الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كل هذا الخوف من طالبان؟؟؟

حاتم بن رجيبة

2021 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا مجال للنقاش أن حكم طالبان هو كارثة على كل تواق للحرية وللتعددية ولحقوق الإنسان الكونية وللمساواة و لحق الإختلاف وحرية التعبير ومحبي المجتمع المدني بجمعياته وأحزابه المتعددة ولمحبي الحياة من فنون وتسلية وغناء ورقص وجمال وحب...

لكن لو كانت دولة طالبان ظاهرة جديدة و مثالا منعزلا لنظام ديني ورع وقروسطي يقطع الرؤوس والأطراف ويرجم العباد ويحبس النساء ويقبرهن ويقر العبودية ويعشق الجهل والخرافات لتفهمنا وصرخنا. لو كان شاذا عن جيرانه لوعينا.

لكن طالبان نسخة متكررة منذ ألفي سنة ، أعيدت واجترت قرونا وآلاف المرات لحد التقيء.

أليست دولة الطالبان هي دولة الخلافة، دولة الرسول محمد وأبي بكر وعمر و الأمويين والعباسيين والعثمانيين؟ أليست نسخة من دول عصر الظلام في أوروبا؟ أليست دولة مثل إيران والسعودية وقطر والإمارات واليمن وجل الدول الإسلامية؟؟؟ ألا لا تطبق الشريعة في تلك الدول ولا وجود لمجتمع مدني ولا حريات ولا تعددية ولا حقوق الإنسان الكونية ألخ ؟ هل يختلف لباس السعوديات أو اليمنيات أو القطريات وجل النساء في البلدان الإسلامية كثيرا عن لباس الأفغانيات تحت حكم طالبان؟ ألا تنقطع جل الفتيات مبكرا عن التعليم في جل البلدان الإسلامية وخاصة في أريافها حتى في أكثرها تفتحا ؟

لماذا نطلب من أمريكا ومن الغرب محاربة طالبان فقط بدعوة مقاومة الإرهاب و التطرف؟ لماذا يرفض الغرب التعامل مع طالبان بالذات بتعلة أنها خطر على أمنهم القومي لأنها حاضن للإرهاب والفكر الأصولي ؟ أهي تختلف عن دول الخليج الوهابية التي تنفق آلاف المليارات لنشر الفكر الديني المتطرف حاضن الإرهاب الأول ؟ هل تختلف عن إيران و حماس؟

ثم لو لم تحكم طالبان أفغانستان فمن سيحكمها؟؟؟ هل أمراء الحرب و رؤساء القبائل فتعود إلى الحرب الأهلية وإلى التشتت وإلى الفوضى؟ هل لديها جيش موحد أو إدارة موحدة أو أمن و درك موحد؟ هل لديها قوى مدنية قادرة على تسيير البلاد؟ لا طبعا. لأن أفغانستان بلد قبلي مثله مثل ليبيا والسعودية وقطر واليمن وغيرهم...لا مجتمع مدني ولا دولة مركزية ولا شعور المواطنة. بل القبلية والقرابة الدموية هي النازع الأساسي لدى الأفغان.

ألم تأت طالبان كإجابة على الحرب الأهلية بين أمراء الحرب والقبائل؟ ألم يرحب بها الأفغانيون والأفغانيات ويهللوا بعد أن تذوقوا أبشع ألوان ويلات الحرب الأهلية من جوع و حرمان وعدم أمان و خوف؟ أليست طالبان بأكفأ من يضمن للأفغان، كل الأفغان السلم والأمن الغذائي والجسدي حاليا؟

أفغانستان لا تختلف عن جل البلدان الإسلامية: بلد متصحر سياسيا ومدنيا، يحتاج إلى زعيم أو زمرة واحدة تحكمه وتسيره إلى أن يأتي زعيم جديد أو زمرة جديدة تجهز على سابقتها وتأخذ مكانها. هكذا هو الحال منذ مئات السنين في جل البلدان الإسلامية والبلدان المتصحرة سياسيا ومدنيا , إلى أن يأتي زعيم مستنير يسمح بالتعددية ويركز مبدأ الوطن والمواطنة ويلغي النزعة القبلية ويصنع مجتمعا يعج بالجمعيات والنقابات والكليات والمدارس ويركز اقتصادا منتجا ومصنعا يكفل الرخاء للأفغانيين. أو ترتكز طبقة برجوازية كثيفة من صناعيين وتجار وفلاحين كبار تسعى للمشاركة في الحكم وترفض دور الزعيم الأوحد فتكون نواة الديمقراطية كما حدث خلال الثورة الفرنسية.

على الغرب أن يكف عن النفاق والرياء واستبلاه الرأي العالمي: يحارب طالبان وحماس وإيران وكوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا بينما يتحالف مع العربية السعودية وقطر والصين وإسرائيل وتركيا وروسيا والكثير من الطغاة والمتطرفين والمضطهدين لشعوبهم ورعاياهم، المنتهكين لأبسط حقوقهم وفي الكثير من الأحيان بأسلحة وأساليب غربية مستوردة من ،، العالم الغربي الحر والديمقراطي،،.

يغضون الطرف عن الجبابرة الذين يتاجرون معهم ويربحون منهم ويكشرون عن أنيابهم ويهاجمون كل من أوصد أسواقه وخيراته أمامهم ليستبيحوها بالقوة أو بالرضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب