الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- اللاثابت - في المتحول الأمريكي ( كرديا )

صلاح بدرالدين

2021 / 9 / 3
القضية الكردية


من المعلوم لدى متابعي تطورات السياسات الامريكية ، اهتزاز المكانة الامريكية في العالم منذ نحو عقد من الزمن او اكثر ويعيده البعض الى خواتيم حقبة الحرب الباردة ، واختلال موازين القوى على الصعيد الدولي ، وظهور اقطاب دولية أخرى مثل الصين، وروسيا .
أما تراجعها فيعود لاسباب عديدة داخلية تتعلق بمسائل التفاوت الطبقي الواسع ، والأزمات الاقتصادية ، وتصاعد الحساسيات ذات الطابع العنصري بين البيض والملونين ، ويضاف الى كل هذه العوامل تبعات مسؤولية ارسال مئات الالاف من الجنود الأمريكيين الى خارج البلاد والى بيئات معادية ، تحت عنوان محاربة الإرهاب ، واحتلال دول وشعوب ذات ثقافات مختلفة كليا عن الثقافة الامريكية .
الى جانب احتدام الصراع في المؤسسات الامريكية العريقة بدوافع حزبية مصلحية ضيقة ، وكانت المنازلات الكلامية، والمواجهات بمستوياتها النافرة بين مسؤولي الحزبين الرئيسيين الحاكمين بالتناوب منذ الاستقلال قبل اكثر من مائتي عام ،الجمهوري ، والديمقراطي صورة قاتمة عن المستوى الأخلاقي المتدني والهابط في العلاقات بين مؤسسات ومراكز قوى أعرق بلد ديموقراطي ، كان الكثير من شعوب العالم تتمنى ان تحذو حذو الديموقراطية الامريكية أو ( أرض الميعاد ) خلال عقود خلت .
من دون ان ننسى لحظة الجهود غير المسبوقة المبذولة من جانب الأوساط الروسية ، والصينية ، وايران ومحورها الممانع ، وميليشياتها الموزعة في ارجاء بلدان المنطقة ، في استثمار كل هفوة ، واستغلال كل الأطراف المعادية لامريكا والغرب من اجمل تعميق التناقضات ، والصراعات البينية ، بما فيها الفتن الدينية ، والمذهبية ، والعنصرية ، وتعميق الكراهية تجاه الغرب عموما ، بل وفي غالب الأحيان استعدادها للتعاون مع قوى إرهابية مادام يخدم مصالحها الخاصة .
" اللاثابت "الأمريكي وكرد سوريا
على ضوء كل ذلك ، وبالتزامن مع الانسحاب الأمريكي – الاشكالي – من أفغانستان ، والذي لم تنتهي تبعاته ، حتى الان ، بل انه معرض الى العديد من التاويلا ت ،والملابسات ، والكثير من النتائج غير المتوقعة ، التي لم يأخذها صانعو القرار بالبيت الأبيض ، والادارة الديمقراطية على محمل الجد ، فاننا سنحاول الإحاطة بالجانب الكردي السوري من الموضوع ، الذي يتعرض بدوره الى قراءات مختلفة بل متناقضة ، ليس من الناشطين الكرد فحسب بل حتى من مسؤولي هذا الملف في الجانب الأمريكي .
وفي أحدث موقف من مسؤول امريكي رفيع المستوى وهو مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وكالة ، " جووي هود " الذي يتولى الاشراف أيضا على مناطق من ( شمال شرق سوريا ) تقع تحت نفوذ – قسد وجماعات تابعة ل ب ك ك – ذلك الموقف الذي تجلى في مقابلته المتلفزة مع قناة ( الحرة ) الامريكية ، وأخرى في منابر إعلامية شرق أوسطية ، والتي يمكن استنباط التالي منها :
أولا – لم تقرر الإدارة الامريكية بعد وبشكل نهائي حاسم البقاء أو الانسحاب من ( شمال شرق سوريا ) ، وفي أغلب الظن انها تنتظر مآلات تطورات الوضع في الكونغرس ، والاجتماع المرتقب بين ممثلين عن روسيا وامريكا حول الملف السوري قريبا ، كما يخضع ذلك الى فعل الرسائل المرسلة عبر الصواريخ الروسية الموجهة ضد مناطق نفوذ تركية ، وكذلك رسائل القصف التركي لمناطق نفوذ أمريكية ، وبعضها خاضعة للنظام .
ثانيا – محاولة تجنب المسؤول الأمريكي عن الإجابة المباشرة عن أسئلة تتعلق بالكرد السوريين ، ومناطق شمال شرق سوريا ، واسراعه في ربط هذا الموضوع بقضايا كردستان العراق ، علما ان التعامل الأمريكي مع الإقليم قديم ، ويختلف من حيث المحتوى والجوهر عن العلاقات الحديثة مع الملف السوري وقسد ، في الأول تعترف واشنطن بفدرالية الإقليم الكردستاني بل كانت مساهمة في تحقيقها ، وشريكة في تقدم ، وتطور قوات البيشمةركة ، حسب بروتوكولات موقعة وموثقة ، وتقديم الدعم والاسناد ، ومتعاونة في التفاهم بين بغداد واربيل على الصعيد السياسي ، اما في الثاني فيقتصر الامر على الشراكة غير الرسمية في مواجهة داعش .
ثالثا – تفهم امريكي لحاجة تركيا لاتخاذ موقف دفاعي عن الأنشطة الإرهابية التي يرى الطرفان انها تصدر من – ب ك ك - ، ويدعو الجانب الأمريكي ولو لفظيا حليفه ب ي د وقسد الخروج من عباءة ذلك الحزب كشرط لاستمرار التعاون .
رابعا – الجانب الأمريكي يؤكد ان وجوده في سوريا ليس من اجل مواجهة تركيا التي يعتبرها عضوا بالناتو ، وحليفا ، كما انه ليس من اجل اسقاط نظام الأسد ، بل فقط من اجل محاربة داعش ، وهذا يعني عندما تنتفي قوى داعش لم يعد هناك حاجة لاي تواجد امريكي ، ومن هنا لايعترض الجانب الأمريكي على تعاون ب ي د وقسد مع النظام .
خامسا – وهذا يعني ان التعامل الأمريكي حتى مع " الإدارة الذاتية " وقسد – ومع أطراف حزبية كردية أخرى ليس من اجل حل القضية الكردية في سوريا ، ولا من اجل توحيد الحركة الكردية السورية المفككة ، كل ماصدر عن المسؤولين الامريكان لايشير الى وجود شعب كردي ، ولا قضية كردية سورية ، بل يتعلق بتمنيات لاتفاق الأطراف الكردية ليس في سبيل وحدة الكرد حول برنامج سياسي يحقق طموحاتهم بل فقط من اجل تعزيز مواجهة داعش كجنود مدفوعي الثمن كما قالها الرئيس ترامب .
سادسا – بالعكس وكما أرى فان التعامل الأمريكي مع هذا الملف منذ أعوام وحتى الان يلحق الضرر البالغ بحاضر ومستقبل القضية الكردية السورية ، ولايقل ضررا عن تعامل اطراف إقليمية ودولية، معادية ، فالامريكان البراغماتييون يتعاملون مع الواقع مهما كان سيئا ، وضارا ، وليس من وظيفتهم تغيير السيئ الى افضل ، هذا إضافة الى عدم معرفتهم بتفاصيل قضايا الكرد السوريين ومهام حركتهم ، بالرغم من انهم في مقدمة العالم من حيث القوى العسكرية ، والاقتصادية ، والتكنولوجيا .
سابعا – لااعتقد ان المبعوث الأمريكي سيتمكن من فك طلاسم قضايا المنطقة بمبلغ ( خمسين مليون دولار ) الذي يدعي انه خصصه لمشروع الاستقرار للسنة الحالية ، لان المبلغ سيزيد الافساد ، وسيضاعف من اعداد امراء الحرب ، وقسم منه سيصل الى مركز قنديل .
وأخيرا فان هرولة الإدارة الامريكية الجديدة نحو ايران ، والتنازل امام مشاريعها ، وخططها بخصوص بلدان اتشرق الأوسط ، يعد مؤشرا سلبيا ، ينسف كل الامال المعقودة على أمريكا لتخفف آلام شعوب المنطقة وخصوصا الشعب السوري ومن ضمنه الكرد السورييون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في