الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مذكرات أمل -حياة شخصية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 9 / 5
كتابات ساخرة


تسأل النساء عن الحياة الشّخصية ، ولا تعرف الإجابة. ماذا تعني كلمة حياة شخصية ؟ حيات النساء الشخصيةقد تبدأ في الخامسة، وتنتهي في الثامنة مساء فتنام كالقتيل.
من مذكرات أمل :
" كأنّ أفكار أمّي وجدتي صالحة لكل مكان وزمان في هذا البلد. أمي تقول دائماً :" همّ البنات للمات" وهي تعني أن هناك خوف دائم على الفتاة أن لا تتزوج ، أو أن يطلقها زوجها ، هذا هو الخوف الذي تعنيه . مع هذا أفكّر اليوم بكلام جدتي : "ما نفع الدراسة". كانت جدتي حكيمة . ماذا استفدت من الدّراسة ؟
أرى نفسي أشبه الحصان الذي يجرّ عربة الفلاحة، فلأنني متعلّمة عليّ أن أقوم بواجبات أكبر تجاه أهلي ، ثم زوجي كي لا يقول النّاس أنّني متكبّرة . جارتنا أم بكر درست حتى الصف السادس الابتدائي ، تزوجت في سن الرابعة عشر، لديها خمسة أطفال ، لا يخالفون لها كلمة ، وعندما تختلف هي و أبو بكر ، يكونان عادة جالسان مع أولادهم إلى مائدة العشاء ، يضربها أبو بكر ، ويرمي معلقتها بعيداً، يقول لها : اذهبي من وجهي . تذهب ، وتحضر المعلقة ، تجيبه : عندما أشبع سوف أذهب من تلقاء نفسي .
مشكلتي أنني حسودة . أحسدها حقيقة ، فهي تشعر بأمومتها ، أولادها كما السّاعة ، أما أولادي فهم متنمّرون كوالدهم. أحسدها على زوجها فهو يعتز بها أمام أهله، ولا يسمح لوالدته بالحديث عنها ، أما زوجي ، فيتبتبت مع حماتي حولي .
البارحة مزّقت شهادتي الجامعية، وضعتها في سلة الزبالة-عفواً النفايات – تخيلت جدتي أمامي ، قلت لها صدقت نبوءتك . نظرت إلى شهادة زوجي المعلقة في صدر المنزل ، ضربتها فانكسر البلور .
فتحت الفيس بوك لأقرأ شيئاً مفيداً. رأيت النسويات قد عملوا دورات تدريبية . يخرب بيتكن- على شو بدكون تدربو ؟ هؤلاء فارغات أشغال ، و عليهم تقديم تقرير ، و إلا يتوقف التمويل عنهن . رأيت فيديو إحدى النسويات الأرتيكويات ، خجلت ، فتحت فيديو لنسوية أخرى، وصفتُ الحالة بالتشدق. غضبت لأنه لا أحد يمولني ، مع أنني أستطيع أن أتفلسف كثيراً . قلت لنفسي : أنا لست نسوية ، سوف أذهب إلى فيديوهات الرّجال ، فهم يحبونني و أحبهم . كان الفيديو الأوّل عن الوفاق السوري السّوري ، الثاني عن الفيدرالية، و الثالث عن مبادرة سنفور لحل القضية . أصابني غثيان ، أخرجت مكونات أمعائي ، ثم صفعت نفسي بحذائي لأنني سخيفة أتابع السّخفاء . أصابتي ضربة الكلاش على جبيني ، و أصابني ارتجاج بالدماغ . رأيت نفسي أقول: لا . للعنف ضدّ النساء . أعرف نفسي سخيفة عندما أرفع شعاراً فالشعارات تافهة دائماً ، لكن عليّ قول شيء . كنت سخيفة مثلهن ، وكان الرجال سخفاء "
إنه رأي أمل . يبدو أنها تحوّلت إلى الحديث الاجتماعي ، وهذا لا يعجبني ، لكن لن أصادر رأيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهادة من متابع
عبد الفادي ( 2021 / 9 / 5 - 20:13 )
لكِ مهارة رائعة استاذة نادية في اختيار مواضيع مقالاتك ولك ايضا القدرة بجمع عدة مواضيع اجتماعية وسياسية وتاريخية في سطور قليلة لكن هذه السطور تكون مكتظة بالمعلومات المفيدة وهذا ما يجعل كتاباتك جذابة ومميزة ، لي تعليق بسيط حول عبارتك (فالشعارات تافهة دائماً) ، وأخص في تعليقي هذا الشعارات التي ترفع من قبل السياسيين . رفع الشعارات في الدول المتقدمة من قبل السياسيين وخاصة في الأنتخابات هو مسؤولية اخلاقية يلتزم بها السياسي وإن لم ينفذها فهو يقامر بمستقبله السياسي ، في حكومات الوطن العربي وخاصة في سوريا والعراق الشعارات تعتبر حيلة وخدعة لتضليل الشعب للوصول الى كرسي الحكم والتشبث به ، وحين تستهلك لافتات الشعارات المعلقة على واجهة دوائر الدولة ويمضي عليها مدة دون تنفيذ وعودها حينها ينكشف الحاكم المخادع مما يضطر الى استخدام العنف وفتح ابواب السجون للشعب ، ولهذا السبب عندما يحاول الأجنبي اسقاط الحكم في تلك البلدان فلا احد من الشعب يحتج ، فهل مثل حاكم سوريا مثلا سيستفاد مما حدث في العراق في قصة الشنق التي تفرج عليها العالم كله بسرور ؟ تحية واحترام


2 - تحية لك
نادية خلوف ( 2021 / 9 / 6 - 15:10 )
شكراً لأنك تقرأ ، وشكراً لأنك تقرأ لي . ملاحظتك صحيحة ، لكنني أتحدث عنا نحن السوريين . كل الاحترام

اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير