الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية والاستفادة من التجارب الدولية

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يميل معظم المتداخلين إلى التركيز على الخصوصية الفلسطينية، وكأن الاستفادة من التجارب الأخرى غير ممكنة أو محدودة الفائدة، في رايي أن الخصوصية يجب أن تستند إلى طابع الصراع الذي يخوضه شعبنا والمرحلة التي نعيشها وهي مرحلة تحرر وطني وليست بالطبع مرحلة تقاسم النفوذ والامتيازات والحصص في سلطة خاضعة للاحتلال، قانون التحرر الوطني يؤكد استحالة الانتصار دون وحدة وطنية، وهو يفرض وحدة جميع قوى الشعب مهما كانت الخلافات السياسية والايديولوجية في صفوفها، في إطار جبهة وطنية متحدة تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية بتكوينها الائتلافي الذي يتسع لكل فلسطيني، إطار يعمل في المساحات المشتركة وهي واسعة وكبيرة بين قوى الشعب، ويدير الخلاف في قضايا التباين على أسس ديمقراطية، على الرغم من هذه الخصوصية يجب الاستفادة من التجارب الأخرى حيث ثمة الكثير مما يمكن الاستفادة منه ومن ضمن ذلك:
- المصالحة ليست إجراء عابرا أو اتفاقا سياسيا عارضا يعالج النتائج دون الأسباب، فهي يجب أن تركز على إزالة عوامل التوتر والتأزيم والاحتقان ومعالجتها، وهي تشمل الماضي والمقدمات التي قادتنا إلى الانقسام، وليس الوضع الراهن فقط.
- في أي مصالحة يجب إنصاف الضحايا وعائلاتهم وإعادة الاعتبار لكل من ظلمه الانقسام من قتلى وجرحى ومضطهدين على خلفية الانقسام كمن فقدوا وظائفهم وأرزاقهم ومن تعرضوا للاعتقال والتعذيب.
- تأكيد مبدأ عدم الإفلات من العقاب: توجد مسؤوليات فردية وليست جماعية فقط عن الجرائم والتجاوزات، لا يعني هذا المبدأ أن الاقتصاص من مرتكبي الجرائم هو غاية بحد ذاتها، وإنما توخي العدالة، ويمكن أن تكون القرارات والتوصيات مناسبة للمرحلة وضمن روحية المصالحة، كتحميل المسؤولية الأدبية والأخلاقية، والتوصية بعدم تولي مرتكبي الجرائم مسؤوليات عامة.
حول الاستجابة المجتمعية للمصالحة

كثير من الأحاديث عن المصالحة المجتمعية تختزلها في إجراءات المصالحة ودفع الديّات، وما يشبه الصلح العشائري ومنطق الصفح وتقبيل اللحى و"عفا الله عما سلف"، هذا مهم ولكن الأهم معالجة الأسباب العميقة. العنف الداخلي لم ينفجر فجأة بقرار من جهة ما، بل هو عميق وكان يتغذى يوميا على أشكال من التحريض والتجييش، ونفي الآخر وتكفيره وتخوينه، وسيادة منطق الاستئثار والهيمنة والإقصاء، ما رأيناه من اقتتال كان نتيجة منطقية لسنوات طويلة من الشحن والتعبئة، كان، في جانب منه، ردا على ممارسات وتجاوزات وانتهاكات، وفي جانب آخر نتاج رؤية متكاملة تبرر العنف، العنف الداخلي هو وليد رؤية ترى أن التناقض الأهم هو مع الآخر الوطني وليس مع العدو الصهيوني، وأن تطهير المجتمع من هذا الآخر المختلف يتقدم على الصراع مع الاحتلال، وربما يروّج البعض لأوهام أن التخلص من الخصم الوطني هو شرط لمواجهة الاحتلال.
حتى يكون فصل الانقسام فصلا أخيرا ولا يتجدد في المستقبل باشكال أكثر كارثية، علينا أن ننتزع جذوره من اساسها، وأن نمنع نموها وترعرعها في مجتمعنا، علينا أن نكرس قيم المواطنة والشراكة، والتعددية وقبول الآخر، علينا أن ننظر للتعددية باعتبارها عنصر قوة وإثراء لمجتمعنا، وأن ننبذ خطابات التحريض والتخوين والتكفير والكراهية، وأن نعتمد لغة الحوار في حل مشاكلنا، وأن نوسّع من مساحات العمل المشترك، وأن نعتمد خطابا سياسيا وإعلاميا يتناسب مع مبدأ قبول الآخر والتعامل معه كشريك، علينا أن نعيد صياغة المناهج التربوية والتعليمية بما ينسجم مع ذلك.
( نص مداخلتين خلال مؤتمر دراسي متخصص لموضوع المصالحة الفلسطينية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوحدة بارادة امريكية
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 9 / 2 - 10:40 )
الموضوع ليس مصالحة ببساطة لانه ما فيش حد مخاصم الثاني
انما ما يحصل هو القيمة الفعلية في السوق بتاع بيع المواقف والاصطفافات السياسية وطبيعة المواد المعروضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع وكانها بضاعة (دايت) قبل ان يخترع هذا النظام الاستهلاكي الاخرون
قطر هي البديل المالي لصرف الخارجية الامريكية على مشغلي عملياتها والذين اوقعوها بالحرج ايام ايران جيت حيث حرم الكونجرس الامريكي التدخل المالي في شؤون الاخرين وتمويل الانظمة الدكتاتورية واسقاط المعارضة علنا
اكثر من 20 سنة تدخل واجرام امريكي وسجون سرية تقمع القامات التقدمية في العالم وخاصة الشرق الاوسط عن طريق دول تسمى مستقلة لتمرير المجهودات الامريكية والامبريالية باسم التعاون الدولي وتلك الدويلات الصغيرة ما هي الا بروكرات مالية لصالح السي اي ايه
الخلاصة فان الامريكي ما زال حاضرا وبقوة افساده على شعوب الارض بيافطات وواجهات مختلفة
ولكن المخرب والمفسد هو امريكي وباعتراف وكلاء امريكا حين يغضبون منها
المال القطري هو شيكات مضتها امريكا لكي تصرف ومثلها كثير والهدف منها تمويه شخصية المانح الاساسي فلما لا تكون ارادة امريكية بالوحدة
انسى يا بابا؟

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي