الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعد الذي انقضه جز الرقبة

حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)

2021 / 8 / 29
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كانت أم فاطمة تقتات الصبر وتتكأ على ركن ايمانها الشديد الذي ورثته من اهلها الذين رسخوا عندها العقيدة السمحاء ، ورغم كل ما حل بها من فَقد وهَضم ظلت صابرة محتسبة ، تعاني من شظف العيش وقلة اصحاب المروءة وتزاحم انصاف الرجال على سلب خدرها ودوس كرامتها ، فقد كانت مثكولة بعميد بيتها وضياء ظلمتها الذي نهشته ذئاب البعث فبقيت عاكفة على تربية ابنتها، وما حمل جوفها الذي تنتظره ساعة بعد ساعة حتى اذا ولدت ذلك اليتيم الذي سرها ان يحمل شمائل ابيه وبريق عينيه اللامعتين تملكتها مشاعر الأطمئنان والهدوء .
كان "علي " كل حياتها وسعدها فقد نذرت نفسها لتربيته وصونه من كل ما يسوءه ، .
ظلت أم فاطمة ترعى هذا الوليد حتى كبر وترعرع بظل تربية سليمة وعقيدة راسخة على حب الله ورسوله وآله الكرام ،،،، ولما كبر واصبح يافعا اخذت ميزات الرجال تظهر على حركاته وسكناته وانبرى ليأخذ دور العمادة وراح يطوي الليل بالنهار ليسعد والدته ويعوضها عن تلك المظالم التي ارهقتها فقد صار لها حمىً وملاذاً ،،،، شعرت ام فاطمة ان ولدها "علي" هو هدية السماء لها وعوضاً جميلا من لدنه عز وجل ،،، ولما استراحت من هموم الكد والعيش بظل ولدها واستقر قلبها عمدت الى تتويج ذلك العطاء بتزويجه لتُفرح فؤادها وتثلج صدرها ، بعد ان مكنها الله هي وولدها بيسر الحال وصلاح الاحوال فدعت اهل الصلاح والخير وجمع من اهل الحي ليحضروا عرس ولدها وهي مزهوة الجانب عالية الجبين بين مجتمعها الذي طالما قصّر في انصافها …..
تزوج علي وصار رب اسرة لكنه لم يدع امه بل كان يخدمها هو وزوجته الصالحة واصبحت أم فاطمة كالأميرة تتفاخر بولدها اين ماتذهب لانه اصبح عنوان عزها وملاذ حيرتها ومنتهى نوالها.
كان علي واحدا من اؤلئك الشباب الذين ذهبوا الى مدرسة القتال في سبايكر وقد اقسم لأمه اذا عاد سيدفع لها كل ما تحتاجه في رحلتها الى قبر النبي محمد والى بيت الله الحرام للعمرة لكن قلبها كان يخفق عندما ودعها وودع زوجته وطفلته التي ولدت للتو … ذهب علي ولا يعلم ان اولاد البغايا بأنتظاره ولم تطل تلك اللحظات الا واخبار المجزرة ملئت الخافقين وذهب علي مثل اقرانه الذين عرجت ارواحهم الى الله بعد ان حزت رقابهم حراب الغدر والحقد والكراهية . عادت لأم علي واقعة تلك الليلة الليلاء التي تفتت قلبها وهي ترى ابا فاطمة مهشم الاضلاع مفضوخ الرأس مخلوع الاكتاف واليوم تعود الذئاب لتنحر ولدها الذي لم يبق لها من بعده ولي ولا نصير غير الله ….!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا