الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحف واقنعة

هشام شبر

2021 / 9 / 7
الادب والفن


صحف واقنعة..تاليف هشام شبر

(خربة تتوسطها فزاعة حولها تناثرت ملابس ممزقة وصحف قديمة صفراء واقنعة وشواهد قبور هنا وهناك)
(وسط هذا الخراب رجل اعمى ورجل مخمور)
(الاعمى يحمل بعض من الملابس الممزقة والصحف والاقنعة ويحاول ان يشكل منها شيء ما وبينما المخمور يمشي وراء الاعمى اين ما ذهب وهو يترنح)
الاعمى : لماذا تمشي ورائي ..
المخمور : اريد ان اعرف ماذا تفعل
الاعمى : لا شأن لك
المخمور: كيف وانت تشكل من القمامة رجل رائحته تزكم الانوف
الاعمى : انا حر فيما افعل
المخمور : اسمع ايها الاعمى
الاعمى : لا تنعتني بالأعمى
المخمور : ولكنك اعمى
الاعمى : اخرس

المخمور : لا ترفع صوتك والا جعلتك تندم
الاعمى : ابتعد ابتعد
المخمور : لن ابتعد حتى القنك درسا لن تنساه
(يتشاجران ولكن كل واحد يلوح بيديه في الهواء بجهة من المكان لان الاعمى لا يعرف ان يصل الى مكان المخمور وكذلك المخمور لا يعرف ان يصل الى مكان الاعمى يستمران في الصراع حتى يسقطان على الارض من التعب )
( موسيقى )
المخمور : ( يلهث ) اسمعني ايها ....
الاعمى : ( يلهث ) ايها ال ماذا .....
المخمور : ايها اللاشيء
الاعمى : لا تنعتني باللاشيء
المخمور : يجب ان تسمعني
الاعمى : يجب....
المخمور : نعم يجب
الاعمى : هل تعاني شيء في عقلك
المخمور: انا احذرك من ماسيأتي
الاعمى : لن يأتي اسوء مما مضى
المخمور : لا تقاطعني ودعني اوصل لك فكرتي
الاعمى : مهزلة ان يحمل السكير فكرة
المخمور : الفكرة ناجمة عن التفكير وبما ان التفكير موجود فالفكرة موجودة ......
الاعمى : انجز انجز
المخمور: من خلال قراءتي للأحداث ارى انهم بصدد القاء القبض على الموتى
الاعمى : وماذا تريد مني ان افعل
المخمور : ان تتفق معي
الاعمى : على ماذا
المخمور : اقودك او تقودني
الاعمى : كيف لأعمى ان يقود سكير او لسكير ان يقود اعمى
المخمور : هذا يعتمد على رغبتنا الجادة بالخروج من عنق الزجاجة
الاعمى : لنحافظ على اعناقنا اولا
المخمور : افهم من هذا انك خائف
الاعمى : انا لا اخاف احدا
( يتعالى اصوات الرصاص في المكان )
الاعمى : ماذا حدث ..ها ... ماذا حدث
المخمور : اصمت
الاعمى: اخبرني ماذا حدث
المخمور : قلت لك اصمت
( يزداد صوت الرصاص كثافة )
المخمور : اخفض راسك
الاعمى : ارفع راسك
المخمور: اخفض راسك
الاعمى : ارفع راسك
( يزداد صوت الرصاص كثافة ثم ينقطع تدريجيا ويعود الهدوء للمكان )
الاعمى : ( يمسك راسه من شدة الالم )
هل تعلم ان تبوء المقدمة يحتاج الى رجل صلب مثلي
المخمور : هههههههه
الاعمى : لماذا تضحك
المخمور : لقد تبوءت على نفسك
الاعمى : لا تنسى انني قائدك
المخمور : يبدوا انك اعتنقت كذبتك ورحت تلبسها خيالاتك
الاعمى : اخرس ايها السكير
المخمور : اعلم ايها الاعمى انك مجرد نفايات تراكمت كي تعلن عن نفسها
الاعمى : كيف تجروء على السخرية من محارب
المخمور : اتسخ بالهزيمة
الاعمى : خطط لي ان اكون في دائرة الشك
المخمور : ههههههههههههه
الاعمى : لا تسخر مني والا ...
المخمور : والا ماذا ..ها ..والا ماذا
(يتشاجران ولكن كل واحد يلوح بيديه في الهواء بجهة من المكان لان الاعمى لا يعرف ان يصل الى مكان المخمور وكذلك المخمور لا يعرف ان يصل الى مكان الاعمى يستمران في الصراع)
( يدخل الطبيب الى المكان )
الطبيب : اهدء اهدء
الاعمى : لن اهدء حتى اقضي على هذا السكير
الطبيب : عن أي سكير تتحدث
الاعمى : ( يصرخ ) هذا السكير المافون بالاسئلة
الطبيب : لا احد في المكان الا انت وقنينة خمر فارغة
الاعمى : ابحث عنه جيدا في تلك الخربة
الطبيب : لست في خربة انت مشفى مدمني الخمر
المخمور : ههههههههههه ههههههههههههههه
الاعمى : الا تسمع انه يسخر مني ....
المخمور : هههههههههههه هههههههههه
( يقوم الطبيب بحقن الاعمى بمهدء كي ينام )
الاعمى : ( يردد بصعوبة وبكلمات متقطعة بعد ان اخذ المهدء يسري في جسده )
ان .. ه ..يسخ... ر...م..ن..ي..انه...يس..خر ..من..ي.....
المخمور : هههههههههههههه ههههههههههههه
( تتداخل اصوات الضحكات مع اصوات الهذيان )
( اظلام )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني