الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعي حقوق الإنسان المشروخ غربياً

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 9 / 5
مقابلات و حوارات


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بتأصل مفاهيم وقوانين حماية حقوق الإنسان في العالم الغربي؟

مصعب قاسم عزاوي: يمكن إلى درجة كبيرة الإشارة إلى تأصلها في الوعي الغربي على مختلف المستويات، ولكن مع استبطان وعي عنصري مخاتل في تكوينها البنيوي والوظيفي لما يفارق الوعي الغربي حتى للحظة الراهنة.
وهو ما يعني أن حقوق الإنسان تكتسب مشروعية مطلقة حينما يتعلق ذلك بمواطن غربي من «السادة» الذين قيض لهم تكيفهم البيولوجي مع نقص أشعة الشمس في شمال الكرة الأرضية على امتداد عشرات آلاف السنين وفق آليات الاصطفاء الطبيعي، لأن تكون بشرتهم بيضاء لقدرتها الأفضل على امتصاص فيتامين «د» الضروري للبقاء على قيد الحياة؛ وتجاهل تلك المشروعية حينما يتعلق سؤال حقوق الإنسان بأولئك المفقرين المظلومين من ذوي البشرة الداكنة الذين ينظر إليهم العقل الغربي المتسيد إعلامياً وحتى فكرياً بأن حقوق الإنسان التي يستحقونها في أحسن الأحوال كحقوق حيواناتهم في مجتمعاتهم، والتي لا تمنع من استغلال وحبس تلك الحيوانات في أقفاص لتمتيع المتفرجين عليها، أو تكديسها في عنابر فوق بعضها لالتهام لحومها لاحقاً.
ودون تفصيل كثير يمكن تكشف طبيعة وعي حقوق الإنسان المشروخ غربياً بالنظر إلى ارتكاس الرأي العام الغربي، والمستنير منه أيضاً، حينما تحل كوارث احتراق عمال مظلومين في أحد المعامل التي يعمل عمالها في دول الجنوب المنهوب المفقر لصناعة ثياب يرتديها السادة البيض، و ما أكثرها، والتي في أحسن الأحوال تمر مرور الكرام دون اكتراث جمعي بها في أي من أركان العالم الغربي الصناعي الثري «المتقدم» لا بد أن ينطلق من الواجب الأخلاقي اللازم برفع الصوت عالياً إلى درجة التفجع و العويل لإدانة انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، وحق الحياة لأولئك المسلوبين حق الحياة حرقاً، و مقاطعة كل تلك الشركات الغربية العابرة للقارات التي تستغل ظروف العمل المشينة لأولئك المستضعفين، لتزيد من ثرواتها المتكدسة، و من رفاهية مواطني دولها في العالم الغربي على حساب ذل و قهر و حق أولئك المغيبين حرقاً في حياة طبيعية عادلة و كريمة.
والقياس على ذلك كثير سواء فيما فعله ويفعله السادة البيض في سجونهم السرية والمعلنة، أو حينما يتعلق الأمر بمحاولة المقهورين الدفاع عن أنفسهم عبر محاولة تصدي مآقي عيونهم لمخارز السادة البيض الغزاة في غير موضع من أرجاء الأرضين، حيث يتم تصوير ذلك «إرهاباً» يذوِّب بشكل آلي كل حقوق أولئك المظلومين من «أشباه البشر» في أي من حقوق أساسية للإنسان يتمتع بها «البشر الحقيقيون» في الغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث