الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((ربيعنا العربي)) .. هل سرق حقا؟

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 9 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يستمر النقاش حول فرضية، أرتقت لدى البعض الى مصاف الحقيقة المؤكدة، مفادها أن (( الربيع العربي)) قد سرق، وان نهوض المجتمعات العربية، قد أجهض بواسطة قوى الإسلام السياسي وتفرعاتها من الجماعات الإرهابية لمصلحة الأعداء الخارجيين لهذه المجتمعات.

فما حقيقة هذه الإفتراضات، وما مدى صحتها؟ ومالذي جرى بالفعل؟

في بلد بعد آخر، من بلدان (( الربيع العربي ))، تدفقت الى الشوارع والميادين جموع مليونية تعلن عن سخطها على الأوضاع المتردية والحكام المتسببين فيها، فتوهم الحالمون بالحرية والكرامة والعدل، ان الشعب نهض ليشد من أزرهم وان فجر أحلامهم قد بزغ.

ولم يمر طويل وقت حتى فوجئوا بان تلك الجموع لم تكن تشاركهم أحلامهم، وان الذين ملأوا الميادين والشوارع، كانوا في شغل، عن شعارات الحالمين، ومنحوا ثقتهم طوعا لمن يعادون تلك الأحلام. وبدلا من ان ينتبه الحالمون الى حجم المسافة الشاسعة التي تفصلهم وتفصل أحلامهم عن إهتمامات الجموع وأحلامها بحياة أخروية هانئة في الفراديس العلى، وتطلعها الى تحقيق السعادة الأبدية، عبر التمسك بأحكام الدين، بدلا من ذلك ركب الحالمين بحياة دنيوية سعيدة، وهم ان ((ثوراتهم)) قد سرقت، وأصروا على ان بامكانهم استعادتها. دون ان يخامرهم أدنى شك بأن جموع الثورات لم تنطلق استجابة لشعاراتهم وهتافاتهم، بل ان عوامل اخرى وقفت خلف ذلك التدفق الجماهيرى، في أنهار الثورة.

لقد حان الوقت للإعتراف بأن مجتمعاتنا مثل غيرها من المجتمعات، تتكون من إثنيات وفئات وشرائح مختلفة، يتبنى كل منها فكرا ومنهجا وعقيدة، مختلفة، وهي لم تبلغ النضج الحضاري والثقافي والوعي الذي يساعدها على اكتشاف مصالح مشتركة تجمعها، لهذا استمر كل منها في تحين الفرص لتحقيق أهدافه الخاصة على حساب الآخرين مستعينا في مسعاه بآيديولوجيات وعقائد دينية وفكرية.وهي وان أظهرت شيئا من التوافق فيما بينها في بعض المراحل والمنعطفات، لم تكن موحدة يوما ما بارادتها الحرة، بل بسلطات القمع المتعاقبة.

((الربيع العربي» كان واحدا من تلك المنعطفات التي أفلتت فيه تلك الطوائف والقبائل والجماعات من عقالها، واتفقت على هدف أولي واحد هو إزالة الحكام المستبدين، وهيأ كل طرف نفسه بعد ذلك لفرض أهدافه وأحكامه ومعتقداته. كل بما يمتلك من قوة وتأثير، وتحالفات محلية وإقليمية وعالمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي