الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس السيسي … فارسُ التنوير الجسور

فاطمة ناعوت

2021 / 9 / 1
حقوق الانسان


لا نكادُ نصدِّقُ أن الَله تعالى قد منَّ علينا برئيس جسور لا يهابُ صياحَ الحناجر التي ترفضُ الحقَّ والتنويرَ وحفظ حقوق المواطنة واحترام القيم الأخلاقية الرفيعة في المجتمع، فيقوم في لحظة بفتح ملفات "المسكوت عنه" في قضايا تهذيب وتشذيب وشحذ الوعي، لكي تصيرَ العقليةُ المصرية عقليةً مفكرة ناقدة، لا عقلية تابعة ناقلة مشحونة بالعنصرية والطائفية العمياء التي تُقوّض أركانَ المجتمع وتهدمُ أولًا بأول كلَّ محاولات التنمية والبناء. منذ أيامه الأولى في حكم مصر، نجح الرئيس/ "عبد الفتاح السيسي" في إرساء أعمدة التنوير التي كافح التنويريون من أجلها عقودًا طوالا، دون جدوى، وذهبت جهودهم هباءً لأن الإرادات السياسية السابقة لم تدعمها، إن لم تنافحها وتئدها في مهدها. بعد قليل من تنصيبه رئيسًا للجمهورية، دخل الرئيسُ السيسي الكاتدرائية، لكي يهنئ أشقاءنا أقباط مصر المسيحيين بعيدهم يوم 6 يناير 2015، وصارت سُنّة محمودة ألزم نفسَه بها طوال السنوات التالية، ونهجًا طيبًا يسيرُ عليها جميعُ من يتوالى على مصر من حكام في مقبل العصور. لم تكن تلك الزيارةُ مجرد "تهنئة" لفصيل كبير من أبناء شعبه وحسب، بل كانت "رسالة" حاسمة ونهائية تُعلن منذ اليوم الأول في عهد الرئيس السيسي أن "مصر دولةٌ مدنيةٌ" تقفُ على مسافة متساوية من العقائد، شأنَ الدول المتحضرة التي أكملت نهضتَها لأنها أكملت مشوار تنويرها. النهوضُ والتنويرُ صُنوان لا ينفصلان. الدولُ الظلامية العنصرية مستحيلٌ أن يُكتَب لها النهوض. ذلك هو قانونُ الحياة الذي لا استثناء له. ولم يكتفِ الرئيسُ السيسي بذلك، بل نكأ المشكلةَ في جوهرها وأخذ خطواتٍ جسورة في إصلاح مناهج التعليم؛ لأنه يعلمُ تمام العلم أن العمل على بناء الشخصية السوية يبدأ على مقاعد المدرسة الأولى. في مناهج التعليم الابتدائي، أمر السيسي بنزع جميع ملامح العنف والعنصرية والطائفية والبغضاء والتنمّر وعدم الانتماء للهوية المصرية الخالدة، وضخ بدلا من كل ما سبق قيمَ الأخلاق والمحبة واحترام الآخر والاعتزاز بهويتنا العريقة، ونَثَر في جنبات المناهج الأوليّة قبساتٍ مشرقاتٍ من علم المصريات وقانون "ماعت" الذي تُقرّه في مناهج تعليم أبنائها جميعُ دول العالم الأول التي قطعت شوطًا واسعًا في مضمار النهوض والريادة والتقدم. في جميع دول العالم المتحضرة قسمٌ خاص لتعليم "علم المصريات"؛ لأن مصرَ شيدت حضارتها الاستثنائية قبل بدء ساعة التاريخ. فكيف لا يَدرُسُ العالمُ أبجدياتِ تشييد الحضارات؟! وكيف يسبقُنا العالمُ في دراسة علم سلفنا المصري الفذّ؛ بدلا من أن نُصدّره نحن للعالم؟! الآن نصحِّحُ المسارَ. وفي عام 2030 سوف نجني ثمارَ البذرة الطيبة التي غرسها الرئيس السيسي قبل سنوات، حين نقفُ أمام طالبٍ مصريٍّ مثقف مستنير، يجري اليومَ نسجُ قوامه في المدارس على نَول العلم والنور والثقافة والأخلاق الطيبة. تلك معجزةٌ حقيقية قام بها الرئيسُ السيسي في مجال "جودة المواطن المصري"، و"جودة الطفل المصري"، بل تجاوز ذلك بالعمل على جودة الطفل المصري "قبل مولده"، في مبادرة الكشف المبكر على الراغبات في الإنجاب حتى نضمن بإذن الله أن القادمَ طيبٌ جيّد.
لم تصل أحلامي قطّ بمعاصرة رئيس جسور يُقرّر بحسم وجرأة تصويبَ خطاب الطائفية والكراهية والإقصاء، ذاك الذي ظلَّ ينخرُ في أحشاء مصرَ ويتغذى من دمائنا ولحمنا وعظامنا منذ سبعينيات القرن الماضي؛ حتى صار غولاً أعمى يلتهمُ كلّ محاولات النهوض والإصلاح والتنوير وإرساء أسس المواطنة العادلة القويمة. ما يفعلُه الرئيسُ السيسي الآن يفوقُ بمراحل أقصى أحلام الحالمين. فهو لا يعيدُ إعمارَ مصرَ، التي تسلّمها كسيفةً منهارة مُقوّضة الأركان تئنُّ تحت معاول الإرهاب وعجز الموازنة وانهيار الصحة والتعليم وضياع هيبة مصر في عيون العالم، ليُعدِّل جميعَ ما سبق إلى الازدهار والعلوّ، بل كذلك، وهذا هو الأخطرُ والأصعب، يُعيدُ إعمار "الشخصية المصرية" التي بكل أسفٍ فقدت مع السنوات جمالَها ووهجها ونشاطها واستنارتها. ما يفعله الرئيسُ اليوم هو لونٌ من الحرث الشاقّ العميق في تربة كلسية قاسية تراكمت عليها الأملاحُ والرواسبُ وطبقات الجير الحارقة، لكي يُنبِت فيها زهورًا مشرقة سنشهدُ إشراقَها خلال السنوات القليلة المقبلة بإذن الله تعالى. دعو الرئيس يُكمل مشوارَ بناء الشخصية المصرية الجديدة، المواكب والمحاذي لبناء الجمهورية المصرية الجديدة. لأن كليهما يشدُّ أزرَ الآخر ويسنده. وليس علينا إلا مساعدته في بناء هذين الصرحين الشاهقين بالعمل الجاد وإعمال العقل وتنقية ضمائرنا من الشوائب والأدران التي علقت بأرواحنا على يد أعداء مصر وأعداء الدين. حفظ اللهُ مصرَ وحفظ رئيسَها العظيم. “الدينُ لله والوطنُ لمن يُنير دروبَ بالوطن"

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس لي إلا أن أشفق
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 9 / 1 - 14:29 )
ليس لي إلا أن أشفق على من يعدون في عداد المثقفين وتصل بهم الحال الى القيام بدور مناهض لدور المثقف في حفز الوعي وتحصين متلقيهم من خطر الأندماج بقطيع المطبلين.


2 - يكاد الحزن يأكلني و أنا أسمع كل هذا الكلام الأجوف
حسين علوان حسين ( 2021 / 9 / 1 - 20:54 )
يحز في النفس أن أجد من يطبل للدكتاتوريين . أهم ما يميز المثقف الحقيقي هو مناهضة الظلم في بلده قبل كل العالم .


3 - ثرثرة
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 9 / 1 - 21:23 )
الأمر المؤكد ان قدرات الناس الذهنية، وتركيبتهم النفسية وقدراتهم الجسدية وحتى ميولهم العاطفية متباينة، وأنهم ليسوا متساوون. والمؤكد أيضا ان العوامل الوراثية والاختلافات الجينية تلعب أدوارا أساسية في بناء شخصية الفرد، لكنها تتأثر بالبيئة الأسرية والبيئة الإجتماعية - الإقتصادية، فالفرد فاعل في المجتمع ومؤثر فيه ومتأثر به بدرجات متباينة تبعا لجوهر شخصيته التي شكلتها العوامل الوراثية، جينيا وثقافيا والعوامل الإجتماعية - الإقتصادية.
ينبغي النظر للفرد نظرة ديالكتيكية، ليس بكونه شخصية صلدة شكلها مكونه الجيني الوراثي، وكذلك ليس كشخصية هلامية يمكن إعادة تشكيلها وبرمجتها.
وعلى هذا يمكن اعتبار المصطلح الفخم (( بناء الأنسان )) نوعا من الثرثرة.


4 - المشكله معقده
على سالم ( 2021 / 9 / 1 - 21:52 )
لاشك ان نسبه كبيره جدا من المتعلمين والمثقفين فى مصر يعانوا كثيرا من عمى الالوان والنفاق المجتمعى الرخيص والتفاهه , تجدهم ايضا يجيدوا فن التطبيل والتهليل والرقص لشخص جاهل وامى لايعرف يكون جمله من خمس كلمات ؟ هذه بدون شك كارثه تضرب الشعب المصرى فى العمق وتجعله فاقد البوصله متخبط ولايعرف الصح من الخطأ


5 - الاستاذه فاظمه ناعوت الصوت التنويري الاصدق والاجدى
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 9 / 1 - 23:33 )
في ظروف مصر المؤلمه التي علينا اصلاحها وتحسينها بما نمتلك من ظروف وامكانيات-اود ان اذكر الساده المعلقين الظالمين التائهين في سوق المزايداتبامرين 1 اليس جميع ما اشارت اليه استاذتنا الفاضله فاطمه من سلبيات هيمنة الخرافه والتخلف والطائفية الخ الخ تشخيصا صائبا ومع هذا التشخيص الرائع الم يكن ذكرها لبعض المعالجات الذرورية للحالة الراهنه المصريه وعلى الخصوص الدولة المدنية الخ الخ امورا صائبه وحقيقية-اما ان الاستاذة الكريمه التنويرية المصرية العظمى في زماننا كتبت بعض الكلمات الطيبه بحق الرئيس المصري الحالي-فهل هي هذه القضيه الاساسية -ان هذا يذكرني بنا نحن التنويريين العراقيين في اربعينات القرن الماضي وانا احمل لافته مكتوب عليها لاتستعبدوا الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار وبجنبها ذكرنا اسم عمر ابن الخطاب ووضعنا هذه اللافته في بالقونة المعتمد الديني في العمارة الشيخ ربما اية الله الانصاري-في حين كنا نعلم لا وجود لشخص اسمه عمر ولا خلافة راشديه ولا حتى محمد نبيه -كما اليوم بوضوح اشد يعلمنا علم التاريخ الصحيح-لقد كان غرضنا اعلام الناس عن رفضنا للعبودية -ثم من المعلقين موجود داخل مصر ويتكلم هكذا


6 - مابين الدول المختلفة - 1
هانى شاكر ( 2021 / 9 / 3 - 00:38 )

مابين الدول المختلفة
________

الدول انواع و اشكال

1 - الدولة الدينية : محكومة بالشريعة ، و الفقه - الذى هو اجتهاد الفقهاء و العلماء - لتفسير الشريعة .. ثم السلطان و القوانين ، و اخيرا القضاه

في تلك الدول يجوز مثلا : قتل فرج فودة و القاء طبيبة من بلكونة الدور التاسع ، و زواج القاصرات لموسم السياحة لكحاكيح الخليج مقابل 500 دولار وارسال الاقباط علنا الى النار اسبوعيا علي فم شيخ ازهرى وقور ... اقول مثلا و ليس حصرا

2 - الدولة المدنية : محكومة بدستور واليات تشريعية و محاكم حديثة و منظمات مجتمع مدني قوية و اليات محاسبية و رقابية ... و الكل يعمل معا لرفع شأن الامة و المحافظة علي ارواح و ممتلكات و كرامة المواطنين سواسية

في تلك الدول يجوز مثلا : قبول المواطنين فى كافة مؤسسات الدولة التعليمية و العلاجية ... الوظائف العامة ... و السفر و الانتقال بحرية ... و تكاتف الدولة للثأر لضحايا الارهاب كما في حالة الأنتقام لشهداء المصريين في ليبيا ... وتخلو الدولة المدنية من عوار الوظائف الكرتونية - كوزارة المراجيح مثلا - التى تُسند الى المغضوب عليهم و الضالين

...


7 - مابين الدول المختلفة - 2
هانى شاكر ( 2021 / 9 / 3 - 00:39 )

مابين الدول المختلفة
________


3 - الدولة الفاشلة : يسود فيها الفساد و انعدام الامن و الأمان ، و تهبط قيمة المواطن فيها الي ثمن طلقة او ساطور و خزينة تلك الدولة مفلسة فعليا و مُثقلة بالديون

في تلك الدول يجوز مثلا : فصل رأس امرأة عن جسدها بيد ذويها دون مراجعة او عقاب لمجرد شُبهه، و تترعرع فيها تجارات المخدرات و الدعارة و السلاح و مركبات التوكتوك ... و تُقلع من شواطئها قوارب الموت مُحملة بالنساء و الأطفال املا في اللجوء و غير عابئين بالموت غرقا

لحسن الحظ ... مصرنا العزيزة لا تنتمى لاي من هذه التصنيفات .. فلا هى دولة دينية صِرف ... ولا مدنية صٍرف ... ولا - بعد الشر - فاشلة

مصر دولة مُتشَعبطة .... تُمسك بتلابيب الانواع الثلاث

....


8 - دولة العسكرتاريا الفاشلة المدمرة للشعب
حسين علوان حسين ( 2021 / 9 / 3 - 19:34 )
الصحيح و الواقع هو أن نظام السيسي هو نظام دكتاتوري مهمتة البقاء في الحكم و توارثه أطول مدة بإبادة المعارضة السياسية و الاجتماعية من كل نوع منهجيا و بكل السبل الخسيسة التي اندثرت من زمان. هذه الأنظمة فاشلة و فاسدة للنخاع و هي حتما تدمر شعبها بتسليط الاوليغارشية عليه و منع الشعب من تفرير مصيره بنفسه . هذا السايس لا يستحي من بيع ارض مصر لمن يدفع اكثر كما لوكانت ارض مصر الكنانة ملكا لابيه و امه .
في البلدان المتحضرة مثل هذا السايس لا يأتمنوه حتى على بصلة خايسة .

اخر الافلام

.. إسرائيل مستاءة من تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن الأونروا


.. الأمم المتحدة ومجلس أوروبا يدعوان بريطانيا للعودة عن قرار تر




.. بدء ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا ينتظر مصادقة الملك


.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى




.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم