الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أستراليا بلد المنفيين والمهاجرين يبنون العوازل لهزيمة -الطاعون- المستجد

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2021 / 9 / 3
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


-----
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت جون موريسون عن الإغلاق العام. وبالإضافة إلى ذلك لن يكون من الممكن الآن دخول القارة أو ترك حدودها إلا ... بعد شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2022!
لكن هذا ليس كل شيء - فمن قبل، كان بإمكان من يعطس ويسعل من سكان سيدني وملبورن أن ينزل في فندق مريح استأجرته الدولة لهذه المناسبة، ولكن الحكومة وعدت أمثال هؤلاء المواطنين غير المحظوظين الآن بمكان خلف الأسلاك الشائكة بحلول بداية عام 2022 في معسكرات أشبه بمعسكرات الاعتقال النازية تقام في الضواحي، ويتم الانتهاء من تشييدها بوتيرة متسارعة ... وقد توصلوا إلى اسم طنان للغاية لمناطق العزل هذه هو "مراكز الثبات الوطني".
لم يكن من المتصوَّر أن تتسبب خطوة السلطات هذه في رد فعل عنيف من قبل الأستراليين الذين سبق أن أغلقت قارتهم بأكملها بأسوار وأسلاك شائكة طولا وعرضا. لكن أحفاد المحكومين بالأشغال الشاقة والمهاجرين خرجوا إلى الشوارع ليلاقيهم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لضباط الشرطة. صحيح أن وسائل الإعلام المحلية التي تغطي هذه الأحداث لم تنبس ببنت شفة عن هذه المعسكرات قيد الإنشاء. لكن، في غضون ذلك، تلقى كل مقيم في أستراليا رسالة تخبره كم هي رائعة هذه الفكرة الفريدة.
يجب القول إن التوتر والتصعيد الآن ليسا حدثًا عرضيًا. فرغم الثقة العالية بشكل عام في الحكومة هناك، فإن قلة من سكان البلاد مستعدة للتشمير عن كتفها أمام الأطباء في نقاط التلقيح المفتتحة خصيصا لهذا الغرض. هناك فقط 16٪ من السكان تلقوا اللقاح ليحصلوا على "التصريح الذهبي بالحصول على الحرية"، وهذه أدنى نسبة بين مثيلاتها في البلدان المتقدمة.
ثمة حقيقة إضافية مثيرة للاهتمام هي أن بولندا قفزت مرة أخرى فوق الرؤوس على أمل أن يلاحظ القيمون الغربيون حماستها، حيث قدمت للحكومة الأسترالية 500 ألف جرعة كمساعدات إنسانية. انتزعتها، كما يقال، من درب البولنديين الأعزاء. ومع ذلك لا يترأس المقر الرئيسي لهذه القارة الجنوبية مسؤول عادي، بل قائد قائد عن حق وحقيق. إذ يتحكم الجيش الآن في مسألة التنقل بين الولايات والمحافظات.
وربما لا يخفى على أحد أن أستراليا وكندا تابعتان لنفس الحاكم - لبريطانيا العظمى. فإذا عطست الملكة، تسابق ترودو وموريسون على تقديم المناديل المكوية جيدا لجانب الملكة. لذا، كانت الأخبار الواردة من قارة أمريكا الشمالية خلال الأسابيع القليلة الماضية مشجعة للغاية. كانت مثابة ملعقة العسل في خابية من زوم البصل، والحق يقال.
فقد قرر شخص اسمه باتريك كينغ، وهو مواطن كندي بسيط، الطعن أمام المحكمة في الغرامة المفروضة عليه بسبب عدم ارتدائه الكمامة – أو ما سموه مؤخرا - تيمناً بلغة الكاتب الفرنسي الهزلي موليير- "معدات الوقاية الشخصية"، وطلب من الدولة التي يمثلها كبير أطباء الصحة في مقاطعة ألبرتا حيث يعيش، تقديم دليل واحد على وجود ما سموه كوفيد بن دافيد، فحكمت المحكمة لصالح كينغ هذا. وهو لن يتوقف عند هذا الحد، فقد قرر نيل تعويض من الدولة يضاف إلى ميزانية أسرة هذا الكادح الكندي العادي.
وإثر ذلك جاء خبر مفاده أن دينا هينشو، كبيرة أطباء الصحة في مقاطعة ألبرتا، قررت أن ترفع كما كوبنهاغن جميع القيود المفروضة على الناس حتى الآن جراء ما سمي الجائحة بلا مسوّغ حقيقي.
الأمر المشجع في هذا الأمر هو أن النظام القضائي في كندا (والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة) يعتمد على السوابق القضائية. وهذا يعني أنه سيكون هناك في مستقبل قريب من يريد استعادة حقوقه المنتهكة، بالاعتماد على سابقة قانونية هي قرار المحكمة في قضية باتريك كينغ.
في أوروبا، كان هناك أيضًا تحول نحو الأفضل. فقد تولى المحامي الألماني الجريء المعروف راينر فولميش القضية المذكورة، وهو ممتلئ حماسة لإثبات أن الأحداث الجلّى التي أثرت على جميع سكان المعمورة هي أحداث مفتعلة جملة وتفصيلا ولتقديم عالم الفيروسات من عيادة شاريتيه كريستيان دورستن للعدالة (هذا المستشفى الألماني بالمناسبة سبق أن جرت فيه أحداث مشبوهة إذ عولج فيه خفية المقاتل الروسي الرئيسي ضد الفساد نافالني بغية إثارة ضجة دعائية ضد روسيا كونه معارضا يمينيا ليبراليا بارزا*، كما أن أحد أيديولوجيي هذا الجنون الذي يحدث منذ عام ونصف العام في العالم، مخترع اختبار PCR لتحديد مرض العصر الجديد من هناك.
إن المرء ليشفق، بالطبع، على حال الأستراليين، ولكن المثال الذي أوردناه من إحدى المقاطعات الكندية يظهر أن محركي دمى الظل الذين بدأوا هذا الاستعراض العالمي المجنون، يمكن أن يفشلوا رغم كل قوتهم وجبروتهم. لقد بالغوا في تقدير قدراتهم واستهانوا بقدراتنا. وأثبت باتريك كينغ أن بمقدور حتى شخص واحد وحيد فعل شيء ما ضد هذا النظام الرأسمالي الجائر في زمن خرفه وجنونه. فقطرات الماء قد تبري الحجر، والدجاجة تنقد الزؤان حبة حبة، وعصفور الدوري - كما تقول حكاية "الصرصور الجبار" لكاتب قصص الأطفال الروسي تشوكوفسكي – ينقد في طرفة عين هذا الصرصور الذي طالما أرعب كل حيوانات الغابة بشاربيه الطويلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوضع كارثي في أستراليا
ماجدة منصور ( 2021 / 9 / 3 - 10:08 )
كل ما ذكرته هو حقيقة....نحن نشهد مظاهرات في ملبورن و سيدني لم يسبق لها مثيل و عزل أستراليا بكاملها و منع السكان من التجول بحرية هو جريمة 0
رغم يقين حكام أستراليا بأن الإغلاق لم يؤد لنتيجة في السيطرة على كورونا إلا أنهم مستمرون في (التناحة) بلا مبرر فقد وصلت أرقام الإصابات لمستويات قياسية رغما عن الإغلاق الذي فرضوه على القارة.0
سأتقدم بطلب للسفر الشهر القادم و في حال رفض طلبي سأتقدم ضدهم بقضية للمحاكم.0
لقد شاهدنا العنف البوليسي حين حبسوا سكان العمارات و التي عادة يقطنها الفقراء...كي يمنعوا سكان هذه الأبراج السكنية من مغادرة شققهم.0
لقد إذدادت حالات الإنتحار بإعتراف مؤسسات الطب النفسي و إزدحمت مستشفيات الأمراض العقلية على آخرها.0
هذا وضع غريب و شاذ و لم نعتد عليه طوال 30 سنة!!!0
ربما القادم أسوأ كما تقول رئيسة ولاية نيو ساوث ويلز!!!!!!!!!0
شكرا لكم


2 - هكذا عاد نهيق الخرافة والشر ممثل الظلام اليميني ال
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 9 / 4 - 01:41 )
الاهوج الذي ينكر ويتنكر للعلم وموقفه من الجائحة ليتحول الى داعية لموت الالاف باسم الحرية الكاذبه متناسيا ان الحريه هي فهم الضروره والعلم ودوره بمكافحة الوباء الخطير واضح رغم ان الاجراءات متعبة للجماهير والحكومات


3 - الدكتور العزيز الكحلاوي تعليق (2)
عامر سليم ( 2021 / 9 / 4 - 08:28 )
احسنت , الحريه هي وعي الضرورة , ولكن انّى للكاتب مشعل يسار ان يعي ويفهم معنى الضرورة وقد سكنت وعشعشت في عقله كل نظريات المؤامره وبروباغندا الاتحاد السوفيتي السابق وعصابة روسيا اليوم!.
للعلم كل ما ورد في المقال لا اساس له من الصحه لا من قريب ولا من بعيد بل مجرد هلاوس يتخيلها و يتمناها ويحللها على هواه السيد الكاتب!, اقول قولي هذا وانا اعيش في استراليا منذ أكثر من 22 عام .


4 - د كحلاوي المحترم
ماجدة منصور ( 2021 / 9 / 4 - 09:16 )
أدرك ضرورة أخذ الإحتياطات الصحية اللازمة و لكن الذي حصل مع قرارات الحكومة الإسترالية بالإغلاقات المتكررة لم يؤدي الى نتيجة بالقضاء على كورونا و هذا بإعتراف عدد كبير من الأطباء0
نتيجة الإغلاقات المتكررة لمدة أكثر من عام و نصف أقول لك صادقة بأن هناك عدد كبير من الشركات قد أفلست!!! حتى أصحاب الأعمال الصفيرة من ملاك المقاهي و المطاعم و محلات بيع التجزئة و أصحاب صالات الأفراح و مصممي الشعر و كثر غيرهم قد أعلنوا إفلاسهم0
بسبب هذا الوباء نحن نعيش حالة تخبط و فوضى لم يسبق لها مثيل و زد عليها أننا محاصرون ببيوتنا و لا نستطيع الخروج أكثر من 5 كم و لسبب جوهري0
أما من يعيش على حساب الضمان الإجتماعي فإنه لا فرق لديه سواءا أغلقت الدولة الأبواب أم فتحتها فالأمر عندهم سيان إذ لا شيئ لديهم ليخسروه طالما هم يستلمون أموال الضمان الإجتماعي
أعتذر من الأستاذ مشعل لإستخدامي صفحته . و ذلك بسبب تواجد أستاذنا الكبير د كحلاوي على صفحتكم0
مودتي للجميع

اخر الافلام

.. عودة على النشرة الخاصة حول المراسم الرسمية لإيقاد شعلة أولمب


.. إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق وسط دعوا




.. بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل


.. لماذا لا يغير هشام ماجد من مظهره الخارجي في أعمالة الفنية؟#ك




.. خارجية الأردن تستدعي السفير الإيراني للاحتجاج على تصريحات تش