الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مؤتمر بغداد خطوة نحو التضامن العربي
آزاد أحمد علي
2021 / 8 / 30مواضيع وابحاث سياسية
حرك مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الاقليمية والذي عقد يوم السبت المصادف 28/8/2021 المياه السياسية الراكدة، خاصة في مجال العلاقات بين دول الجوار العراقي، جاءت أهمية المؤتمر أيضا من الحضور الواسع والمؤثر. فقد حضره إضافة لدول الجوار كل من مصر وفرنسا على مستوى الرؤساء، فقد حضر كل الرئيسين عبد الفتاح السيسي وأمانويل ماكرون، وبحضور ملك الأردن عبد الله الثاني، وكذلك أمير قطر تميم بن حمد، و مثل الإمارات العربية المتحدة نائب رئيس الدولة، وكان لحضور الكويت ممثلا برئيس الوزراء الشيخ خالد الصباح مغزى كبير. لذلك يمكن التذكير بأن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يعد أول مؤتمر على هذا المستوى العربي والإقليمي يعقد منذ سنوات عديدة، وهو عمليا مؤتمر عربي – فرنسي مصغر لدعم العراق بحضور تركيا وايران. وما أضفى أهمية على عقد المؤتمر هو توقيته الذي واكب عملية الانسحاب الأمريكي المدوية من أفغانستان وانعكاس ذلك بشكل مباشر وحاد على مستقبل العراق والشرق الأوسط من الناحيتين العملية والمعنوية. وبذلك جاء التوقيت ليوحي بعملية دعم ومساندة معنوية للعراق، بالتالي لبقاء العملية السياسة ولنظام الحكم الفدرالي الانتخابي فيها.
بالنسبة للمراقب والدراس للاستراتيجيات السياسية فان الحضور الفرنسي الذي ارتقى الى مستوى الرعاية، غطى قليلا على الغياب الأمريكي من جهة، وفضحت في الوقت نفسه السياسة الأمريكية التي تفتقر الى استراتيجيات الحوار وبناء الشراكات على المستوى الإقليمي والعالمي.
انصبت جميع الكلمات الافتتاحية لرؤساء الوفود على ضرورة التعاون مع العراق لخروجه من الأزمة السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية. ومن الكلمات الأكثر تأثيرا وقوة كانت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث برزت أهميتها في تركيزها الصريح على التبادل الاقتصادي بين العراق ومصر ودول الجوار العربي، وعلى ضرورة إعادة بناء البنية التحتية والإنتاجية في العراق، ودعوته المباشرة والوجدانية للعراقيين بأن ينخرطوا هم أيضا في عملية الإعمار، كما كانت كلمة وزير خارجية المملكة العربية السعودية تأكيدا آخر في هذا الاتجاه، إذ بين بأنه قد تم تأسيس صندوق تنمية مشترك بين السعودية والعراق بمبلغ 3 ثلاثة مليار دولار لما فيه منفعة البلدين، وكذلك أشار الى أهمية فتح بوابة عرعر الحدودية بين السعودية والعراق، وتوفير مساحة مليون ونصف مليون متر مربع فيها لتخديم النشاطات التجارية وتسهيل العبور البري للبضائع بين البلدين.
وعلى الرغم من كلمة وزير خارجية تركيا شاويش اوغلو التي بدت هي الوحيدة النشار والتي خرجت لغتها ونبرتها عن مناخ المؤتمري التصالحي – الدبلوماسي، فقد كانت محملة بخطاب التهديد والوعيد باجتياح العراق بصيغة أو أخرى.
وفي قراءة أولية لدلالة عقد هذا المؤتمر وبصرف النظر عن مخرجاته وقراراته التي لم يحن الوقت لتقييمها، فان المؤتمر أرسل رسائل واضحة في اتجاه دعم ومساندة سيادة العراق ومستقبله، ويمكن تلخيصها في النقاط الأبرز التالية:
?) عودة نهج وخطاب الواقعية السياسية في المنطقة، والتي تعتمد مبادئ التعاون، والاعتراف المتبادل وتجنب الصراعات السياسية والعسكرية الحادة.
?) تصاعد الحضور السياسي الفرنسي وبالتالي الأوربي في مقاربة المسائل السياسية العالقة في الشرق الأوسط، بعد أن باتت الولايات المتحدة الأمريكية تبدي رغبتها في الانسحاب من المشهد الشرق أوسطي.
?) أثبت المؤتمر بأن أمريكا حاضرة في بغداد عسكريا وأمنيا لكنها غائبة سياسيا.
?) دعم عربي وفرنسي صريح للعملية السياسية الجارية في العراق، وبالتالي مباركة مسبقة بالتوجه نحو اجراء الانتخابات البرلمانية، وحث الأطراف المترددة في المشاركة فيها.
?) شكل المؤتمر بداية لترسيخ علاقات الدول العربية الفاعلة والجارة على المستويات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع العراق.
?) يعد هذا المؤتمر خطوة مشجعة للعودة الى نهج بناء الثقة وإحياء الحد الأدنى من التضامن العربي، الذي أضر غيابه كثيرا بالعراق وبعموم شعوب المنطقة.
?) شكل المؤتمر محطة للإعلان عن دعم أوربي وعربي لسيادة العراق، خاصة في وجه التدخلات العسكرية والسياسية التركية والإيرانية، وان عبرت عن هذه الجزئية بلغة دبلوماسية في حضور وزيري خارجية الدولتين الجارتين للعراق.
?) شكل عقد المؤتمر نجاحا للدبلوماسية العراقية و لحكومة الكاظمي، التي لم يخفي المشاركون من إظهار ميلهم ودعمهم لها، خاصة في الجانب الأمني. وهذا قد يفسر مباركة لشخص الكاظمي وسياساته المرنة والمتوازنة
أخير يظل درجة نجاح هذا المؤتمر في بغداد العاصمة مرهونا بمستوى ونوعية قراراته ومخرجاته، فضلا عن الآلية التي ستتبع لتنفيذها على ارض الواقع. وقبل كل هذا سيظل نجاحه مرتبطا عضويا بمدى قدرة صانعي القرار في العراق ودول الجوار أن يعيدوا صياغة واقعية سياسية جديدة، واقعية سياسية مستخلصة من مرارة السنوات الأربعين المؤلمة التي مرت على العراق والمنطقة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله