الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2021 / 9 / 6
كتابات ساخرة


رُبَما هذهِ زَفرَةٌ تَفَلَّتَت فَفَلَتَت من كيسِ خلجاتٍ لي أصابَها قَرفٌ أو خَرف؟ فمُتَعَلِّمٌ أنا، وما أنا بِبَذيئِ حرفٍ، وأبنُ حَسبٍ ولستُ بثقيلِ طَرف،
فأرانيَ هنا أطلبُ العُذر فيما هو آتٍ من كَلِمٍ على غيرِ عُرف، رغمَ أنّيَ أرفضُ كلَّ عُذرٍ مَشفوعٍ بغَمزةِ طَرف، وأبغضُ كلَّ مُعتَذِرٍ وما حَوى عُذُرُهُ من صَرف،
فالمعاذيرُ عَيْبٌ إن قلَّت أو إن كَثُرَت وما هي بتَرْف.
وإنّما هذهِ تساؤلاتٌ قد تُعَدُّ في حَرَمِ الإعلامِ مَمنُوعةٌ غيرُ مَأذونة، وأعلمُ أنْ لن يَرغَبَ بِنشرِها إلّا صَاحِبُ صَحيفةٍ بِحُريّةِ الرَّاي أوداجُهُ مَشحُونَة، ويَهوى الحَقُّ حتّى ولو عَلى نفسِهِ، في حَركاتِهِ وحينَ سُكونه.
قبصةُ من تَساؤلاتٍ مُوجّهةً لخَليلٍ يهوى تعانق الأديان وحوار الحضارات وهَجَرَنا نَحو دِيارِ الغَربِ، دِيارُ ”سونيا” الحنونة،
وله حق الردِّ شرطَ أن تكونَ مبرراتُهُ راقيةً رفيعةً وبمنازلِ الجدِّ مسكونة، وغيرَ متخبطةٍ ولا تسوقُها نزواتُ هواهُ وهُرمونه :
“كيفَ هَجرتً الوَطنَ وتَركتَ خيراتَهُ لخَفافيشِ اللّيلِ مَرهُونة؟
ولمَ تَعرِضُ لنا صُوركَ تحتَ حُديداتِ ” إيفلَ” بإبتهاجِ النفسِ مَقرونة؟
وماذا لو سَألكَ فَرنسيٌّ قَسَماتُهُ منكَ مُستنكِفَةٌ، وبكَ ضَائقةٌ، وكادَ أن يَجُنَّ جُنونه؛
” أسعيدٌ أنتَ يا مُهاجرُ هنا تحتَ حُديداتِ بُرجِنا المَيمُونة؟
أشَاركَتنا تَشييدَها بِتَضحياتٍ منكَ بالإخلاصِ مَقرُونة؟
ولمَ لا تُشيِّدُ مثلَها في بلادِكَ الخَرِبةِ، وفي غَياهبِ الجَهلِ مَدفُونة،
وقد مَضى قَرنٌ على تَحَرُّرِكم، أو رُبَما تسعونَ أو رُبَما ثَمانونَ؟
ثمَّ هل ستَهجُرُنا نحوَ ” سِيدني ” لو غَزَا الألمَانُ ” باريسَ” المُدَغدِغةَ لشَهواتٍ فيكَ مَكنُونة، أو دَارَت على تُرابِ “الشانزليزيه” حَربٌ بأصَنافٍ من أسلحةِ التَدميرِ مَخزُونة؟
لا تُجبْني:
"أنَّي هُنا لاجئٌ وباحِثٌ عن كرامةٍ وأمنٍ وإحترامٍ للذاتِ وعن علومٍ في بُلدانِنا مَسجُونة! فَلَستُ تَافِهاً، وما أنا برجلٍ مِن بَني قَومِكَ لأصَدِّقَك ببلادةٍ مَدهُونة، وكلٌّ هنالك في بلدانِكم يَغمِضُ على السَّفاهاتِ عُيونَه، بل ستَهجُرُنا يا أنتَ صَوبَ ” هلسنكي” والى حَيثُ “ميمي” و”سُونة” الحَنُونة، والى حيثُ “فيفي” و”نونة” المَزيُونة. ستهجُرُنا أنتَ وكلُّ مهاجرٍ هنا، وتلكَ هي صِفةُ وَسِمةُ يَتَّسِمُ بها المُرَفرِفونَ “المُحَلّقونَ” ، الذينَ رَضُوا هَجرَ بِلادهِم لمّا أتاها الوَحشُ مُكَشِّراَ بأنيابٍ بالرّعبِ مَسنُونة، بل والعجبُ أنكم هُنا تَصرخونَ، وتهتفونَ بِنداءاتِ النّفاقِ لنا وجهرَةً بها تُصَرِّحونَ:
(نعم ل"حوارِ الحَضاراتِ وتَعانُقِ الأديانِ" معكم يا بني نونة الحَنُونة، وأخوةَ الشَّقراءَ سُونة المَصُونة)! وكَذَبتُمُ كَما تَكذِبُ دَائماً بفوزِها في سباقِ المَاراثونَ؛ تلك المُتَنَطِّعَة المُتَزَحلِقَة ” عجوزُ قبيلةِ الحَلزُونَ”، ذاكَ أنه لا حَقَّ لمَن ضَحّى بِأرضِه أن يَشُمَّ رائحةَ عقيدةٍ ولا أن يستمتعَ بحضارةٍ مَأمُونة، وما كانَ ” عُمَرُ المُختارُ” ولا الأشَياخُ في العِراق ومِصرَ ولا فِلسطينَ من عبرِ المحيطاتِ يكافِحونَ ويجاهدونَ .

أوه ماي كاد! كيفَ سوّلت لكم أنفسُكم أيُّها المُتَعَلِّمونَ، أن تَهجُروا الأوطانَ وبحُضنِ العَدوِّ تستَسلِمونَ فتَسترخُونَ، وب “مَسِجاتِ” الهَاتفِ مع " عّدّوسَ الزّبالِ" ضدَّ المُحتَلِّ من هنالكَ (تُنَاضلونَ)، وتضحكونَ على "عَدّوسَ" بشهاداتِ رصَّكم بها "السوربونَ، وأنكم المفكّرونَ ورُبَما رسلٌ ونبيّونَ، والكارثةُ أنّ أكثَرَكم لفكرِ شبابِنا بكتاباتِهِ مُدَلِّسونَ ومُخَرِّبونَ! تعالوا لأوريكمُ الان كيفَ أنتمُ مِن وراءِ البحارِ مع "عَدّوسَ" تناضِلونَ:
(حبيبيَ يا ” عَدّوسَ الزَّبال” رَجاءً : أرى في “غُوغل إيرث” عَجَلَةً للمُحتلِّ مَركُونة، عندَ رَصيفِ نمرة 5 أرجو مِنك أستِهدافَها فَوراً، يا بَطل يا ” عَدّوس” ، و عَدُّوسُ لا يَهابُ المَنونَ) !

وَيْ! أنسيتم أنَّ العَجَلَةَ العسكريَّةَ المَركُونة، هيَ لمُحتلٍّ لنا ولكنَّهُ لكم هوَ أمٌّ محتَضِنةٌ مرضعةٌ وحنونة، وبإقامةٍ مفتوحَةٍ ومضمُونة!
لابأسَ، عَدّوسُ هو زَبَّالٌ لايعلمُ شيئاً عن الموضةِ وعن ملبسِ البارونة، بَيدَ أنّه بَطلٌ وغَيُورٌ ولا يَهابُ الإعتقالَ ويَسخرُ دائماً من “عمانويل ماكرونَ” ، كما سَخِرَ من قبلُ من القردِ “عمو أرييل شارونَ” ولا تَرتجفُ مِن المَوتِ شفتاهُ ولا ترمشُ منه جُفُونَه.
لكنَّ “عَدُّوسنا” يَبكي الآن مُتألّماً من هَجرِ أهلِ فِكرٍ يَزعِمُونَ أنَّهمُ مُتَعَلِّمونَ، هَجَرُوهُ وكانوا بهِ همُ ( الغَادِرونَ)، وهوَ الآنَ ناظرٌ لعَودةِ لهُم وسَيفرَحُ بِهمُ، إذ يُبايِعُهُمُ، وإذ هُمُ في بلدِهِ بفَهمِهمُ يَقُودونَه، وبِعِلمِهم يعملونَ لإسعادهِ بصِدقٍ ولا يتمنطقونَ.
وأرى إعتذاراً مِن”عَدّوسَ” يُلقيه بحَضرَة العَظيمُ الرّشيدُ سيّدَ الآفاقِ : هَارُونَ.

لِمَ تعتذرُ ياصديقي عَدّوسَ ! قد تعلمُ أني أبغضُ مَن يُدعَون ” المُعتِذرون” ! قد بقيتُ وإياكَ وحدنا في ازقةِ بغدادَ نتمايلُ وندندنُ بهمساتٍ موجعةٍ مطحونة.
لا تأسَ يا عَدُّوس، لا تأسَ يا صديقي..
يامَن في الزِّبالةِ مُتَرَعرِعٌ هُرمُونَه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا


.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه




.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة