الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنبيه مسرحي

سامي عبد الحميد

2021 / 9 / 2
الادب والفن


من خلال مشاهدتي للعديد من العروض المسرحية التي تقام في المسرح الوطني من قبل بعض المجموعات المسرحية يخرجها مخرجون جدد لاحظت أن بعضاً من تلك العروض تشوبها العيوب التقنية وأن بعض المسرحيين يقعون في أخطاء تخص التقاليد المسرحية ورأيت من واجبي أن أنبه أولئك العاملين في المسرح كي لا يكررونها.
أول الأخطاء الفنية يخص الأضاءة المسرحية إذ لاحظت أن مصممي الأضاءة لبعض العروض يتبعون القاعدة الخطأ ألا وهي الإظلام حيث لا يرى المتفرجون وجوه الممثلين وأجسادهم وتعبيراتهم أما توضيح تلك التعبيرات فهو الاستثناء لديهم. كما أن بعض مصممي الاضاءة يستخدمون ألوان الاضاءة للتزيين وليس للدلالة وقد يغرقون المشاهد المسرحية بتلك الألوان. وهناك خطأ آخر في توزيع الاضاءة وتوجيهها حين تكون إضاءة المناظر أقوى من إضاءة الممثلين والمفروض أن يحدث العكس تماماً.
ثاني الأخطاء الفنية يخص المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية عندما نسمعها من مكبرات الصوت الأمامية الموجودة في صالة المتفرجين والصحيح أن تصدر من أعماق المسرح حيث أن مكبرات الصوت الأمامية تستخدم للحفلات الغنائية وللخطابة.
ومن العيوب التي تخص العلاقات بين الشخصيات المسرحية لاحظنا أن بعض المخرجين يوجهون الممثلين لأن يلقوا حواراتهم بأتجاه الجمهور وليس باتجاه بعضهم البعض ، ومثل هذه التقنية تعيدنا إلى ظواهر التمثيل المسرحي القديم عندما كان الممثلون يوجهون خطابهم مباشرة إلى الجمهور.
من الأخطاء الشائعة في مسرحنا هذه الأيام أن يتأخر الممثلون في إداء تحية الجمهور ولا يظهرون للجمهور إلا بعد مرور دقائق على إسدال الستارة على العرض المسرحي والمفروض أن يخرجوا للتحية حال إسدال الستارة وإطفاء اضاءة المسرح وفتح إضاءة صالة المتفرجين وقبل أن ينتهي تصفيق الجمهور، والغريب في هذه الظاهرة هو أن يقوم الممثلون بالتصفيق للجمهور حال انتهاء العرض وكأنهم يصفقون لأنفسهم، والمفروض أن لا يصفق الممثلون للجمهور إلا بعد أن يطول تصفيق الجمهور إعجاباً بالعرض وبإبداع الممثلين والمخرج، والمفروض أيضاً أن المخرج والمؤلف لا يخرجان لتحية الجمهور إلا ليلة افتتاح العرض المسرحي فقط.
مثل هذه الملاحظات وإن كانت غير ذات قيمة كبيرة إلا أنها في الواقع تكسر عدداً من التقاليد المسرحية والتي توجب احترام العاملين في العروض المسرحية وإبداعهم من غير استجداء التصفيق . وهنا أتذكر ليلة ان شاهدت في مسرح (المالي) في موسكو مسرحية (القيصر فيدور) وكيف أستقبل العرض بحفاوة وحماس من قبل الجمهور الحاضر وكان الممثل الروسي الكبير (سموكتنوفسكي) يمثل الدور الرئيس في المسرحية حيث دام التصفيق أكثر من عشر دقائق وتم رمي مئات الزهور على خشبة المسرح تقديراً لإبداع العاملين في ذلك العرض الكلاسيكي المبهر، وأذكر أن الممثلين لم يصفقوا للجمهور أبداً ليس من باب عدم التقدير ولكن من باب الأعتراف بالجهد الابداعي الكبير الذي بذل في ذلك العرض الشيّق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة