الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستثمار في -لا شيء-!

صادق الازرقي

2021 / 9 / 5
الادارة و الاقتصاد


يحلو للمسؤولين في الحكومات الاتحادية التي تناوبت على الحكم في العراق منذ نيسان 2003 ان يتحدثوا عن الاستثمار في البلد وضرورة تنشيطه واحيائه لاسيما بعد ان تخلصت الدولة من العقوبات التي فرضت بسبب وقائع احداث غزو الكويت عام 1990؛ وكذلك اثر توفر الاموال الهائلة بعد ان تجاوز سعر برميل النفط 141 دولارا في نهاية شهر حزيران عام 2008؛ غير ان كل ذلك لم ينفع في إنعاش الاقتصاد وتفعيل الاستثمار، فتسربت الاموال الى مسارب غير معلومة، وضاعت قيمة تلك الاموال وتدنى حال الناس من سيء الى اسوأ وتواصلت بطالة ملايين الشباب.

فهل يعني الحديث المتجدد عن اهمية الاستثمار شيئا من دون التحرك الحقيقي والجدي في هذا الجانب وتحقيق متطلباته، واولها احياء المصانع المتوقفة وانشاء مصانع جديدة ترتبط بالتكنلوجيا الحديثة التي تطورت كثيرا في بلدان العالم؛ فمن المهم صناعة جميع الاشياء التي توفر للسكان حاجاتهم الاساسية بدلا من الاعتماد على الاستيراد الذي انهك البلد وفاقم البطالة بنسب متزايدة؛ كما ان بقاء الاقتصاد معتمدا على اسعار النفط وتقلباتها كمصدر وحيد للناتج المحلي، يعد امرا خطيرا يؤدي الى تبعات كارثية على مستقبل الاجيال فيما لو زال تأثير ذلك المورد او انعدمت قيمته.

ان تفعيل مصادر الدخل الاخرى، مثلما تفعل الدول الحريصة على مستقبلها، ومن ذلك تطوير الانتاج الصناعي والزراعي، وتنشيط السياحة، وتنويع مصادر الدخل يمثل الركيزة الاساسية للتقدم، وهو سر نهوض البلدان التي ادركت بوقت مبكر ان تواصل التخلف الصناعي مثلا وانتشار البطالة يؤدي حتما الى زيادة التوتر في المجتمع وانتشار المظاهر السلبية التي تقترن بذلك في الحياة الاجتماعية؛ وان لغة الارقام المنشورة عن العراق تبين بما لا يترك مجالا للشك زيادة معدلات الفقر ومظاهر الاحتجاج والعنف لدى السكان، كما تنتشر الجريمة والمخدرات وغيرها من المساوي الاجتماعية المرتبطة بذلك.

ان الاستثمار يتطلب خطوات جريئة وثورية حاسمة، من اولها توفير الكهرباء بصورة كلية، ذلك الملف الذي تتلاعب به مافيات السوق وحركة شراء وبيع المولدات، واستغلال دول جوار لملف الغاز المطلوب لتشغيل المحطات، الذي فشلت الحكومات العراقية المتعاقبة في تأمينه، وما تزال تحرق الكميات الهائلة منه من دون جدوى.

لم ينتفع سكان العراق من اموال النفط، كما لم ينتفعوا من نهري المياه الممتدين بطول مساحته، واخفقت الحكومات في فعل أي شيء ذي قيمة، توفرت الاموال ام لم تتوفر، فاكتفت في اوقات الازمات باقتراض مليارات الدولارات التي ترتب على البلد ديونا كبيرة واجبة الدفع، كما لجأت الحكومة الى خفض قيمة العملة المحلية مقابل العملات الاجنبية بدلا من تقويتها ودعمها في هذه المرحلة.. وتزايدت من جراء ذلك مظاهر الفقر والتخلف وسوء الخدمات وغياب التقدم الصناعي والزراعي والعمراني .. وان أي حديث عن الاستثمار لا معنى له ازاء عجز الجهات التنفيذية عن تأمين متطلباته وتوفير اسسه المطلوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا


.. كل يوم - د. مدحت العدل: مصر مصنع لاينتهي إنتاجه من المواهب و




.. موجز أخبار السابعة مساءً- اقتصادية قناة السويس تشهد مراسم اف


.. موازنة 2024/25.. تمهد لانطلاقة قوية للاقتصاد المصرى




.. أسعار الذهب اليوم تعاود الانخفاض وعيار 21 يسجل 3110