الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الأيديولوجية القديمة

ناهد بدوي

2006 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


التواطؤ العالمي الحاصل منذ بدأت الهجمات الوحشية على لبنان يذكر بالتواطؤ العالمي الذي حصل في عام 48 لزرع هذا الداء المسمى بالدولة الصهيونية في جسم منطقتنا. والايدولوجيا التي ترافقت معها. حيث كان العالم يصفق لبناء دولة حضارية في وسط الهمج.
عادت هذه الأيدلوجية في القرن الواحد والعشرين، ولكن هذه المرة بطبعة أمريكية، حيث جاءت الولايات المتحدة شخصيا إلى الشرق الأوسط لكي تحمل الديمقراطية والحضارة إلى سكان هذه المنطقة الهمج.
وقد حرصت وسائل الإعلام الأمريكية على نقل الصور التي تظهر إنسان هذه المنطقة وهو يحمل سكيناً ويقطع رؤوس الصحفيين والرهائن.
اذن تلاقت المعركة ضد الإرهاب، والإرهاب طبعا خرج من منطقتنا، مع الدعاية الصهيونية التي تقول أنها واحة الحضارة والإنسانية في وسط الإرهابيين. واستثمر خوف الشعوب الغربية من الإرهاب للنهاية في تبرير حرب اسرائيل الوحشية. فهي لا تقاتل شعوب المنطقة بل تقاتل حماس "الارهابية" في فلسطين وحزب الله "الارهابي" في لبنان. وبذلك تكون جزءاً من الحرب المقدسة على الارهاب فتختفي وراء ذلك طبيعتها العنصرية ومشروعها الاستعماري.
في مقالة لمحمد علي الأتاسي يقول "إن وجود لبنان متقدم ومزدهر ( ولو مسالم) يشكل في حد ذاته نفياً لأحد دعائم الإيديولوجية التي تقوم عليها الدولة العبرية. فهذه الدولة قامت منذ البداية على فكرة كاذبة مفادها أنها جزيرة للحضارة والتقدم في بحر من التخلف والهمجية. وقد جهدت هذه الدولة بقوة الحديد والنار، وعلى مدى نصف قرن، من أجل أن يشبه العرب الصورة الكاذبة التي رسمتها لهم".
حقا، إن وجود لبنان متقدم ومزدهر وسوريا مدنية وديمقراطية و عراق قوي ومتطور علميا، كل ذلك تعتبر مهددات وجودية للمشروع الصهيوني. لأنه يعتمد على مفهوم التفوق العنصري وهذا يتطلب دائما تدمير كل مقومات الحضارة وتقوية كل مقومات الهجمية في المنطقة. وهذا مايحصل الآن بقصف لبنان وتدمير بنيته التحتية، مثلما دُمرت من قبل البنية التحتية للسلطة الفلسطينية في العام 2000 لأنها كانت قد بدأت بالظهور ككيان مدني حديث على خاصرتها، رغم كل ملاحظاتنا عليها آنذاك. وكذلك إصرارها على الحفاظ على الدكتاتوريات في سورية ومصر ومساهمتها مع راعيتها الولايات المتحدة في تدمير أي احتمال لقيام عراق موحد مدني حديث.
ان حربا مستمرة ستون سنه تقريبا لايمكن إلا أن تكون دليلا على عجز هذا الكيان المزروع في المنطقة عن الحياة والتعايش. مثلما يدل على خطل الأيدلوجية التي تأسست هذه الدولة عليها، وشن الحروب تحت ذرائع شتى لايمكن أن يخفي هذه الحقيقة. وقد تنوعت وتلونت أسماء وسمات المقاومة التي تتالت في مواجهة هذا المشروع الاستيطاني عبر هذه السنين، وسواء كان اسم المقاومة منظمة التحرير الفلسطينية أم المقاومة اللبنانية أم حزب الله فإن مشروعية المقاومة كانت تأتي دائما من غياب مشروعية الكيان الصهيوني كفكرة وايديولوجية ووجود.
ورغم أني أكره الفكر التآمري الواضح فقد تناوبني الشك حول القصة الغبية التي سمعناها عن إفشال العملية الإرهابية الأخيرة في لندن بدون أي دلائل. لأنها تأتي في سياق تبرير هذه الحرب الوحشية على لبنان وإضفاء شرعية ما على فعل غير مشروع.
يتكرر في بلادنا منذ ستين سنة تقريباً مصطلح "صراع وجود" في وصف صراعنا مع المشروع الصهيوني لكنه لم يكن يوماً واضحاً وصريحاً كما هو اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ