الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع روتشايلد !

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2021 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


عن مقابلتي الأولى مع البارون داڤيد دو روتشايلد.

كنتُ فى لندن عندما إتصلت بي سكرتيرته. قالت لي : أنا سكرتيرة البارون داڤيد دو روتشايلد ، أكيد تعرفه. فقلت لها : أعرفُه بقدر ما تسمح لي الكتب الخمس التى قرأتُها عنه ! ضحكت ثم قالت لي : البارون يحبَ أن يكلمك. بعد ثانية كان معي الرجل الذى لا يستطيع أيّ ملك أو رئيس دولة ، بما فيها الدول ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن ! فهو لا يُقابل إلّا من يريد هو مقابلتهم لا من يريدون مقابلته. رحبَ بي البارون وقال لي : أعرفُ أنك فى لندن ، متى ستسمح ظروفُك بالحضور لپاريس لنشرب قهوة معاً ؟ أجبته : غداً لو تحب ! فقال : إتفقنا ! … أي قطار ستأخذ ؟ فقلت له : ما رأيك أن أكون فى مكتبك فى الثانية والنصف بعد الظهر ؟ ناسبه إقتراحي. فى اليوم التالي وعندما كانت الساعة 1 و خمسين دقيقة بعد الظهر وصلتُ لمكتبه. رغم أنني كنت مع سكرتيرته قبل الموعد بعشر دقائق ، فقد خرج لمقابلتي وصافحني ودعاني لدخول مكتبه.

بعد ربع ساعة من الحوار معه كنت قد تأكدتُ أنه أهم شخصية قابلتها ، رغم أنني قابلتُ مئات الشخصيات الدولية الإستثنائية.

عندما إقترح أن أُجربُ قهوته ، ظننتُ أنه سيطلبها من سكرتيرته. ولكنه بعد أن عرف أنني أشرب القهوة بدون سكر و بدون لبن ، وقف خلفي الرجل الأقوي و الأغني على سطح الكرة الأرضية ليعد القهوةَ بنفسِه.

عندما تحدثت معه عن الإخوة روتشايلد وإستقرارهم منذ سنة 1815 فى خمس عواصم أوروبية ، رأيتُ علامات السرور على وجهه بأن مصرياً طالع جل ما كُتِبَ عما حدث فى أوروبا مباشرةً عقب نفي ناپليون بونابرت ومن أهمه ميلاد الإمبراطورية الأقوي من كل القوى العظمي وأعني إمبراطورية آل روتشايلد.

ولما ذكرتُ أنا إسم شركة شل للبترول (والتى كنتُ أنا رئيسها لعشر سنوات) والتى ظلت أكبر مؤسسة إقتصادية أوروبية لأكثر من قرنٍ ، إبتسم ، فقلت له : أكيد أنني أعرف أن فرع عائلتك فى بريطانيا كان هو المؤسس الحقيقي لامبراطورية شل !

وعندما تطرق الحديث لإسرائيل (ومؤسسها الحقيقي هو كبير فرع عائلة روتشايلد البريطاني) إكتشفنا تطابق رأيينا بخصوص عددٍ كبيرٍ من شخصياتها.

إستمر اللقاءُ لأكثر قليلاً من ساعتين.

وأثناء مغادرتي مكتبه وقف أمام باب غرفة وقال لي : هذا مكتب إدارة أعمالنا فى ألمانيا. ومدير هذا المكتب هو شرودر Gerhard Schröder
الذى كان على رأس حكومة ألمانيا !
ثم قام روتشايلد بفتح الباب فوجدتُ أمامي الرجلَ الذى حكمَ ألمانيا من سنة 1998 لسنة 2005 ! فقلتُ لنفسي : عندما يكون بما يُقال عن نفوذه فليس بمستغربٍ أن يكون أحد العشرين مدير إدارة بمكتبه هو رئيس ألمانيا السابق !

وقبيل توديعه لي قال لي : أعرف أنك تعرف صديقي عليّ السمّان ، فهل قابلته مؤخراً. فقلتُ له : عليّ السمّان وأنا نتواصل بإستمرار وبعد يومين سألتقي به فى لندن … ثم ذكرتُ له أنني أعرفُ أن عليّ السمّان هو من عرفه (أي روتشايلد) برئيس مِصْرَ السابق أنور السادات وأن السمّان رافق روتشايلد فى زيارته لمصرَ والتى تضمنت عشاءً بمنزل السادات بالجيزة.

وفى رحلةِ العودةِ يومها من پاريس للندن ، دونتُ كلَ الحديثِ الذى دار بين داڤيد دو روتشايلد وبيني فى هذا اللقاء الأول بيننا فى سنة 2010 والذى تلته لقاءات أخرى فى فرنسا وأسبانيا.

وفى لقاءٍ بروتشايلد فى سنة 2012 فى مدريد ، تزامن وصولي لمكان اللقاء مع مغادرة الفلسطيني المعروف محمد دحلان لبيت روتشايلد !!!!!

وهناك عشرات "المشوقات" مثل وجود محمد دحلان عند البارون داڤيد دو روتشايلد ! والكثير عن عليّ السمّان الذى عرَّف السادات بأهم أكبر الشخصيات اليهودية فى العالم وفى مقدمتهم البارون محور هذا الحديث !

ط.ح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية