الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا و الناس..الدرس الأخلاقي الضائع

حمزة بلحاج صالح

2021 / 9 / 8
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كورونا والناس حالهم كحال من تناولتهم الآية الكريمة من المشركين في قوله تعالى :

"وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا " قرآن مجيد

لكن بفارق أن الحديث هنا عن مؤمنين و مسلمين هكذا يقولون عن أنفسهم و في مجتمعات تسمى إسلامية...

ان الانسان الشقي يرتعش لحظات موت غيره و رحيله عنه من جيله و عمره وأحبائه لكنه لا يغير من سلوكه العام امام المال و الريع و التملق للسلطان و الإدارة الفاسدة و كسب الحرام و الظلم و السخرية من المقاومين الشرفاء و أهل الفكر المتألقين...

فتراه يتتعرض بالسزء لأعراض الشرفاء و الشماتة فيهم و الخوف من صداقتهم او التقرب منهم و التفاعل معهم أو أن يراه الرأي العام فيتعجبون منه بل يفزعونه ان لم بسبق هو لإفزاع نفسه هلوسة و هذيانا ...

يقولون له هل تصادق ذلك الشخص ألا تدري أنه معارض للسلطة و صعب المزاج قد يتصنتون عليه في جلساته و حتى هاتفه فلا تتصل به و سيل من الهترفات المرضية...

أو الخوف ان يراه الناس جالسا مع المقاوم الشريف مصادقا له متحدثا عنه او معه فيتم تصنيفه..

و هكذا تصدر افعال دونية و سافلة هلوسة و خوفا مبالغا فيه يكاد يكون سشيزوفرانيا او فوبيا او وسواسا قهريا ...

و المثير للعجب ان منهم أصحاب مهن حرة و متقاعدين بمرسوم يخشون لعل الانتقام يلحق بهم حتى في رواتبهم من الصندوق الخاص بالإطارات العليا و آخرون خوفا على نسلهم الذي يريدونه ان يلتحق بصفوف نظام بائر فاسد و عليه يجب ان يحفظوا...

نعم منهم أصحاب مهن و تخصصات حرة ذات منزلة في المجتمع يمارسون هذا للاسف و هو أمر مثير للشفقة...

فأي تدين هذا...

و منهم ماسكون العصا من منتصفها يركبون الموجات وفق الظروف يمارسون التطبيل للسلطة...

هذا بالنسبة لمن يدورون في فلك السلطة و الإدارة الفاسدة و يزكونها بمواقفهم السياسية الانتهازية و ترشحهم للتشريعيات و غيرها كتقلد الوظائف العليا و قد شاهدتها و رأيت حساستهم و ذلهم...

هذا الصنف هو من يمديد من عمرالسلطات الفاسدة و المستبدة و يزعمون انهم يصلحون من الداخل...

و لما جاء الحراك رايناهم يقفون وقفة المؤيد له في المسيرات و الوقفات و التجمعات ...

منهم من ينهش المتدينين و منهم من يدعي العلمانية و منهم من يعلن تخوفه من الاسلام السياسي و الاسلاميين و الحزب المحل لعلهم يهيمنون على الحراك ...

و اسلاميون يشاركون في مسيرات الحراك و ينادون بذهاب النظام و هم في مؤسسات " رجل هنا و رجل هنالك" كذلك الحال بالنسبة لبعض العلمانيين...

ما يقال في الذين ذكرناهم يقال في الكثير من الحراكيين الذي يتعنترون و يرفضون نقد اهل العلم و الفكر زعماء أو مريدين...

و بعض من يعتبرون انفسهم زبدة المجتمع يعيشون بالقيل و القال و الإشاعات و يعتبرون مكانة الكفاءات و النخب تحددها غالبية الناس و يزعمون انهم درسوا العلوم و أصحاب عقول علمية..

ان الطبقة المتعلمة و حاملة الشهادات الجامعية إلا من رحم ربي لا تقرأ و لا تثقف نفسها فهي ترى ذلك هرفا مجانية للا قيمة تذكر بل ليس لديها وقت للقراءة و الفحص و مراكمة المعارف و لا تملك خاصيتي و ملكتي النباهة و التفريق او التمييز la distinction et le bon sens scientifique في الحكم و النظر و الفهمdans let jugement l hemeneutique ...

و منهم و أقولها بمرارة من يسير مع التيار العام نفاقا إجتماعيا كأن من لا يقرأ و لا يبحث فقط تشفع له الشهادة الجامعية او المنزلة المهنية هو من يصدر الحكم على الذي اصبح صاحب مراس و احترافية عاليتين و نظر عميق ..

يشتغلون بنبرة القائل و اسلوبه و يصرفونه بالغرور والنرجسية يجتمعون حنقة و غيرة و حسدا لتلطيخ سمعة نخبهم و كفاءاتهم بالقيل و القال و النهش و التحذير تاركين مخرجات علمه و كفاءته و نبل مواقفه و الانصاف في حقه...

هكذا يعترض على الجادين في مجتمعات متخلفة بالقيل و القال و هذا يحذر ذاك في مشهد بائس مقرف ...

يقول المثل الفرنسي : القافلة تمر و الكلاب تنبح...

كل هذه التصرفات و السلوكات تصدر عن مختلف الطبقات الاجتماعيةمن اسفلها الى اعلاها و من اجهلها الى حامل الشهادات الجامعية فيها و من ذكرها و انثاها و كبيرها و صغيرها و غنيها و فقيرها و متدينها و غير متدينها...

ان الجائحة كان يمكن أن تكون منعطفا اخلاقيا وإيتيقيا لكن للأسف الناس سجناء أهواءهم و غرائزهم الحيوانية الا من رحم ربي...

لله في خلقه شؤون و الآية الكريمة مثل رفيع من عند خالق الناس والانفس و من ألهمها فجورها و تقواها لعلها تكون درسا لمن ألقى السمع و هو بصير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا