الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن الصحي في المدينة -منهو بيه-

فتحي سالم أبوزخار

2021 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تجرنا الأحداث السياسية المؤلمة على أرض الوطن ليبيا المعذبة لتستنفذ حبر أقلامنا في الكتابة عن المواضيع السياسية وما تعيشه الحبيبة من حيص بيص بسبب تقاذفها من قبل ما يسمى بـ "المجتمع الدولي" والذي ساعدته أرضية التخلف التي تركها نظام "زريبة الجماهيرية" ليسجل أهدافه ضد فريق يدعي ممارسة السياسة لم يسمح له بالتمرين والتدريب على السياسة إلا على الأزمات: كهرباء، سيولة، وقود، غاز، ووو وأصوات المدافع وقصف الطيران! وفي ظل هذه الدوامة نبه الكاتب بتاريخ 18 أبريل 2020 بعد ظهور الوباء بمقالة وحيدة بعنوان: "كورونا مع العبط الإيماني والنفاق الاجتماعي وميراث الفكر الجماهيري!"

يتردد كثيراً على مسامعنا مصطلح الترتيبات الأمنية ضمن أدبيات وأحاديث "المجتمع الدولي" ونرى إستيقافات أمنية لأجهزة مختلفة تعج بها العاصمة في فترة ما البعض منها وهمية! ما آثار حفيظ الكاتب اليوم وبعد مروره على دورية نجدة حيث كان البعض منهم يتفصح الأوراق والأخر السيارات، "وربي يعطيهم الصحة" لكن وبعد مسافة قصيرة يجد على جانبي الطريق أكوام من القمامة وإطارات السيارات تتصاعد منها أدخنة سامة "ديوكسين". سبق للكاتب أن شد انتباه القارئ والمسؤول في مقالة بتاريخ 27 أكتوبر 2019 بعنوان: "مدافع غاز الديوكسين السام .. ترش المواطنين والمسؤولين نيام"

الرشاش الغازي للمحروقات البلاستيكية!
المؤلم أننا وبعد أن صدقنا الإطاحة بنظام "زريبة الجماهيرية" إلا أن تصرفاتنا لم تتغير بل أحياناً ألعن وأشنع مما كنا نعيشه تحت حذاء الدكتاتور المجنون أبن الخيمة! صحيح نجح الدكتاتور معمر في غرس البداوة بالمدن، والمحترمة خارجها، ووطنها بغرس لجانه الثورية البدوية في قلب العاصمة "عروس البحر" وستظل رغم أنفهم، وركز على طرابلس لتتقهقر ليبيا نحو البداوة وهي تجدد تعبيد طريقها نحو الحضارة والتمدين والذي هو ديدنها وستتمك به مهما كان كيد البدو! بالرجوع إلى ذاكرتنا الطفولية وبداية شبابنا وذكرياتنا الجميلة بطرابلس لا يمكن أن يتجرأ أحد أن يحرق كومة قش على جانب طريق معبد! واليوم وبعد أن تشبع الشعب الطرابلسي، بل الليبي في المجمل، بالصورة التلفزيونية "لقائد الجماهير.. القطيع" وهو قابع في وسط خيمته والنار تحرق أكوام من الخشب وسط "برويطه"! هذا الخدش والتجريح في صورة المدنية حصل لأن المُتأذين منها والمتألمين كممت أفواههم وفُرض عليهم هذا الأذى البصري، والذي يضرب في أعماق الوجدان والأحاسيس الانسانية، حتى بتنا اليوم نرى رشاشات الموت تبخر أطفلنا "بالديوكسين" السام ولا تتحرك لنا شعره في ضمائرنا اليوم القابعة في الانتعاش هي الأخرى!

نحرق القمامة ونسمم أطفالنا ونهرول للمساجد:
للأسف الجهل والانحطاط الذي نعيشه تجاوز حدوده والنفاق الديني اليوم ضارب أطنابه في بنية العقل الساذج قبل الخبيث، حيث مع كل التحذيرات من التجمعات البشرية تستمر الحفلات والمآتم بالرغم من أنها تحدث بعد فترات زمنية متقطعة، أما الكارثة العظمى اليوم هي نقل فيروسات الوباء عبر طقوس الصلوات الخمسة بالمساجد! يتردد على مسامعنا قول الله عز وجل: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" سورة البقرة آية 195، وبغض النظر عن تفسير الآية كما يتمسك بها البعض ويرى بأنها نزلت في الأنصار وحرصهم الإقامة على أموالهم وترك الجهاد، ولكن يظل القرآن صالح لكل زمان ومكان، واليوم التهاون في الوباء لا يمكن إلا أن يكون قبولاً للتهلكة بكل ما تعنيه كلمة التهلكة من معاني عربية، بل ولا يمكن أن يفسر حرق القمامة المنتجة للغاز السام "الديوكسين"، وبدون منازع، إلا برمي البشر في محرقة التهلكة.

التدين اليوم للكثيرين بات مزيفاً وادعاءً كاذباً لحب المصطفى صل الله عليه وسلم يظهر فقط في بعض المناسبات بعد أن يتجرأ أي سفيه بالسخرية منه كتابةً أو رسماً أو تصويراً.. فتغرق السوشيل ميديا بـ إلا رسول الله.. وبالرغم من تكررا سماع حديث رسولنا الكريم: " إذا سمعتم به (أي الطاعون) بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنت بها فلا تخرجوا فراراً منها " إلا أن الهرولة إلى المساجد لم تنتهي بعد وكأن الله سبحانه وتعالى لن يقبل صلاتنا إلا في مساجدنا المرشحة لنشر الوباء!

ما سعنا فعله اليوم:
يقول سيد الخلق سيدنا المصطفى صل الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" لنحرص أولا على وقف رشاشات الموت بغاز الديوكسين برفع عقيرتنا بالتنبيه للخطر الذي يتهدد أجهزة تنفس جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان الذي كرمه الله عز وجل. حرق البلاستيك ينتج سم "الديوكسين" ونحن نواجه خطر كورونا الذي يستهدف أجهزة تنفسنا.. فالموضوع يتعقد باجتماع المصيبتين اليوم ويفاقم من هول الكارثة.. هذا وبدون أن نتكلم عن أو نتطرق إلى الأبخرة السامة التي ترشُها السيارات بمحركات قديمة مستهلكة بعد أن صارت ليبيا مكب لخردة العالم! اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد.
عاشت ليبيا حرة جميلة .. تدر ليبيا تادرفت تزعم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج