الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية امريكا للخروج من افغانستان، ضرب -غية- عصافير، بحجر واحد!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2021 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


"هذا غريب وجنونى، ان تقول ان كل ما نقوم به هو
بدافع الحصول على المال، ضرب من الجنون،
اظن انه عليك ان تعود الى مقاعد الدراسة."
"جورج هـ. و. بوش"، رداً على اتهام
ابنه بأنه غزا العراق كى يفتح
اسواق جديدة للشركات
الامريكية.(1)


فيسبوكيات
تفجيرى مطار كابول يطرح سؤال رئيسى..
إذا ما كان التفجيران رسالة عنيفة من قوى أكثر تطرفا "تنظيم الدولة" اعتراضا على النهج المعتدل الذى عبرت عنه طالبان مؤخرا، فإلى اى حد تستطيع طالبان الصمود؟
وهل هناك دور ومصلحة لايران أو لباكستان أو لليمين الامريكى/العالمى "راسمالية الكوارث" فى هذه الرسالة؟

هل تفجيرى مطار كابول هو مقدمة متعجلة، لاستمرار الحرب على الارهاب، الذراع العسكرى للعولمة، على اعتبار أن الحرب على الارهاب وجدت لتبقى، كمصدر ربح لا ينقطع لراسمالية الكوارث، اعلى مراحل النيوليبرالية الاقتصادية، ويكون ذلك ضمن الهدف الاستراتيجى للانسحاب الامريكى؟

أن كل الأموال التى تنفق على الحروب أو إعادة إعمار ما دمرته الحروب، تأتى من مصدران لا ثالث لهما، الاول، الميزانية الفيدرالية، أموال المواطن الامريكى دافع الضرائب، والثانى، من خيرات وثروات الدول التى يجرى تدميرها أو إعادة اعمارها، والأموال من المصدران تذهب فى اتجاه واحد فقط، خزائن شركات أباطرة رأسمالية الكوارث، اعلى مراحل العولمة. النيوليبرالية الاقتصادية، محمية بالدرع العسكرى، "الحرب على الارهاب".

ازدهار سوق " راسمالية الكوارث"!
حروب يشعلها أباطرة عالم اليوم، وكوارث "غير" طبيعية يسببها جشع نفس الاباطرة، لتنتعش اعلى مراحل العولمة "رأسمالية الكوارث"، مصدر لا ينضب للارباح، تجتاح العالم، كما تجتاح احدث مشروعاتهم "الشرق الأوسط الكبير"، و"القرن الأفريقى الكبير"!.


بيقولك حركة طالبان هزمت الولايات المتحده الامريكية!
امريكا سلمت أفغانستان لطالبان "السنة"، كما سلمت العراق لايران "الشيعة" .. طب لو امريكا عايزه تقعد 20 سنه كمان، كان حد حيمنعها؟!
امريكا انسحبت لأهداف استراتيجية تتعلق بصراعها الدولى مع الصين وروسيا، وصراعها الاقليمى مع ايران .. اعادة توظيف أفغانستان فى الصراع هو الهدف.

لا تقل امريكا خسرت ترليون دولار فى احتلال افغانستان، بل قل، المتعهدين، الشركات العابرة للحدود، حصلت على ترليون دولار، ومعروف أن نسبة الارباح فى مقاولات الحروب والكوارث، مرتفعه جدا، هذا بخلاف نهب ثروات افغانستان على مدى 20 عاما، مثلا، الليثيوم لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

للناس الطيبين!
هل ممكن الرئيس الافغانى يهرب دون معرفة الولايات المتحدة، إللى مكتب مخابراتها داخل غرفة نومه؟!
دى مش بس عارفة، دى هى إللى مخططه، دى استثمارات اقل ارباحها الترليون دولار، إللى دخلت خزائن الشركات الخاصة العابرة للحدود، بخلاف الأهداف الرئيسية الاستراتيجية.

اصحاب بزنس "راسمالية الكوارث" بقيادة امريكية، سلموا أفغانستان لطالبان تسليم اهالى، كما سلموا من قبل العراق لايران، واحدة للسنة وواحدة للشيعة، مع بعض التشجيع يمكن الاسترزاق من الصراع السنى الشيعى، وتحقيق أهداف استراتيجية بخلاف المكاسب الاقتصادية، فبعد الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت ثمان سنوات، واستنزفت الاثنان والممولين الخليجيين، ومهدت لاحتلال الكويت، كمقدمة لتدمير العراق، بعدها فشلت محاولات تكرار نفس السيناريو مع حلف بقيادة السعودية للصدام المسلح مع ايران، بعد أن غرس الحلف فى المستنقع اليمنى، خاصة وأن ازكاء الدافع الدينى مجرب وبنجاح منقطع النظير على مدى عشرات السنين، عندما تم زرع كيان يهودى فى محيط اسلامى، تم به إعاقة أى نمو مستقل لدول الشرق الاوسط!
للاسف مازال الكثير يقول امريكا كذا وامريكا كذا، وكأنها كتلة صماء قطعة واحدة، ليس فيها فقراء بالملايين وشعب مطحون فى العمل، الاب والام مربطون فى الساقية حتى يسددوا أقساط البيت والسيارة والمدارس.. الخ، حتى يصلوا إلى سن المعاش، بعد ان قدموا شبابهم واعتلت صحتهم، فيقول لهم النظام هيا استمتعوا بالحياة! .. وفى الجهة المقابلة عدد محدود جدا يمتلك الملايين والمليارات، ولكل طرف من الطرفين موقع مواجه لموقع الاخر، الطرف الاول يدفع الضرائب التى تمول الحروب وإعادة الاعمار، والتى تنتهى فى خزائن الطرف الثانى، اصحاب الشركات العملاقة الخاصة، والأول يقدم كذلك، أبناؤه وقود لهذه الحروب، والثانى يواسيهم!.
فلا يصح أن نقول امريكا فشلت أو امريكا انتصرت، لأن الذى ربح طرف والذى خسر طرف اخر، فى نفس العملية الواحدة، أفغانستان مثلا، والاثنان امريكان، وهذا ينطبق على كل البلدان، حتى مصر!
النسبية يا شباب
الطبقية ياشباب



بعد تسليم أفغانستان كاملة غير منقوصة لطالبان، ضمن من الآن أباطرة اعلى مراحل العولمة " راسمالية الكوارث"، سنوات ممتدة من الارباح، فى مسيرة الحرب على الارهاب، التى وجدت لتبقى، لتضمن مقاولات الحرب والتدمير بالمليارات، وتأتى بعدها مقاولات إعادة الاعمار، وايضا بمليارات الدولارات!.



الحروب والكوارث، فرص رائعة لتحقيق الربح !
تضاعف الانفاق العسكرى الامريكى منذ 2001 ليصل الى 700 مليار دولار، مواكباً للغزو الامريكى لافغانستان، ومن 2003 اصبحت كارثة العراق فرصة رائعة لتحقيق الربح، لتصبح الحرب فى العراق هى الحرب الاكثر خصخصة فى التاريخ الحديث، وتعبر الارقام عن مأساوية خطة التحويل القسرى الى عالم "الشركاتية"؛ "حيث كان ابان حرب الخليج عام 1991 متعاقد واحد (قطاع خاص) لكل مئة جندى امريكى، ازدادت هذه النسبة فى بداية غزو العراق عام 2003 الى متعاقد واحد لكل عشرة جنود، وبعد مرور ثلاث سنوات من الاحتلال الامريكى وصلت الى متعاقد واحد مقابل 1,4 جندى امريكى، وهذه الارقام تشمل فقط المتعاقدين مع الحكومة الامريكية، بدون المتعاقدين مع حكومات قوات التحالف الاخرى، كما انها لا تشمل المتعاقدين المتواجدين فى الكويت والاردن؛ مع العلم ان الحكومة الامريكية هى التى تدفع مباشرة الى الشركات الخاصة من المال العام الامريكى، مال دافع الضرائب الامريكى."



لأصحاب القلوب الطيبة الذين لا يتصورون إنه من أجل تحقيق مصالح الحفنة الحاكمة للعالم، يضحوا على الدوام، بالشباب من أبناء شعوبهم.
بعد حرب العراق، 22 جندى ينتحرون فى الولايات المتحدة، يوميا!.


استيلاء طالبان منفردة، على افغانستان، ليست سوى انتهاء إحدى عمليات بزنس "راسمالية الكوارث" بقيمة أكثر من تريليون دولار من الميزانية الفيدرالية "ضرائب المواطنين" ومن ثروات افغانستان، ذهبت للشركات العملاقة، وليبدأ بزنس جديد للحرب على الارهاب التى وجدت لتبقى، أما قتلى الجنود والمتعهدين، فلكل بزنس أثاره الجانبية!.



ازدهار فى سوق "راسمالية الكوارث"!
حروب يشعلها حكام العالم، وكوارث غير طبيعية لجشع نفس الحكام، تنتعش اعلى مراحل العولمة "راسمالية الكوارث"، كوارث مصدر للارباح، اجتاحت العالم، وحاليا فى الشرق الاوسط، ولدت من 35 عاما لاستاذ اقتصاد شيكاغو ميلتون فريدمان



من يرى أن امريكا قد فشلت فى أفغانستان أو العراق، لأنها خسرت تريليونات الدولارات، لابد له أن يعلم، أن هذه الأموال فقط انتقلت من الميزانية الفيدرالية وثروات هذه الدول، إلى ميزانية الشركات العملاقة الخاصة، أما الجنود أو المتعهدين الذين قتلوا، فهؤلاء مجرد أبناء الشعب وليسوا أبناءهم.



أن توقف الحروب والدمار فى أفغانستان أو العراق أو اليمن .. الخ
هو الفشل بعينه، فشل حكام العالم فى تحقيق اهدافهم، الحروب والدمار وإعادة الاعمار، بئر الارباح الذى لا ينضب، لذا، فالحرب على الارهاب وجدت لتبقى!.



إذا كنت ترى أن عدم القضاء على الارهاب، فى أفغانستان والعراق ودول فى الشرق الأوسط وافريقيا، يعد فشلا، فأنت مخطا، أن الحرب على الارهاب، الذراع العسكرى للعولمة، وجدت لتبقى، إنها مصدر لا ينضب لارباح اباطرة رأسمالية الكوارث، اعلى مراحل النيوليبرالية الاقتصادية.

بخروج امريكا من افغانستان اسقطت "غية" عصافير بحجر واحد!، ولان سوق جديدة تعنى أرباح جديدة، مادية واستراتيجية، فان أباطرة تجارة "الحرب على الارهاب"، فتحوا سوق جديدة، سوق للاضطرابات وعدم الاستقرار و"الارهاب"، ومن ثم سوق للـ"الحرب على الارهاب"، يعقبها بالضرورة، سوق لاعادة اعمار ما ستدمره "الحرب على الارهاب"، سوق واسع كبير، يمتد من أفغانستان ( حيث العداء العميق بين حركة طالبان وولاية خارسان بسبب الأيديولوجيات المتعارضة والطموحات فى التوسع الاقليمى)، وليشمل پاكستان "حليف الصين عدو الامريكان" (حيث تتمتع ولاية خراسان بعلاقات قوية مع الجماعات المتطرفة في پاكستان). وليمتد السوق ليشمل بعض مناطق من جنوب آسيا، مثل الهند (حيث الصراع بين ولاية خارسان وتنظيم القاعدة، وصل حتى انه لمواجهة التأثير المتزايد لولاية خراسان، ان أسس أيمن الظواهري فرعاً لـ«القاعدة» في الهند "القاعدة في شبه القارة الهندية"). ويمتد سوق الاضطرابات الى حدود إيران "اللى عليها الدور" (حيث كانت وولاية خراسان قد شنت هجوم على البرلمان الإيراني وضريح الخميني. ولها فرع خراسان إيران، والحركة الإسلامية لغرب أذربيجان) ليصل السوق الى الصين "العدو الاحدث والاقوى للامريكان" (وليقلقها تنامى الحركة الإسلامية لتركمانستان وحركة تركستان الإسلامية المعارضة الإيغورية، الجهادية الاسلامية الصينية التى تعمل على مشروع اختراق للصين "اسلامياً"). ويتسع السوق ليشمل روسيا "العدو التاريخى للامريكان" (حيث في آسيا الوسطى، الوحدات الطاجيكية والأوزبكية التي قاتلت مع تنظيم داعش في سوريا، وتقيم علاقات وثيقة مع ولاية خراسان، ومن بينها الحركة الإسلامية لأوزبكستان، وجماعة أنصار الله في طاجيكستان).
وبذلك ترتسم خريطة عبقرية مترامية الاطراف لسوق جديد للـ"الحرب على لارهاب" واعادة الاعمار ..

وتكون ولاية خارسان "تنظيم الدولة"، "فتيل الاشعال" لنشر الاضطرابات والفوضى والإرهاب .. خريطة استراتيجية "شيطانية" للخروج الأمريكى من أفغانستان، لصالح "مافيا" الحكام الحقيقيين لعالم اليوم، والذى يمثل الملياردارات الامريكان رأس الحربة فيه .. اباطرة الشركات الصناعية والمالية والتجارية والخدمية، العملاقة العابرة للحدود، التى تمثل عمليتى "الحرب على الارهاب"، عملية الحرب والتدمير، وعملية اعادة الاعمار، عمليتان لنفس الادارة لنفس الشركة، فى عالمنا المعاصر "الشركاتية".

عذراً لمن تمنوا هزيمة الامبراطورية الامريكية، وحولوا امانيهم الى عناصر تحليل واثبات!، وعذراً لمن ابتهجوا بنصرة المجاهديين الاسلاميين على الشيطان الاكبر!، ولا عزاء للطيبين.




المصادر:
(1) حرب الارهاب المخصخصة، بنيت كى لا تنتهى!
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=592744&r=0&fbclid=IwAR1p6iI3gi3QuOTPNrFFzu7t70FTlMCPFBD4I0pTj0UD4CK3F30k0d3yaZM
(2)غاندى
"يثير النزاع المسلح بين الامم الرعب فى نفوسنا، لكن الحرب الاقتصادية ليست افضل على الاطلاق من النزاع المسلح، الامر اشبه بعملية جراحية؛ فالحرب الاقتصادية عذاب استنزافى، لا تقل اضراره فظاعة عن تلك التى ترصد فى الثقافة الحربية بمعناها الحرفى، ونحن لا نكترث بشأن تلك الحروب اذ اننا الفنا عواقبها القاتلة .. من الصائب ان تنشأ حركات مناهضة للحرب، وانا اصلى لنجاح مثل تلك الحركات، لكنى لا استطيع ان اضع حداً للتخوف القارص من فشلها فى استئصال الطمع البشرى: اصل البلاء كله."
م. ك. غاندى، "اللاعنف: اقوى الاسلحة"، 1926.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد