الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة بغداد هل تعيد العراق الى العراق

عبدالقادربشيربيرداود

2021 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من انهيارات كبيرة، وصراعات طاحنة مستمرة، لا تسعفها بين الفينة والأخرى سوى بعض الحلول الخجولة التي لا ترتقي إلى مستوى الحدث؛ انعقدت قمة بغداد التاريخية، حيث لم يكن العراق بمنأى عن تلك التحولات على المستويين الداخلي والخارجي؛ عبر تدخلات سافرة، وفق أجندات غامضة؛ لعزله عن محيطه العربي، بغية تشويه علاقاته بالمجتمعين العربي والدولي. والهدف المخفي من وراء تلك الأجندات المشبوهة هو تحجيم دور العراق في المنظومة الدولية لتسويق صورة مختلفة عن العراق وماضيه التليد؛ سعياً لزعزعة أمنه واستقراره ليترك بالتالي آثاراً سلبية تحط من سمعته وهيبته بين شعوب وبلدان المنطقة.
بغض النظر عن نتائجها ومخرجاتها كانت قمة بغداد فرصة مناسبة ليعلم العالم أسباب عدم تجسيد العراق لكامل سيادته على أرضه؛ وفي تحركاته السياسية وتوظيفه قسرا على استخدامه كمنصة ومنطلق لشن الهجمات على بعض الدول، ليكون بالتالي دليلاً ضمنياً وسبباً حيوياً على استحالة قيام حكومة عراقية مستقلة بقرارها السياسي؛ محافظة على هيبة سيادتها الوطنية، ما يوجب تصحيح تلك العلاقات مع الجميع، وفق مصالح مشتركة متكافئة على أساس دعم السيادة الوطنية للعراق، وهو الحل الأمثل للحفاظ على أمن العراق دون الاعتماد على الآخرين وتغيير المعادلة والانتقال إلى مصاف الدول المحورية في المنطقة. هذه المعادلة جسدتها القيادة العراقية في القمة، حيث استطاعت وبحنكة سياسية عراقية معهودة ان توظف ذلك المهرجان السياسي كمنصات للقاءات مباشرة بين الزعماء المتخاصمين على أرض دار السلام؛ بغداد الهيبة والوقار. لتؤكد هذه المواقف والمشاهد عمق التغييرات السياسية في العراق، حيث مهدت له أن يكون حاضنة سليمة لإدارة حوارات هادفة وجريئة تمهد لإعادة العراق إلى مكانته العظمى. وهذا التحول مفصل حيوي مهم لعودة العراق إلى دوره المحوري القيادي فيستعيد قدراً من التوازن الذي اختل في غيابه؛ والدليل القاطع هو نجاح قمة بغداد في خفض التوتر في المنطقة ودورها القيادي في تعزيز العلاقات الأمنية والسياسية والتجارية بين الدول المشاركة، فهي بالتالي شهادة شرفية عليا على دور العراق الإقليمي وتصنيفه على كونه اللاعب السياسي البارز في المنطقة؛ وهذه فرصة ذهبية للقادة العراقيين كي يصوغوا تاريخاً مغايراً لما أسند إليه كي يكون بحق مركز توازن واستقرار في المنطقة باسرها؛ وبوابة لتاسيس شراكات إقليمية، ومنقذاً جديداً يحسن من اقتصادنا الذي يضعنا في مصاف الدول الناهضة والمزدهرة والأكثر رفاهية في عموم المنطقة.
قال رب العزة تبارك وتعالى : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} التوبة/ ١٠٥








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية