الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو شي منه: كيف أصبحت شيوعيًا (ترجمة)

مرتضى العبيدي

2021 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الحرب العالمية الأولى، كسبت رزقي في باريس، أحيانًا كنت أعمل لدى مصور فوتوغرافي، وأحيانًا رسام "للتحف الصينية" (المصنوعة في فرنسا!). كما وزعت منشورات تدين الجرائم التي يرتكبها المستعمرون الفرنسيون في فيتنام.
في ذلك الوقت، لم أكن أؤيّد إلا بشكل غريزي ثورة أكتوبر، ولم أستوعب بعد أهميتها التاريخية الكاملة. لقد أحببت لينين وأعجبت به لأنه كان وطنيًا عظيمًا حرر مواطنيه ؛ حتى ذلك الحين، لم أقرأ أيًا من كتبه.
كان سبب انضمامي إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي هو أن هؤلاء "السيدات والسادة" - كما كنت أدعو رفاقي في ذلك الوقت - أظهروا تعاطفهم معي، وتجاه نضال الشعوب المضطهدة. لكنني لم أفهم بعد ما هو الحزب أو النقابة، لا الاشتراكية ولا الشيوعية.
كانت تجري مناقشات حية في فروع الحزب الاشتراكي حول مسألة ما إذا كان ينبغي أن يبقى الحزب الاشتراكي في الأممية الثانية، وما إذا كان ينبغي تأسيس أممية ثانية ونصف أم ينبغي على الحزب الاشتراكي الانضمام إلى الأممية الثالثة بقيادة لينين؟ كنت أحضر الاجتماعات بانتظام، مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وأستمع باهتمام للمناقشة. لكن لم أكن قادرا على فهم كل شيء. لماذا كانت المناقشات بتلك الحيوية إذا كان بالإمكان القيام بالثورة سواء مع الأممية الثانية أو الثانية ونصف أو الأممية الثالثة؟ فما فائدة الجدل إذن؟ أما بالنسبة للأممية الأولى، فلم أفهم أين هي وماذا أصبحت؟
كان أكثر ما أردت معرفته - وهو ما لم تتم مناقشته في الاجتماعات - هو: أي أممية تقف إلى جانب شعوب البلدان المستعمرة؟
لقد أثرت هذا الموضوع – وهو الأهم في رأيي – في أحد الاجتماعات. فأجابني بعض الرفاق: إنها الأممية الثالثة وليست الثانية. وأعطاني أحدهم للقراءة "أطروحة لينين حول المسائل القومية والاستعمارية" التي نشرتها صحيفة "لومانيتي".
كانت هناك مصطلحات سياسية يصعب فهمها في تلك الأطروحة. ولكن بفضل إعادة قراءتها مرارًا وتكرارًا، تمكنت أخيرًا من فهم جوهرها. يا لها من عاطفة وحماس وبعد نظر وثقة ألهمتني! اجتاحتني سعادة غامرة حدّ البكاء. وعلى الرغم من وجودي في غرفتي وحيدا، صرخت بصوت عالٍ كما لو كنت أخاطب حشودًا كبيرة: "يا أبناء الوطن الشهداء! هذا ما نحتاجه، هذا هو الطريق إلى تحررنا!
بعد ذلك، أصبحت لدي ثقة كاملة في لينين، وفي الأممية الثالثة.
في الأيام الخوالي، أثناء اجتماعات فرع الحزب، كنت أستمع فقط إلى المناقشة. كان لدي اعتقاد غامض أن كل شيء منطقي وأنني لا أستطيع معرفة من كان على صواب ومن هو على خطأ . لكن منذ ذلك الحين، انغمست أيضًا في المناقشات وناقشت بحماس. على الرغم من أنني ما زلت أفتقر إلى الكلمات الفرنسية للتعبير عن كل أفكاري، فقد كنت أواجه المزاعم التي تهاجم لينين والأممية الثالثة بقوة. كانت حجتي الوحيدة هي: "إذا لم تقوموا بإدانة الاستعمار، وإذا لم تنحازوا إلى الشعوب المستعمرة، فأيّ نوع من الثورة تريدون؟
لم أعد أكتفي بحضور اجتماعات فرعي للحزب، بل أصبحت أذهب أيضًا إلى فروع الحزب الأخرى للتعبير عن "موقفي". والآن ، حقّ لي أن أكرر أن الرفاق "مارسيل كاشين" و"فايان كوتورييه" و"مونموسو" والعديد من الآخرين ساعدوني في توسيع نطاق معرفتي. أخيرًا، في مؤتمر تور، صوتت معهم لصالح انضمامنا إلى الأممية الثالثة.
في البداية، قادتني الوطنية، وليس الشيوعية بعد، إلى الوثوق بلينين، وبالأممية الثالثة. وخطوة بخطوة، ومع تطوّر النضال، وبالاطلاع عن الماركسية اللينينية والمساهمة في الأنشطة العملية، حصلت لديّ قناعة أنه وحدها الاشتراكية فالشيوعية قادرة على تخليص الشعوب والأمم المضطهدة وعمال العالم بأسره من العبودية
هناك أسطورة، في بلادنا كما في الصين، تتحدث عن كتاب معجزة وهو "كتاب الحكماء". ففي مواجهة صعوبات كبيرة، نفتحه ونجد فيه مخرجًا. إن اللينينية ليست مجرد "كتاب حكماء" معجزة ، إنها بوصلة لنا نحن الثوار وشعب فيتنام: إنها أيضًا الشمس المشرقة التي تضيء طريقنا إلى النصر النهائي، إلى الاشتراكية والشيوعية.
هوشي مينه: الأعمال المختارة، الجزء الرابع، دار النشر باللغات الأجنبية، هانوي 1962








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254