مراسلو بي بي سي، أنهم يعانون من الجوع والتعرض للاعتداء الجنسي وللعواصف الرملية التي تغطي المخيمات في الصحراء حيث يعيش الأطفال والمراهقون إضافة الى تفشي وباء الكوفيد في صفوفهم.
الا أن حصيلة زيارة هاريس للحدود الجنوبية، حسب ما جاء في مقالة كورتيس، لم تحقق أي نجاح يذكر، وبدل عن ذلك تلقت سيل من الانتقادات من كل من الجمهوريين وزملائها الديمقراطيين. على سبيل المثال، وصف عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس تيد كروز زيارتها بأنها "حفلة تصوير رائعة". وقال عضو الكونجرس هنري كويلار، زميلها في الحزب الديمقراطي، الذي تقع دائرته الانتخابية على جزء من الحدود الجنوبية، إن تصرفات ادارة البيت الابيض تجعل الديمقراطيين "ضعفاء".
يعتقد مؤلف المقال أن بايدن وفريقه ارتكبوا خطأً فادحًا عندما عرضوا على هاريس مثل هذا المنصب الرفيع، غير الملائم تمامًا لمستوى كفاءتها. وأدى ذلك حتى الان الى فوضى على الحدود الجنوبية ومقتل العديد من الأشخاص في أفغانستان نتيجة للانسحاب المذل وغير المنظم من هناك.
قد يتخذ بايدن قراراً من أجل إنقاذ نفسه من المساءلة، بتعليق الفشل الأفغاني والأزمة على الحدود مع المكسيك على هاريس. أو أن ذلك سيكون من شأن مؤسسات الدولة العميقة التي سيتعين عليها أن تختار، بين الرئيس ونائبته، من ألأفضل أن تضحي به لحفظ ماء وجه أمريكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا